الكشف عن المانع لعودة الرئيس إلى عدن..

تحليل: هادي الفرصة مواتية.. متى يتخذ قرار الحسم؟

الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي

خاص (عدن)

 لا تزال الحرب في اليمن تدور رحاها في العديد من الجبهات لعل ابرزها ما يحدث على حدود الجنوب من معارك شرسة وسط خيانات تقول الحكومة أن الموالين لجماعة الإخوان ارتكبتها بحق القوات الحكومية في شبوة.

معارك وغارات جوية مكثفة لطيران التحالف العربي في محاولة لتحريك الجبهات الشمالية التي هدأت مع المقاطعة العربية لدولة قطر المتورطة بدعم الحوثيين والمليشيات الإرهابية في اليمن.

هذا الجمود، ساهم في توتير العلاقة بين هادي والحكومة السعودية التي يقيم في اراضيها، الامر الذي انعكس على المزيد من التشظي في الحكومة الشرعية التي تنازع قطر الفصيل الأبرز منها لمصلحتها، فيما تؤكد العديد من المصادر أن الحكومة الشرعية باتت مخترقة من تحالف قطر إيران.

السعودية غير راضية عما يحصل في الرئاسة اليمنية المخترقة، وهو ما دفعها الى التلويح بالقبول بتسوية سياسية، خاصة وأن تقارير أكدت علاقة وثيقة لإدارة الرئيس هادي بنظام الدوحة.

وكانت صحيفة (اليوم الثامن) قد استعرضت في تحليلات سابقة حجم السيطرة على مكتب الرئيس هادي من قبل الموالين لقطر وجماعة الإخوان، زاد على ذلك الصفقة التي رعتها قطر بين الحوثيين والإخوان المسلمين، وهي الصفقة التي دفعت وسائل إعلام خليجية الى الكشف عن العلاقة بين الإخوان والحوثيين والصفقة القديمة التي ابرمت في صعدة العام 2014م.

علاقة إخوان اليمن بإيران؟

تقول تقارير يمنية إن علاقة جماعة الإخوان في اليمن بإيران قديمة، حيث ان العديد من الوفود الإخوانية اليمنية زارت طهران وجنوب لبنان خلال السنوات الماضية.

وكشفت العديد من المصادر أن القيادي في الحزب شوقي القاضي دأب خلال السنوات الماضية على زيارة طهران بشكل متواصل كان أخرها في العام 2016م.

فعلى الرغم من التحالف الطارئ بين السعودية وجماعة الإخوان والذي جاء عقب عاصفة الحزم والمعزز بوجود علاقة قبلية مع زعماء قبليين وعسكريين من إخوان اليمن في طليعتهم الجنرال علي محسن الأحمر الذي تربطه علاقة وثيقة بنظام قطر، إلا ان هذا التحالف لم يحقق ما كانت ترجوه الرياض.

قدمت السعودية دعما ضخما لقوات عسكرية تخضع بالولاء للإخوان، لكن هذه القوات لم تحقق اي تقدم يذكر ضد الحوثيين، لكن دون ان تتخذ السعودية اي اجراء حيال ذلك.

اكتفى الإخوان بالحديث عن انتصارات اعلامية فقط لكن على الأرض لا تزال بلدة صرواح في مأرب تخضع لسيطرة الحوثيين الموالين لإيران.

واعربت وسائل إعلام سعودية عن خيبة أمل الرياض من الجبهات التي يشرف عليها الإخوان، قبل ان تشن عليهم هجوما حادا بتهمة التورط في امداد الحوثيين بالسلاح والمشتقات النفطية من مأرب.

وهو ما وتر العلاقة بين هادي والرياض التي يقول الإخوان انها لم تسمح للرئيس هادي بالعودة الى عدن لممارسة مهامه، في حين أصبح بن دغر يسوق نفسه على انه الرجل الأول في اليمن وسط تسريبات عن صفقة دولية تنقل الحكم له مع بقاء هادي كرئيس دون صلاحيات.

هذه التسريبات دفعت الكثير من مناصري هادي الى شن هجوما حادا ومتواصلا على دول التحالف العربي بتهمة خذلان هادي الذي لم يستطع ان يحقق اي شيء يذكر للشرعية سياسيا، حيث فشلت دبلوماسية هادي امام دبلوماسية تحالف الحوثيين وصالح.

لماذا لم يعد الرئيس؟

هجوم اعلامي متواصل شنه صقور الإخوان في تركيا على حكومتي الرياض وأبوظبي واتهامها بمنع هادي من العودة إلى عدن، الا ان مصادر وثيقة نفت ذلك جملة وتفصيلا.

وقالت المصادر لـ(اليوم الثامن) "إن اللجنة الثلاثية التي يرأسها الأحمر منعت الرئيس هادي من العودة إلى عدن بدعوى الخوف على حياته من اي استهداف".. مشيرة إلى ان الأحمر الذي يرأس اللجنة الثلاثية نجح في اقناع هادي بعدم العودة إلى عدن، لكن ذلك قلص من نفوذ الرجل ومن شعبيته لصالح رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر الذي بات الأكثر تحركا في عدن وان كان ضد رغبة الجنوبيين.

