البحث عن دعم من الشرق لم يستطع أن يحصل عليه في الغرب..

قطر تداري جمود مبادراتها للخروج من الورطة بالجولات

قلق في واشنطن حيال دور الدوحة في إرباك استراتيجية الرئيس دونالد ترامب لعزل إيران.

وكالات

كشفت تصريحات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وقبلها وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن قطر تعاني الجمود في المبادرات التي يمكن أن تخرجها من الأزمة، ولذلك سعت إلى افتعال محاور إعلامية هامشية للتغطية على عجزها في إدارة ملف المقاطعة الذي يضغط عليها بشكل كبير وبدأت تأثيراتها تظهر للعيان على اقتصادها ومستوى عيش مواطنيها.

ووصفت أوساط خليجية تصريحات الشيخ تميم عن الحوار من إندونيسيا بأنها للاستهلاك الإعلامي، فضلا عن كونها جاءت في المكان الخطأ وفي بلد لا تعنيه أزمة قطر من قريب أو بعيد، لافتة إلى أنه كان الأجدى أن تحوّل الدوحة هذه التصريحات إلى أفعال على أرض الواقع، وأن تستجيب لمطالب جيرانها لإثبات حسن نيتها ورغبتها في الحوار، وأن تسهل وساطة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

وأشار أمير قطر في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، الأربعاء، إلى مسألة النزاع مع دول المقاطعة قائلا إن “قطر مستعدة دائما للحوار لحل هذه القضايا؛ لأنه لا يوجد رابح، فكلنا إخوان وكلنا خاسرون من هذه الأزمة، ولذلك قطر منفتحة للحوار وفق اتفاقيات تكون ملزمة لكل الأطراف باحترام سيادة الدول”.

وترى المصادر نفسها أن الخطاب القطري سواء ذلك الذي يصدر عن أمير قطر أو عن وزير خارجيته يكشف عن مستوى الإفلاس السياسي الذي بلغه النظام السياسي القطري، بحيث تعيد الدوحة تكرار خطاب بات مملا لا يحظى بأي تعاطف دولي، وأن الكلام عن مظلومية قطرية وعن حصار يتعرض له القطريون يدحضه تبجح قطر نفسها بأنها تحقق إنجازات قياسية اقتصادية في الداخل والخارج.

وأضاف هؤلاء أن سلوك الدوحة بات مرتبكا يعبر عن قلق حقيقي على مستقبل النظام السياسي في قطر، وأن الدوحة باتت تعاني الجمود في المبادرات التي يمكن أن تخرجها من الأزمة.

وأثارت تصريحات وزير الخارجية القطري بشأن تأثير الأزمة بين قطر والرباعي العربي في الحرب على داعش استغراب متابعين للشؤون الخليجية لكون قطر عنصرا هامشيا في التحالف الدولي، فضلا عمّا ارتبط بصورتها من شكوك قوية حول علاقتها بالإرهاب وتمويل أذرعه وإيواء قيادات وكيانات مصنفة إرهابية.

وكان وزير خارجية قطر أشار، الثلاثاء، في تصريحاته لـ”سي إن بي سي” الأميركية إلى أن الإجراءات التي اتخذتها السعودية وثلاث دول عربية في نزاعها مع قطر أضرت بالحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش.

وقال الوزير القطري إن معظم الإمدادات لقطر من دواء وغذاء والتي يذهب بعضها إلى قاعدة العديد الجوية الأميركية تأتي عادة عبر حدودها البرية والمغلقة حاليا من قبل جارتها الأكبر.

وأضاف أن إغلاق المجال الجوي معناه أنه لا يمكن للطائرات القطرية التي تقدم الدعم اللوجستي للقاعدة التحليق إلا شمالا من قطر باتجاه إيران مشيرا إلى أن القوات القطرية المشاركة في أنشطة تقودها أميركا ضد الدولة الإسلامية أو العاملة مع الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين قد تم استبعادها.

وأكدت أوساط أميركية مطلعة أن إدارة الرئيس دونالد ترامب بدأت تعتبر الموقف القطري معطلا لخططها المتعلقة بمواجهة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.

وكشفت عن قلق أميركي حيال موقع قطر التي تقترب من طهران داخل استراتيجية واشنطن التي أعلنها ترامب الأسبوع الماضي لمواجهة الحالة الإيرانية.

وأضافت هذه الأوساط أن النزاع الخليجي الحالي مع قطر بات ينال من رشاقة تحالف الولايات المتحدة مع شركائها في المنطقة، وأن حسابات الدوحة الصغيرة باتت تشكل خطرا على الاستراتيجية الأميركية الشاملة في الشرق الأوسط.

ولفتت هذه المصادر إلى أن قيام أمير قطر الشيخ تميم بجولة آسيوية محاولة فاشلة للحصول على دعم من الشرق لم يستطع أن يحصل عليه في جولته السابقة غربا، وأن المراجع الأميركية المعنية بملف العلاقة مع دول الخليج باتت تدفع لممارسة ضغوط قاسية على الدوحة لتسهيل وساطة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد.

ونفى خبراء عسكريون قريبون من وزارة الدفاع الأميركية تأثر النزاع الخليجي مع قطر بالحرب الأميركية ضد الإرهاب، مؤكدين أن عمل القاعدة العسكرية الأميركية في العديد بقطر لم يتأثر أبدا بالخلاف الخليجي المصري مع الدوحة، مع العلم أن القاعدة تلعب دورا في هذا المجال يضاف إلى أدوار تلعبها القواعد الأميركية في المنطقة، لا سيما في البحرين وتركيا.

ورأى هؤلاء الخبراء أن محاولة وزير الخارجية القطري تمرير رسالة للأميركيين مفادها أن النزاع الراهن مضر بالولايات المتحدة واستراتيجياتها العسكرية مردود عليه لأن قطر هي المسؤولة عن تدهور علاقاتها مع دول الجوار وهي المسؤولة عن أي ارتباك يصيب وحدة واستقرار مجلس التعاون الخليجي، وأن حرص الدوحة على الشراكة مع واشنطن يتطلب منها إصلاح علاقاتها مع الدول المقاطعة فورا وإنجاح مساعي أمير الكويت لرأب الصدع داخل مجلس التعاون الخليجي.

وكان أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد قد قام، الاثنين، بزيارة سريعة إلى المملكة العربية السعودية، التقى خلالها مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في جولة جديدة لمحاولة “حلحلة” الأزمة الخليجية، التي نشأت منذ الخامس من يونيو الماضي والتي تسببت في قطع كل من المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقتها مع دولة قطر لاتهامها بدعم وتمويل الإرهاب.