تقرير:

ترامب.. الرئيس المناسب في عصر تويتر

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

جورج عيسى (أبوظبي)
أشار الكاتب السياسي ويليام غنسرت في مقال له ضمن موقع "أميركان ثينكر" إلى أنّ قسماً كبيراً من المواطنين الأمريكيّين لن يقبل بدونالد ترامب رئيساً له. هوليوود لن تحبه يوماً، لكنّ هذا أمر غير مهمّ الآن بعد فضائح التحرّش الجنسيّ للمنتج السينمائيّ هارفي وينشتاين.

الإعلام سيكون دوماً ضدّه لأنّه لا يمكن أبداً أن يتصرف بطريقة صحيحة بحسب رؤية قسم كبير من هذا الإعلام. التقدميون المتشددون، وهم حوالي 20% من الموطنين، سيقولون عن سلوكه دوماً إنّه غير شرعيّ، وهذا كان شعار الوسائل الإعلامية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. حتى العديد من الجمهوريين الوسطيين لا يحبونه أيضاً.

مع ذلك، هنالك غالبية صامتة في هذه البلاد تريد أن تعطي الرئيس الفرصة لينجح. وأضاف الكاتب "أنا أعلم أنّ الإعلام يسمّي رئاسته فشلاً، لكنّ هذا كان متوقّعاً". ويشرح أنّ هذه الغالبية تؤمن بأنّ أمريكا عبارة عن نوع من القيم، على عكس الديموقراطيين الذين يقولون دوماً إنّ البلاد عنصرية وغير منصفة.
ترامب ليس كاملاً، لكنّه الرجل الكامل في عصر تويتر. يتحدّث عن الموضوع كما يراه ولا يخاف من التصنيف الإعلامي

حماية دستورية من التقدميين
لكنّ غنسرت يكتب أنّ هذه الغالبيّة لا تريد أن تعبّر عن رأيها في الخارج أو داخل الوظيفة أو مع الأصدقاء لأنّها لا ترغب في أن يتمّ الصراخ بوجهها أو تخسر أصدقاء بسبب السياسة. وهذا واقع بالنسبة إلى شاب عاديّ يحاول الصمود في هذا العالم. الفرق بين المحافظين والتقدميين في البلاد هي "أننا نرى المحافظين مخطئين أو مضلَّلين، بينما التقدميون يروننا على أنّنا شرّ". لذلك، "يصبح مفهوماً أنّ معظمنا يختار البقاء ساكتاً بخصوص سياسته. من يريد أن يكون الشاب الشرير؟". لكن من جانب آخر، هنالك دوماً انتخابات في الولايات المتّحدة. يؤكد الكاتب أنّ أمريكا أجرت على الدوام اقتراعاً سرّيّاً. فهذا يمنع التقدميين تحديداً من التهديد الذي يمارسه المحافظون علناً. 

لا يريد سياسة مع الرياضة
منذ أخذ باراك أوباما الحزب الديموقراطي إلى اليسار السياسيّ تقلّص حجمه. فأوباما تمتّع بمهارات لكي يتم انتخابه لولايتين، لكنّ محاولاته "في تغيير الولايات المتحدة جذرياً" كما وعد خلال حملته الانتخابية دمّرت حزبه. وأضاف الكاتب أنّ بإمكان المحافظين اختيار إنفاق المال على ما يريدون وعدم إنفاقه حين لا يريدون، تماماً كما يتعلّم ذلك الآن اتحاد كرة القدم الأمريكي وشبكات الرياضة الإعلامية وهوليوود. قد لا يكون المحافظون في حالة يريدون الجدال خلالها علناً لكنّه بإمكانهم إيصال شعورهم. "لقد اعتدت الذهاب (لمشاهدة) أربعة أو خمسة أفلام في السنة، لكن ليس بعد الآن". وقاطع مشاهدة الرياضة على شبكة إي أس بي أن الأمريكية التي تعارض ترامب: "أقرأ وأكتب في السياسة. لا أريد سياسة مع الرياضة". لقد كانت الرياضة دوماً مسرحاً ليهرب الإنسان من المشاكل، لكنّ التقدميين لا يمكنهم أن يقبلوا بذلك، لأنّه عليهم السيطرة على كلّ شيء. ويتابع الكاتب فيشير إلى أنّه لا يذكر مشاهدته لمباراة كرة قدم أمريكية كاملة خلال هذه السنة.

