رواتب المعلمين يتم متابعتها في وزارتي المالية والخدمة المدنية..

لملس: الحوثيون أرادوا تسميم عقول أبنائنا من خلال المناهج

وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله سالم لملس

صديق الطيار (عدن)

دشن في 17 سبتمبر الماضي العام الدراسي الرابع (2017 – 2018) منذ انتقال وزارة التربية والتعليم في الحكومة الشرعية إلى العاصمة عدن، في جميع المحافظات المحررة، في ظل وضع استثنائي تمر به البلاد نتيجة للحرب التي أشعل فتيلها قطبا الانقلاب (الحوثيون والرئيس المعزول علي عبدالله صالح)..

أجرت صحيفة "اليوم الثامن" حوارا مع وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله سالم لملس، للتعرف أكثر على سير العملية التربوية والتعليمية في المحافظات المحررة.. فإلى التفاصيل:

* ما تقييمكم للعملية التعليمية في المحافظات المحررة؟

- تسير العملية التعليمية في المناطق المحررة بخطى ثابتة، حيث إن الوزارة تتابع مكاتبها في المحافظات والتي بدورها تقوم المكاتب بمتابعة العملية التعليمية في جميع مديريات تلك المحافظات، ورفع التقارير الدورية للوزارة. وقد كانت لنا مع مدراء مكاتب التربية في المحافظات المحررة في العام الماضي لقاءات لتقييم العملية التعليمية، ووجدناها تسير بالشكل الطبيعي ووفق ما خطط له.. كل ذلك على الرغم من شحة الكتاب المدرسي، بسبب التدخل والتحريف للمنهج الدراسي الذي قام الانقلابيون، فحرصا منا على ألا تشوش تلك التدخلات عقول أبنائنا الطلاب قمنا بإصدار تعميم للمحافظات المحررة بعدم التعامل مع طبعة صنعاء والاعتماد على ما تبقى من (طبعة 2014م) في مخازن التربية بتلك المحافظات.

* ما تقييمكم لامتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي الماضي (2016/2017) بعد إعلانكم النتائج؟

- سارت العملية الاختبارية في العام الدراسي المنصرم (2016 – 2017) بصورة جيدة، وأفضل من العام الذي قبله، وذلك لوجود موازنة لها ولو في حدها الأدنى، فأعددنا لجان الإعداد والمتابعة والتقييم والكنترول مع الأخذ بعين الاعتبار للعدد الهائل الذي انظم إلينا العام الماضي من تعز ومأرب والجوف، وأجرينا الاختبارات لعدد (77000) طالب وطالبة في 12 محافظة محررة، ولله الحمد كانت النتائج ممتازة، فقد كانت المتابعة للعملية الاختبارية على قدم وساق من قبل لجان مختصة ونزول ميداني لتفقد سير عملية الاختبارات، وكانت لي زيارة ميدانية لعدد من مراكز عدن، وكذلك قمنا بزيارة لمحافظة تعز تفقدنا من خلالها المراكز الاختبارية هناك مع وفد وزاري.

حققت نتائج اختبارات الثانوية العامة في العام الماضي نجاحا بنسبة عالية تقدر بـ (87.3%)، والحمد لله العمل كان رائعا وبذل فيه جهد كبير من قبل قيادة الوزارة واللجنة العليا للاختبارات.

طبعا نحن طبقنا نظام (المعدل التراكمي) في نتائج امتحانات المرحلتين الأساسية (التاسع) والثانوية (ثالث ثانوي) من العام قبل الماضي، وهذا ما ساعدنا كثيرا على ضبط الميدان التربوي.

*دشنتم العام الدراسي الجديد منتصف سبتمبر الماضي.. هل واجهتكم أية صعوبات؟

- نعم، دشنا العام الدراسي الجديد (2017 – 2018) في 17 سبتمبر 2017م، وفي اليوم نفسه أعلنا نتائج الثانوية العامة للعام المنصرم (2016 – 2017).

أما عن أهم الصعوبات التي واجهتنا لهذا العام فتتمثل في نزوح الكثير من الطلاب من المناطق المسيطر عليها من قبل الانقلابيين إلى المناطق المحررة، مما سبب لنا ضغطا كبيرا في الفصول الدراسية نتيجة ازدحام الطلاب.

كذلك يعد الكتاب المدرسي، من أهم الصعوبات التي واجهتنا هذا العام، فنحن الآن نعمل على تشغيل مطابع الكتاب المدرسي في عدن والمكلا والتي بدورها طبعت كتاب المرحلة الأولى من التعليم الأساسي، ولكننا لا نستطيع الاستمرار نتيجة لعدم وجود إمكانيات لمواصلة الطباعة والمتمثلة في الأوراق والأحبار ومدخلات طباعة الكتاب المدرسي.

