بن دغر يتجاوز صلاحيات الرئيس ويتحدى الجنوب..

تحليل: شرعيون يدفعون نحو صدام مع الجنوبيين.. لماذا؟

اللواء فضل حسن زعم ان علم الجنوب هو علم الحزب الاشتراكي اليمني

خاص (عدن)

كشفت مصادر عسكرية وثيقة ان قائدة عسكريين موالين للجنرال الأحمر نائب الرئيس اليمني ادخلوا قوات عسكرية شمالية الى عاصمة الجنوب، فيما تواصل الحكومة الشرعية التي يرأسها أحمد عبيد بن دغر الدفع نحو صدام عسكري مع الجنوبيين الذين يرفضون اعادة قوات شمالية الى الجنوب وخاصة العاصمة عدن.

وقالت مصادر عسكرية في المنقطة الرابعة لـ(اليوم الثامن) "إن قائد المنطقة العسكرية الرابعة في عدن اللواء فضل حسن عمد منذ تعيينه على ادخال عسكريين شماليين، ودمجهم في قوات تابعة للجنرال علي محسن الأحمر تتمركز في ضواحي العاصمة عدن".

 وقد تسبب رفع قوات شمالية لعلم اليمن في عدن حالة من الجدل الواسع لا تزال تداعياتها إلى اليوم وسط حالة من الغضب الشعبي الذي تسببت به تحركات بن دغر الذي يصفه جنوبيون بخادم المخلوع صالح.

وقال الصحافي الجنوبي فضل العيسائي "انتفض أبناء الجنوب بذكرى ال54 لثورة 14 أكتوبر في الكلية العسكرية حين تم رفع علم عفاش والحوثة والإخوان في العرض العسكري، ودار جدلا واسعا ادى إلى إطلاق أعيرة نارية، واعتبره الاغلبية منهم بأنه عيب كبير واستفزاز واحتقار دماء الشهداء وتضحيات أبناء الجنوب ويعتبر إعلان حرب على الجنوب.. بينما قائد المنطقة الرابعة العسكرية اللواء فضل حسن اعتبره علم الحزب الاشتراكي وهذا أدنى تعبير في اختزال وهدر تضحيات الجنوب".

وذكر العيسائي "أن الراية التي ذمّها فضل حسن تمثل جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وعاصمتها الأبدية عدن.

في تجاوز لصلاحيات الرئيس عبدربه منصور هادي يواصل رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر استفزاز الجنوبيين وتحديهم من عاصمة بلادهم عدن، حيث نفذ يوم السبت الـ14 من أكتوبر وفي ذكرى الثورة الجنوبية الأم، استعراضا عسكريا في صلاح الدين شاركت فيه قوات من شمال اليمن، في صورة أكدت على مواصلة بن دغر تحديه للجنوبيين.

 يصف جنوبيون بن دغر بانه خادم المخلوع صالح، فحتى صالح حين سأله مذيع قناة الميادين عن انشقاق بن دغر وذهابه إلى صف الشرعية قال "حزب المؤتمر موحد، ومن خرج من المؤتمر راحوا يشتوا فلوس لكنهم مؤتمريون إلى اليوم، ليس فيهم خائنا للوطن او لحزب المؤتمر".

كانت ثقة صالح في محلها بشان بن دغر، فكل ما يعمله اليوم هو خدمة صالح والانقلابيين، فقد عمد بن دغر منذ تعيينه على ارسال رواتب القوات الشمالية الموالية للانقلابيين في اول اجراء تقوم به حكومته.

في عدن بات بن دغر يتحرك فوق اجندة خبيثة يقول سياسيون إنها تخدم الانقلابيين والإخوان الموالين لقطر وكلاهما يعملان ضد التحالف العربي، لكن يظل السؤال الهام من يقف خلف بن دغر؟

يقول مصدر في الحكومة "إن بن دغر يعمل وفق اجندة ترعاها الدوحة، لكن نائب الرئيس علي مجسن الأحمر يقدم له الحماية ومنحه شرعية التنقل فيما يقول اعلام قطر بتهويل تحركاته ومعاداة الجنوبيين.

