من كسب الرهان..

إخوان اليمن.. العين على عدن ولكن في الوقت الضائع

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر يستمع باهتمام إلى القيادية الإخوانية توكل كرمان

خاص (عدن)

هجوم إعلامي متواصل يشنه اعلام جماعة الإخوان المسلمين والانقلابيين في صنعاء ومن خلفهما قطر وإيران، في محاولة لإرباك المشهد وخلط الاوراق في الجنوب، في محاولة لتحقيق نقاط سياسية يرتكز عليها المتفاضون (شرعية وانقلاب).

 منذ ان اعلن المبعوث الدولي عن خطة سلام لحل الأزمة في اليمن، شنت وسائل إعلام إخوانية هجوما عنيفا على الجنوبيين، في محاولة البحث عن موطئ قدم في الجنوب الرافض لهم.

فالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي اعلن عن نيته تنظيم استفتاء، قبل ان يبدأ تشكيل جمعية وطنية يستعد لإشهارها يوم الثلاثين من نوفمبر القادم، دفع الإخوان الى الكشف عن توجهاتهم تجاه الجنوب، فقد سلمت قوات موالية لهم العديد من المواقع في بيحان بشبوة وكذا في حدود الضالع الجنوبية، قبل ان يتم الدفع بقوات عسكرية شمالية إلى حدود العبر.

انقسم الاخوان في اليمن جراء الازمة الى صقور وحمائم، فالأول اعلن مناهضته بقوة للتحالف العربي بقيادة توكل كرمان فيما أعلن الأخر عن محافظته على شعرة معاوية مع المملكة العربية السعودية التي تقود المقاطعة ضد قطر.

محمد جميح احد السياسيين الإخوان البارزين والمقربين من الدوحة استشعر الخطر من المبادرة الأممية الجديدة، خاصة وان المؤتمر الشعبي العام قد يلعب دورا فيها بيعدا عن صالح الذي اشترطت المبادرة الأخيرة اعتزاله العمل السياسي وهو ما يدفعه الى لعب دور الظل لحزبه في المرحلة القادمة.

 ويعزز حظوظ المؤتمر الشعبي العام في الشمال بأنه قوة سياسية ليس ليدها مطامع توسعية قد تظل تعمل في شمال اليمن، على عكس الاخوان والحوثيين اللذين ليدهما مشاريع توسعية مناهضة للسعودية.

وفي الجنوب، يعد المجلس الانتقالي الجنوبي القوى الأبرز في الجنوب فهو يناهض جميع القوى الشمالية بما في ذلك جناح الإخوان المؤيد للحكومة الشرعية وهو ما اعتبره الإخوان بان قد ذهب بالجنوب بعيدا الامر الذي دفع نخبة الى التهديد باجتياح الجنوب حتى تضمن موطئ قدم لها في الجنوب الى جانب المجلس الانتقالي والقوى الجنوبية الرافضة لقوى الشمال.

يحذر جميح ابتاع حزبه بعدم الركون على موقف امريكي، فأمريكا قد تتحالف مع الطرف الفائز، موجدا البديل بان يتم تشكيل حكومة مقاومة تتكون بالطبع من حزب الاصلاح اليمني والموالين له في مسعى لمقارعة المجلس الانتقالي الجنوبي باسم حكومة المقاومة المصغرة كما اسماها.

يقول جميح "واشنطن تتعامل مع من يفرض سيطرته على الأرض، ليس لديها "أجندا" مع أو ضد، ولكن لديها مصالح مع من يثبت قدميه.

 ويضيف مخاطبا الحكومة الشرعية "لا ترتبكوا إزاء خطة ولد الشيخ الأخيرة. سيعود ولد الشيخ إلى المنطقة، الأمم المتحدة ستنشغل بتنصيب أمين عام جديد، وواشنطن منشغلة بتأثيث البيت الأبيض خلال الشهرين القادمين، وموسكو تغرق في الرمال السورية.، عليكم العمل على إقناع أنفسكم أولاً بأنكم "تستطيعون"، وعندها سيقتنع العالم بكم".

