«ذا هيل» اعتبرتها خطراً على الجنود الأميركيين..

حان الوقت لنقل قاعدة «العديد» من قطر

قاعدة عيديد الأمريكية في قطر

دينا محمود (لندن)

«هل يمكن أن يضع المرء قاعدة جوية أميركية بكامل عتادها وعسكرييها في بلد معادٍ يقف في صف إيران؟». سؤال استهلت به صحيفة «ذا هيل» الأميركية مقالاً شديد اللهجة انتقدت فيه مواصلة الولايات المتحدة الإبقاء على قاعدة «العديد» الجوية في قطر، على الرغم من العلاقات الوثيقة التي تربط الدوحة بطهران، والسياسات التخريبية والطائشة التي ينتهجها النظام القطري منذ سنوات، مؤكدة في الوقت ذاته أهمية دور الإمارات في دعم الجهود الدولية الرامية لمحاربة الإرهاب، مُقارنة بذاك الذي يلعبه القطريون.

ونقل المقال عن إليانا روس- لاتينن رئيس اللجنة الفرعية حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الكونجرس تأكيدها على إسهام الإمارات بشكل كبير وعلى مدى 12 عاماً في دعم جهود محاربة الإرهاب في أفغانستان، وذلك في وقت لا يتعدى فيه الدور القطري سوى «تسهيل» العمليات العسكرية الجارية في «العديد». وأبرز المقال ما أبدته روس- لاتينن من شكوكٍ حول مدى منطقية بقاء «العديد» في الأراضي القطرية، في ضوء فشل الدوحة في التحرك ضد ممولي التنظيمات الإرهابية.

وأشار كاتب المقال سلمان الأنصاري إلى أن الدور القطري النشط إما في تمرير الأموال للإرهابيين أو الفشل في منع آخرين من إرسالها لتنظيمات محظورة، يجب أن يثير الشكوك حول مسألة استمرارية بقاء «وجود عسكري كبير» للولايات المتحدة في هذا البلد. ونقل عن روس- لاتينن، إشارتها إلى تصريحات مسؤولين قطريين أكدوا فيها في السابق أن بلادهم لن تسمح بشن أي هجوم على إيران انطلاقاً من أراضيها، وهو ما سيجعل قاعدة «العديد» بلا فائدة حال ما إذا كانت هناك حاجة لمواجهة إيران.

وشدد الكاتب على أن قطر ليست «حليفاً لجيرانها أو للولايات المتحدة، خاصة إذا ما كان الأمر يتعلق بإيران». وأشار إلى أن قطر دائما ما كانت دولة نافرة عن باقي أعضاء مجلس التعاون الخليجي وينظر إليها جيرانها بريبة على أنها عميل إيراني»، وهو ما دفع الأنصاري للإشارة إلى أن ذلك يجعل «العديد» وكأنها تقع على أراضٍ إيرانية. ونقل عن روس- لاتينن قولها إنه لا يمكن أن تسمح الولايات المتحدة بأن تُستخدم قاعدة جوية تابعة لها كـ»وسيلة» لتبرير مثل هذا «الضرب من السلوك الخاص بالسماح بتمويل التنظيمات الإرهابية»، وتشديدها على ضرورة أن «تغير قطر الوضع القائم حالياً وإلا جازفت بفقدان التعاون مع أميركا على صعيد القاعدة الجوية».

كما أورد المقال تصريحاتٍ أدلى بها وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت جيتس قبل بضعة شهور، وشدد فيها على ضرورة إقدام بلاده على نقل القاعدة الجوية من قطر. ولم يغفل أيضا الإشارة إلى ما أكد عليه الرئيس دونالد ترامب من أن نقل القاعدة -لن يشكل عقبة وقوله خلال مقابلة تلفزيونية «إذا اضطررنا إلى مغادرة العديد.. فستكون لدينا 10 دول راغبة في أن تُشيد لنا قاعدة أخرى». واعتبر الأنصاري أن موقف قطر المتحالف مع إيران سيثير أسئلة بشأن مدى أمن وسلامة العمليات التي ستنطلق من العديد والعسكريين الموجودين فيها أيضاً في حالة نشوب أي مواجهة عسكرية بين واشنطن وطهران. وألمح إلى إمكانية أن تستغل إيران وجود هذه القاعدة العسكرية الأميركية على أراضي حليفتها قطر لتهديد مصالح الولايات المتحدة، قائلاً في هذا الشأن «قدرة إيران على اختراق المصالح الأميركية هو احتمال حقيقي، ينطوي على سيناريوهات محتملة يضطلع فيها عملاء طهران بأعمال تشويش تستهدف الإخلال بالعمل في قاعدة العديد عبر أعمال من قبيل قطع الجازولين والإمدادات العسكرية الحيوية عنها».

واعتبر الكاتب أن مثل هذا السيناريو يشكل احتمالاً جدياً يتعين أن يدفع المخططين العسكريين لبحث نقل الترتيبات الخاصة بالجيش الأميركي على الفور من قطر، التي أكدت «ذا هيل» أنها «اختارت طريقها المنحاز إلى إيران عبر التعاون في مجالات الطاقة والاقتصاد والأمن».

وشددت الصحيفة على أن هذا الوضع يؤكد الحاجة إلى أن يتم وبأسرع وقت ممكن نقل قاعدة «العديد» بجانب مقار عملياتية متقدمة للقيادة المركزية للعمليات الخاصة الأميركية وللقيادة المركزية لسلاح الجو. وقال إن الوقت قد حان لإنهاء الاعتماد على قطر كمركز للأنشطة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، لاسيما أن الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب أثبتت بالوثائق التعنت القطري بعدم التخلي عن السياسات الداعمة للإرهاب.