 فقد دأب اعلام الدوحة على شن هجوما متواصلا على الجنوبيين، خدمة لبن دغر، الذي يسعى لمنح قوات الجنرال علي محسن الأحمر شرعية للسيطرة على عدن بدعوى دمج القوات الأمنية والعسكرية.

 منذ نحو شهر دأب بن دغر على وصف القوات الجنوبية بالقوات المناطقية، وهي ذريعة الهدف منها طمس هوية تلك القوات التي أنشأت للدفاع عن الجنوب ومكتسباته، لكن بن دغر الذي نجح في ادخال قوات شمالية الى عدن، كما تعهد من سابق، بات اليوم يتحدث بلغة الواثق من نفسه في الانتصار على الجنوبيين، لكن التحرك الأخير لبن دغر جوبه بردة فعل قوية من قبل الجنوبيين الذين اعلنوا انهم سوف يصعدون ضد الحكومة الشرعية كما جاء في بيان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.

فالحكومة الشرعية التي تحاصر عدن وتفرض عليها حصارا محكما كي لا تذهب نحو الاستقلال كما قال نائب بن دغر ووزير الخارجية عبدالملك المخلافي.

 اذن.. الجنوبيون اليوم امام تحد صعب، فمبن دغر الذي يحظى بدعم من نائب الرئيس اليمني بات يسوق نفسه كرئيس توافقي لليمن بديلا عن هادي، ولكن تحت إدارة الأحمر وصالح.. فتجاوز صلاحيات الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة أمر في غاية الخطورة، كما يحذر مصدر مسؤول في الحكومة الشرعية.

من حضرموت إلى المهرة إلى أبين ومن ثم إلى صلاح الدين في عدن، في حين نجحت قبائل الصبيحة من منعه من زيارة أرضها، لكن الغضب الشعبي تجاه تصرفات بن دغر اصبحت في تزايد مستمر.

فالتنين المتلون، كما وصفته احد الصحف الجنوبية، بات اليوم يتعرض لانتقادات واسعة حتى من قبل مناصري الحكومة الشرعية.

ما الذي يبحث عنه بن دغر اليوم في عدن.. اقناع اطراف دولية بانه الرجل الأول في الحكومة الشرعية وكذا رجل التوافق فالانقلابيون راضون عن بن دغر الذي ارسل رواتب قواتهم العسكرية في حين رفض سلفه خالد بحاح من ان يرسل لهم ريالا واحدا.

يعتقد بن دغر انه سيكون رجل التوافق وقد يصبح الرئيس لليمن الموحد كما يطمح هو، ولكن تحت اشراف الجنرال علي محسن الأحمر.

فهل ينجح بن دغر في مساعيه، ام قد يقلب الجنوبيون الطاولة عليه ويطيحون به من قصر معاشيق، أمر متوقع حدوثه فكل ما يقوم به بن دغر يعد مناهضا للجنوبيين ولقضيتهم العادلة ويخدم بدرجة رئيسية تحالفات قطر وإيران، فالتصعيد الذي اعلنه المجلس الانتقالي الجنوبي هدفه ايقاف بن دغر عن تصرفاته المستفزة فالجنوب اليوم لم يعد جنوب الأمس بل اصبحت لدى الجنوبيين قوات عسكرية وأمنية قادرة على حماية مكتسبات النصر الذي تحقق على الحوثيين وقوات المخلوع صالح وتحقق لاحقا على الجماعات المسلحة التابعة لقطر.

معركة كسر العظم بين الجنوبيين وحكومة بن دغر، فمن ينتصر أخيراً، الجنوبيون يمتلكون قضية عادلة، في حين يمتلك بن دغر مشروعية الدولة الاتحادية التي يستحال  تحقيقها في ظل رفض قوى الشمال ذلك.