لا يأبه بهم
دونالد ترامب يرفض السكوت. وعلى التقدميين احترامه لهذا السبب. لقد سمح الجمهوريّون للتقدميين بفرض طريقة النقاش. كلّ شخص لا يوافقهم على هذه النظرة هو حاقد بحسب توصيف التقدميين. فمع سيطرتهم على الإعلام وصناعة الترفيه، كل من يختلف معهم في النظرة يصبح مذموماً. ولذلك، حاول الجمهوريون ألا يعترضوا على سياسات هؤلاء. لكن ليس ترامب. هو لا يأبه بما يقوله أحد ويدافع عن قناعاته وهذا كان مفقوداً طوال فترة طويلة من حكم الجمهوريين.

لماذا هُزِم داعش في عهد ترامب؟
يريد البعض أن يكون مشهوراً مثل هؤلاء الذين ينتمون إلى هوليوود ويريد أن يتصوّر إلى جانب مشاهيرها وأن يُدعى إلى حفلاتها. لكنّ ترامب لا يأبه بذلك. لقد سبق له أن صار نجماً. في السابق، حين تحدّى اليسار الجمهوريّين كان هؤلاء يضعفون. لا يستطيع المرء أن يربح حرباً إذا كان خائفاً من أذية خصمه، تماماً كما كان الوضع مع قواعد الاشتباك التي وضعها أوباما والتي منع من خلالها الجيش الأمريكي من إطلاق النار أولاً. وهذه كانت سابقة في التاريخ كما كتب غنسرت مشدّداً أيضاً على أنّ الجيش الأمريكي كان يخسر المعارك ضدّ داعش والإرهاب لهذا السبب. كذلك، كان المحافظون يخسرون صراع الأفكار مع التقدميين المستبدين المأجورين. وشرح كيف شارفت داعش على النهاية مع تغير قواعد الاشتباك في عهد ترامب من "لاحقهم واتركهم ينسحبون" إلى "لاحقهم ودمّرهم".

أوباما خضع لكلّ ديكتاتوريّ
"ترامب ليس كاملاً، لكنّه الرجل الكامل في عصر تويتر". يتحدّث عن الموضوع كما يراه ولا يخاف من التصنيف الإعلامي. هو يعلم أنّه حتى ولو خضع للإعلام بنفس الطريقة التي خضع بها أوباما لكلّ ديكتاتوريّ في هذا العالم، سيظل الإعلام يصفه بالفاشل. لدى الولايات المتحدة رئيس لا يخضع ويقف لكي يواجه التحديات. وهو يقرّر طريقة النقاش. لا يأبه في أن تتمّ دعوته إلى الحفلات الفاخرة، لقد حضر مثلها سابقاً. وهو يحاول من خلال الأوامر التنفيذية أن يبطل مفعول الأوامر الصادرة عن أوباما والتي كان يريد من خلالها تغيير أمريكا. وهو يريد محاربة اليسار بالطريقة نفسها التي يستخدمها الأخير. حين يسخّفونه سيسخّفهم وإذا لكموه فسيلكمهم. وختم الكاتب مقاله مشدّداً على أنّ الأمر لا يتعلّق فقط بأنّه مرّ زمن طويل لم ترَ فيه أمريكا رئيساً كترامب، بل يرتبط أيضاً بكونه الزمن الصحيح لفوز هذا الرجل بالرئاسة.