14 أكتوبر اختبار الولاء الوطني..

إيران وقطر.. مطامع في الجنوب أم نكاية بالتحالف العربي؟

متظاهرون جنوبيون يرفعون لافتة تطالب دول التحالف دعم قضيتهم

خاص (عدن)

يستعد الجنوبيون للاحتفال بذكرى انطلاق الثورة ضد الاستعمار البريطاني الذي كان يحكم البلاد لأكثر من قرن ونيف من الزمان.

عدن العاصمة تستعد لاحتضان أكبر تظاهرة شعبية دعا لها المجلس الانتقالي الجنوبي، للاحتفال بالمناسبة والتأكيد على شعبية المجلس المفوض شعبيا في مطلع مايو ايار الماضي.

من مختلف مدن الجنوب يستعد الجنوبيون للزحف صوب العاصمة الجنوبية مرة أخرى عقب تظاهرات مليونية نظمت في مدينة عدن، لاقت صدىً واسعا.

رهان جديد دخله المجلس الانتقالي بالدعوة للتظاهرة الاحتفالية، الأمر الذي دفع القوى اليمنية المناوئة للمجلس الى الدعوة لتظاهرة أخرى مناوئة تحت غطاء الحكومة الشرعية التي يعدها المجلس الانتقالي حليفة مع دول التحالف العربي المناهضة للتدخل الايراني في اليمن.

اعلان تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اثار ردود فعل واسعة في داخل معسكر الشرعية الذي يسيطر عليه طرف موال لقطر المتمردة على الاجماع الخليجي.

وعلى الرغم من صمت دول الخليج والتحالف العربي حيال الاعلان، الا ان قطر الاستثناء الوحيد التي وقفت بقوة ضد اعلان المجلس الانتقالي، وهو ما دفع صحف دولية إلى القول إن المجلس الانتقالي الجنوبي يعد صمام أمان أمام مطامع جماعة الإخوان.

يناهض الطرف الإخواني في الحكومة الشرعية وكذا القوى الموالية لإيران في شمال اليمن المجلس الانتقالي الجنوبي، بدعوى انه يريد ان يأخذ الجنوب نحو الاستقلال وهو ما يهدد مصالح الفيد المشتركة لدى قوى الشمال.

في شارع المعلا وسط العاصمة دعا المجلس الانتقالي الجنوبي الى تنظيم تظاهرة حاشدة للتأكيد على تمسك الجنوبيين بالاستقلال واستعادة دولة الجنوب السابقة بحدودها عام 1990م، وعلى الطرف الأخر دعت قوى أخرى مناهضة للمجلس الانتقالي الجنوبي من بينها حزب الإصلاح اليمني الذي يقول جنوبيون إنه احد الاطراف الشمالية التي تسببت بتدمير بلادهم.

واحتفت وسائل إعلام إخوانية ممولة من قطر بالدعوة لتظاهرة ساحة العروض التي ينظمها الموالون لمشروع الاقاليم الستة، المرفوض شعبيا.

ومثلها فعلت وسائل إعلام موالية للانقلابيين في صنعاء وممولة من إيران، وهو ما يعني ان الطرفين وجدا ضالتهما أخيرا في الجنوب من خلال التحالف مؤقتا مع الحكومة الشرعية التي تتهمها الكثير من الاطراف بالفشل والمحسوبية، الأمر الذي يؤكد ان الشرعية في طريقها للخروج عن سك التحالف العربي الداعم لها.

ويتمحور الدعم القطري والإيراني اعلاميا وسياسيا، حيث شنت القيادية الإخوانية هجوما حادا على المملكة العربية السعودية واتهمتها بعرقلة عودة الرئيس هادي الذي تقول مصادر مقربة في الرياض انه الإدارة السعودية غير راضية عنه خاصة في اعقاب تقاربه الواضح مع القوى الموالية لإيران ناهيك عن رفض سائل إعلام تابعة له الحديث عن قطر ودعها للمتمردين الحوثيين والجماعات المسلحة في الجنوب ومأرب.

ورفض مصدر حكومي التعليق لـ(اليوم الثامن) "حول موقف الحكومة من الأزمة مع قطر".. قائلا "التحالف العربي انهاء مشاركة قطر في التحالف، لكن الحكومة الشرعية والشعب اليمني ليس طرفا في هذا الصراع، قطر دولة شقيقة، والأزمة مع جيرانها سوف تتعالج عما قريب، لكن الحكومة الشرعية لن تنجر لمعاداة قطر".

وتدعم قطر وكذا حليفتها إيران اطرافا في الحكومة الشرعية المناهض للمجلس الانتقالي الجنوبي، وتقدم دعما سياسيا واعلاميا للمناهضين للمجلس الانتقالي الجنوبي.

هذا الدعم يقدم من الاطراف المعادية لدول التحالف العربي يأتي نكاية من قطر وإيران وكذا بحثا عن مطامع طهران والدوحة في الجنوب.

فالدوحة التي طالما قدمت دعما كبيرا لجماعة الإخوان ابان الانتفاضة على المخلوع صالح، بغية السيطرة على الجنوب اليمني، الا ان الحراك الجنوبي الشعبي المتنامي حينها حال دون ذلك، ناهيك عن ان الحزب الاصلاحي الممول قطريا رفض الاعتراف بحق الجنوبيين في الاستقلال.

وحاولت ايران السيطرة على الجنوب عسكريا من خلال دعم القوى الشمالية المتطرفة في حرب الاجتياح الثانية والتي كان الهدف منها اخضاع الجنوب كله لإيران، وهو ما لم يتحقق بفضل صمود المقاومة الجنوبية ودعم طيران التحالف العربي.

وحاولت قطر عبر اذرعها في الحكومة الشرعية السيطرة على عدن، حيث بحثت مع قادة ومسؤولين امكانية انشاء وحدات أمنية، وهو ما تحقق لها قبل ان تعلن دول التحالف العربي مقاطعتها لقطر جراء ما تقول تلك الدول هو تورط الدوحة في دعم الانقلابيين والجماعات الإرهابية.

 

مطامع أم نكاية

تسعى كل من قطر وإيران إلى اعادة السيطرة على الجنوب وفرض وصايتها على الشعب، من خلال تمكين قوى اليمن الشمالي التي يمثلها الحوثي والاصلاح وصالح.

ودعت توكل كرمان في منشور على فيس بوك تسليم جنوب الى قطر.. مؤكدة ان الدوحة قادرة على التكفل بدفع رواتب العسكريين والأمنيين، قبل ان تعلن دول التحالف العربي مقاطعتها لقطر جراء مؤامرتها مع الانقلابيين ودعمها المتواصل للتنظيمات الارهابية.

وتسعى قطر وايران متفقتان من خلال دعم تظاهرة مناوئة للمجلس الانتقالي الجنوبي يشرف عليها تنظيم النهضة الإخواني في محاولة لخلط الارواق نكاية بالتحالف العربي وكذا السعي الى تحقيق مطامع الدولتين في الجنوب.