وقد تلقينا أكثر من وعد من قبل أشقائنا في دول الخليج، ومازلنا في المتابعة لتوفير متطلبات المطابع لاستمرار الإنتاج.

مازالت مشكلة النقص في الكتاب المدرسي موجودة على مستوى عدن والمحافظات المحررة، وذلك لعدم توفر المواد الخام في المطابع لطباعة الكتاب المدرسي على مستوى اليمن كلها.

وعلى الرغم من ذلك قامت مطابع الكتاب المدرسي في عدن والمكلا بطباعة الكتب وترحيلها إلى الجوف ومأرب وتعز وشبوة وابين ولحج والضالع وحضرموت والمهرة وسقطرى، بما لديها من مخزون بسيط من أوراق وأحبار وغيرها من المدخلات لعملية الطباعة.

نحن نتطلع إلى الدعم من قبل الأشقاء في دول الخليج لعملية طباعة الكتاب المدرسي.

* قام الانقلابيون بتحريف المناهج الدراسية.. ما هو دوركم في ذلك؟

- نعم.. انقلاب الحوثيين طال كل شيء في البلاد، بما في ذلك العملية التعليمية، من خلال تدخلاتهم المسمومة في المناهج الدراسية، والتي يسعون من خلالها إلى ربط مناهج التعليم في اليمن بالصراع الديني السياسي، وهذا يعتبر تسميما وتفخيخا لعقول أبنائنا الأجيال القادمة.

تلك التغييرات والتحريفات التي مارسها الحوثيون بحق المناهج الدراسية استهدفت المواد المرتبطة بالجوانب العقائدية، كمواد اللغة العربية والقرآن الكريم والتربية الإسلامية والتربية الاجتماعية.. في حين أن المواد العلمية لم تشهد أي تغيير أو تحريف، مما يعد دليلا واضحا على حرص هذه الجماعة الطائفية على تغييرات ذات أبعاد وخلفيات عقائدية طائفية وليست تغييرات تهدف إلى تحسين وتطوير المناهج.

وقد واجهنا تلك التدخلات والتحريفات التي تجرأ عليها الانقلابيون الحوثيون في المناهج الدراسية بخطوة استباقية، من خلال إصدار تعميم في العام 2016م باعتماد كتب طبعة 2014م للتدريس في جميع مدارس الجمهورية اليمنية، والاستمرار بطباعتها في مطابع الكتاب المدرسي، باعتبارها مناهج معتمدة ومقرة من لجان متخصصة ومن البرلمان، إلى جانب أنها راعت كل المذاهب والمكونات اليمنية بلا استثناء.. وكذلك أصدرنا تعميما لمكاتب التربية والتعليم في المحافظات المحررة بمنع تداول أية كتب تأتي من مطابع صنعاء.

وفي أواخر ديسمبر 2016م أقمنا في العاصمة المؤقتة عدن ورشة وطنية لتطوير المناهج الدراسية للتعليم العام، كان أحد أهدافها وقف التغييرات والتعديلات التي أحدثها الانقلابيون في المناهج الدراسية المتضمنة خطابات طائفية.

كذلك قمنا بنقل الإدارة العامة التنفيذية لمؤسسة مطابع الكتاب المدرسي من صنعاء إلى العاصمة عدن، لتتم طباعة الكتاب المدرسي في فرعي المؤسسة في عدن وحضرموت، لطباعة جميع عناوين الكتب المدرسية، بما فيها كتب الصفوف الأولى من التعليم الأساسي (1 – 3)، التي استطعنا مؤخرا انتزاعها من مطابع صنعاء التي كانت تحتكر طباعتها.

وفي منتصف أغسطس الماضي أصدرت وزارة التربية والتعليم في ديوانها في العاصمة المؤقتة عدن النسخة الأولى من كتاب نهج القراءة (اقرأ و أتعلم) لتلاميذ الصف الأول الأساسي، الذي تم طباعته في مطابع الكتاب المدرسي في عدن.. وقد وضع كتاب (نهج القراءة) متخصصون بعناية فائقة، وهو منهج يتعلم من خلاله التلميذ في الصف الأول الأساسي القراءة والكتابة.. ويعد ثورة في عالم القراءة والكتابة، وقد بذلت فيه جهود وطنية وإقليمية ودولية عبر المنظمات الدولية المانحة، وستكون ردة فعل الانقلابيين هي عض أنامل الندم، فقد استبدلوه بكتاب آخر محرف يدعو إلى الطائفة الظلامية.