هادي يقول موالون له إنه بات أسيرا لجماعة الإخوان والموالين لقطر مما تسبب بعزله عن بقية القوى اليمنية وكذا عن التحالف العربي.

 وسائل إعلام وإعلاميون موالون للشرعية يقيمون في الرياض باتوا يشنون هجوما متواصلا على التحالف العربي ودولة الإمارات تحديدا، وهو ما دفع ناشطين جنوبيين الى توجيه اللوم إلى السعودية التي سمحت لهم بممارسة نشاطهم السياسي المعادي للتحالف العربي والجنوب من داخل الرياض.

استطاع الإخوان في وقت مبكر السيطرة على الرئاسة اليمنية عن طريق مدير مكتب الرئيس هادي، عبدالله العليمي، فيما سيطر أخرون على الإعلام في الرئاسة وباتت وسائل اعلام الحكومة الشرعية تحت سيطرة جماعة الإخوان، لتأتي الأزمة الخليجية اثر التمرد القطري ليكشف الإخوان عن موقفهم الداعم للدوحة.

هذه السيطرة الإخوانية نجحت في عزل هادي عن الدول التي اتت لدعم شرعيته وأبرزها دولة الإمارات التي تتعرض لهجوم إعلامي متواصل من قبل الموالين لقطر في الرئاسة اليمنية والأطراف الموالية لهم، الأمر الذي عرقل تحقيق اي انتصارات تذكر لمصلحة الحكومة الشرعية.

هذه السيطرة، لا تعني ان هادي قد يظل أسيرا لجماعة الإخوان، خاصة اذا ما خشي على مستقبل بقائه في الحكم، وهو ما يعني ان هادي باستطاعته فتح قنوات اتصال مع الحكومة الإماراتية ووقف الهجوم الإعلامي المتواصل الذي كانت وسائل اعلام الشرعية احد ابرز منصاته.

ما الذي ينتظر شرعية الرئيس هادي في حال أصر على مواصلة تحالفه مع خلفاء قطر؟

في حالة واستمر هادي في البقاء على تحالفه مع الموالين لقطر، فيعني ان دول التحالف العربي التي تقاطع نظام الدوحة قد تبحث عن تسوية سياسية تنهي الحرب وحكم هادي معاً، والتفرغ لأنهاء الأزمة مع قطر التي تحالفت علنا مع إيران العدو اللدود.

حالة العداء التي صنعها الاخوان بين هادي ودول التحالف العربي يمكن لها ان تنتهي في حالة وتحرر هادي القيود التي يفرضها الموالون لقطر، فالإدارة الرئاسية باتت السعودية تشعر انها باتت تنفذ أوامر نظام قطر، حيث ان الإعلام الحكومي والقنوات التي تبث من الرياض فشلت في ان تجاري اعلام الانقلاب، ناهيك عن رفضها الحديث عن ممارسات الدوحة المناهضة للشرعية في اليمن.

التسوية السياسية للحرب في اليمن، قد تخدم قطر، في حالة وان كان البديل بن دغر مع استحالة ان يقبل اليمنيون بالجنرال علي محسن الأحمر كرئيس لليمن، وهو المتهم بارتكاب مجازر وحشية منذ ثمانينات القرن الماضي.

التحركات الأخيرة لرئيس الحكومة اليمنية قوبلت بتأييد قطري، ناهيك ان الإعلام القطري وقف الى جانب بن دغر وتصريحاته الأخيرة المستفزة للجنوبيين.

وهو ما يعني ان بن دغر ربما قد يسير وفق نهج الدوحة, كما ان وصول بن دغر إلى سدة الحكم كما تدعم بعض الاطراف المناهضة للتحالف العربي في اليمن، ناهيك ان قد يظل وفيا للأحمر الذي يدعم وصوله إلى سدة الحكم كرئيس توافقي بين مختلف اطراف الصراع في اليمن.

ان نجح بن دغر في الوصول إلى سدة الحكم، فأن الأحمر قد يكون الرئيس الظل له، وهو ما يعني ان خسارة السعودية للقوى التي قد تبحث عن تحالفات معها خاصة في شمال اليمن.

لماذا عالجت السعودية صالح وما لماذا هاجمها الإخوان؟

التحركات الأخيرة للدوحة والداعمة لبن دغر والهجوم الإعلامي الإخواني والقطري، دفعت السعودية الى اللعب بورقة المخلوع صالح، في مواجهة خصومة، فالسعودية ترى ان صالح الذي تحالف مع الحوثيين عقب خروجه من الحكم أقل ضررا من الحوثيين والإخوان.

فالحوثيون والإخوان لديهما مشاريع توسعية تهدد جيران اليمن، خاصة وانهما قد دخلا في صفقة سياسية برعاية قطرية إيرانية.

فالسعودية التي سمحت بإرسال وفد طبي روسي إلى صنعاء لعلاج المخلوع ربما هي رسالة جادة من السعودية للتحالف مع صالح في وجه الحوثيين والإخوان، وهو ما يعني ان خارطة التحالفات قد تتغير خاصة في ظل رغبة السعودية الدخول في تسوية سياسية، ولكن بعد ان تنجح في تحييد الإخوان والحوثيين من المشهد السياسي في شمال اليمن.