وعاد جميع لتذكر الشرعية الإخوانية بخطاب صالح الذي لم يصفه هذه المرة بالرئيس المخلوع "تذكروا أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح، قيل له في 1994 إن عدن خط أحمر، ولكنه دخلها لوجود الإرادة العسكرية والسياسية لدى فريقه حينها".

فالحرب التي شنها صالح في العام 1994م على الجنوب بالتحالف مع الإخوان كانت تمثل ارادة عسكرية وسياسية تحالفه حينها العسكري والقبلي والطائفي.

وطالب جميح هادي بان يشكل حكومة مقاومة قائلا "إذا أراد الرئيس هادي أن يستغل فرصة الأسابيع القليلة القادمة، فعليه أن يشكل "حكومة مقاومة" مصغرة تركز جهودها على الجوانب العسكرية والأمنية والمالية والإنسانية، لأنه ليس من المعقول أن تتضخم الحكومة اليمنية، بفعل المحاصصات الحزبية بهذا الشكل، وفوق ذلك تظل في الرياض".

 

ورغم محاولة جميح تغمس دور الدبلوماسية في خطابه، إلا انه سرعان ما كشف عن خطاب نخب الشمال تجاه الجنوب، وهو ما يؤكد ان جماعة الإخوان تستغل الشرعية من أجل السيطرة على عدن فحكومة المقاومة التي يوجه جميع هادي بصفه الرئيس ان يشكلها عينها على عدن وليس صنعاء.

 يقول " تذكروا أن عدم قدرة وزراء من المحافظات الشمالية على الذهاب إلى عدن أمر معيب. عندما تصبح عدن عاصمة "الجنوب العربي"، فلمسؤوليها الحق أن يستقبلوا فيها أو يمنعوا من يشاؤون، أما وهي العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية، فليس من حق من أقسم أمام علم "الجمهورية اليمنية" أن يمنع وزراءها من دخولها".

وبخطاب أكثر تطرفا ضد الجنوبيين والمجلس الانتقالي الجنوبي تحديدا، مهددا بأفساح المجال امام الانقلابيين لغزو الجنوب مرة أخرى، يقول "على أصحاب المشاريع الصغيرة أن يدركوا أن الجميع في مركب واحد، وأن الجبهات الجانبية المفتوحة تصب في صالح الانقلابيين".

وأضاف " البنك المركزي نقل إلى عدن، ومنابع النفط والغاز موجودة في الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة، ومعظم الموانئ المهمة تحت سلطتها، والباقي عليها هي، لا على غيرها، ما لم، فإن ما هو أدهي من خطة ولد الشيخ في الطريق،".

وأختتم "بدأت بعض الدوائر الغربية تلوك بعض الأفكار غير الجيدة لليمن واليمنيين"؛ في اشارة واضحة إلى ان الجنوبيين قد أقنعوا العالم بحقهم في الاستقلال ومحاربة الإرهاب والمليشيات التابعة لإيران، بل هم المنتصرون الوحيدون في حين فشل غيرهم في احراز أي تقدم عسكري او سياسي.

 وبات المجلس الانتقالي الجنوبي يمثل ثقلا سياسيا كبيرا، ونجح في فتح مكتب للأمم المتحدة في العاصمة عدن، الأمر الذي يؤكد ان دولة الجنوب المستقلة، قد رسم طريقها المجلس الانتقالي الجنوبي خاصة وان الكثير من الاطراف الدولية لا ترى أي تحالف مع الإخوان المتورطين في العديد من القضايا الإرهابية وهو ما يجعل الطرف الجنوبي الأبرز والأقوى في مواجهة التنظيمات المتطرفة، فاستعادة دولة الجنوب السابقة باتت مطلبا ملحا للدول الداعمة لمكافحة الإرهاب، خاصة بعد أن اثبتت قواتها الناشئة قدرتها على محاربة الجماعات المتطرفة والانقلابية ودحرها من الجنوب..اليوم الثامن..