*أعلنت نقابة المعلمين والتربويين بدء إضراب شامل في عدن، مطالبين بزيادة رواتبهم ومستحقاتهم المالية المتأخرة .. ماذا تقولون عن ذلك؟

- لقد جلسنا مع ممثلين عن تلك النقابات، وأوضحنا لهم أن مطالبهم ومستحقاتهم مشروعة فعلا، ونحن الآن نتابع قضية مستحقاتهم لدى وزارتي المالية والخدمة المدنية، والموضوع يحتاج إلى بضع الوقت، فالوضع في البلد استثنائي ونعيش حالة طوارئ، إلا أنهم أبوا الانصياع، وأعلنوا عن الإضراب لكنهم تفاجأوا أن لا استجابة من قبل المعلمين والتربويين الأوفياء والعقلاء والمقدرين لوضع البلد الحالي.. فحاولوا فرض الإضراب بالقوة إلا أن الوعي والحس الوطني من قبل المعلمين وقف لهم حجر عثرة في طريقهم.

*ما هي أسباب تأخر رواتب المعلمين في محافظة تعز؟

- قامت قيادة السلطة في محافظة تعز بمتابعة ديوان الوزارة وأخذت مذكرة لمجلس الوزراء بصرف رواتب المحافظة باعتبارها محافظة محررة وتم التوجيه من مجلس الوزراء بصرف مرتباتهم وتم بالفعل صرف رواتب أشهر (أغسطس – ديسمبر) قبل أسبوع.. وإن ضخت السلطة المحلية في تعز إيراداتها المحلية للحكومة الشرعية فأعتقد أن الرواتب ستستمر.

*آلاف المعلمين المنقولين بانتظار رواتبهم .. ما الحل؟

- نحن نتعامل مع المعلمين المنقولين كنازحين ونرتب وضعهم على ذلك، وقد استلمت دفعة من التربويين راتب أربعة أشهر قبيل عيد الفطر الماضي، والدفعة الثانية في طريقها لاستلام رواتبهم لأربعة أشهر من (يناير – إبريل)، وقد رفعنا الكشوفات بتاريخ 6/7/2017، ولم نستلم ردا واضحا من المالية.. والدفعة الثالثة جاهزة وسنرفعها خلال اليومين القادمين إن شاء الله.

*هل هناك نية لتطوير المناهج الدراسية وتحديثها؟

- أقمنا نهاية ديسمبر 2016 ورشة وطنية لتطوير المناهج الدراسية، وقفنا من خلالها على تحليل واستعراض لطرائق وأساليب تأليف المناهج الدراسية الحالية وحجم محتواها وما شابها من أخطاء وعيوب وكثافة غير مبررة وعدم مواكبتها المعرفية المعاصرة ومتطلبات التعليم، حيث عرضت تصورا مقترحا بآليات جديدة لمراقبة هذه المناهج ومعايير تطويرها في ضوء تجارب التطوير الحديثة التي تشهدها المناهج الدراسية في دول الخليج العربي وبعض البلدان العربية والإقليمية والدولية.

الهدف الرئيس من الورشة الوطنية لتطوير المناهج الدراسية هو الجمود الملاحظ في المناهج الدراسية التي بقيت منذ أكثر من 15 سنة دون تطوير أو تحديث، والمعروف أنه جرت العديد من التطورات في مجال العلم، فالمناهج الحالية تعتبر منتهية الصلاحية، ولابد من تحديثها وتطويرها لمواكبة مجريات الحياة والتطورات المستمرة في العلم..

فقمنا بتغيير كتاب نهج القراءة من (1 – 3) الابتدائي، فهو منهج وضعه متخصصون بعناية فائقة، ويعد ثورة في عالم القراءة والكتابة.. أما الصفوف من (4 – 9) سنعمل على تطوير وتحديث المنهج لهذه المستويات بما يتواكب وتطورات العلم وتقدمه. ولدينا في الوزارة توجه لهيكلة التعليم الثانوي، بإلغاء التشعيب (العلمي والأدبي) وخلق ثلاثة مسارات في التعليم الثانوي هي: (1) المسار العام، والذي يقود إلى الجامعات، ويحصل عليه الطلاب المبرزين الحاصلين في شهادة الصف التاسع على معدل (85) وما فوق، (2) المسار الفني، والذي يقود إلى التعليم الفني، وسيتم فيه اختيار الطلاب الحاصلين على معدل (70 – 85)، و(3) والمسار المهني، والذي يقود إلى سوق العمل، وسيحصل عليه الطلاب الحاصلين على درجة النجاح إلى معدل (70).

نحن نريد تطوير مناهجنا علنا وبشفافية عالية، وفقا لما هو عليه العلم اليوم، ونريد آلية تطويرية لتستمر على مدى خمسين سنة، نريد تطويرا كل خمس سنوات على أقل تقدير.