المسار المعوج..

تحليل: صالح والحوثيون على مشارف معركة مرتقبة

مسلحون حوثيون في شمال اليمن

خاص (صنعاء)

لا يكاد الوضع في العاصمة اليمنية يهدأ برهة الا وعاد التوتر من جديد بين طرفي الانقلاب، وسط تصدعات يشهدها الحلف المتهرئ الذي اتفق سلفاً في الانقلاب على الشرعية بصنعاء، واختلف مؤخراً في التحاصص والتقاسم، ليصبح الطرفان على مشارف معركة محتملة قد تهز العاصمة.

 

 

تحدثت العديد من المصادر لـ(اليوم الثامن) :أن الرئيس المخلوع صالح غادر المدينة الى مكان مجهول. وجاءت مصادر أخرى توضح اللغط في الخبر، مشيرة الى أن صالح غادر الى مديرية سنحان، التي تعتبر مسقط رأسه وتضم معسكرين ما زال تحت سيطرته، وكل هذا يشير الى حجم الرهبة التي يعيشها صالح بعد أن سلم الأوراق كلها للمليشيات وعاد خالي الوفاض".

 

 

ويشن اعلاميو المليشيات الحوثية هجوماً كبيرا ضد صالح، في حين يتراشق معهم اعلاميو حزب المؤتمر الشعبي العام بعد أن انقضت الهدنة الاعلامية بين الطرفين التي وقعت للتهدئة بينهما قبل قرابة شهرين، حسب ما أعلن عنه اعلاميو حزب صالح مؤخراً.

 

 

كان المخلوع صالح قد تشدق بالمرض خلال آخر مناوراته للخلاص بنفسه من المأزق الذي وقع فيه، وجُلب الى صنعا فريق طبي روسي لمعالجته، وصخبت الانباء يومها أن المخلوع أجرى عملية كللت بالنجاح، لكنه ظهر بعد يومين في مرآة جديدة، لفت من خلالها الى أنه أمام موعد مرتقب للسفر الى روسيا، وهو ما حرك المياه الراكدة.

 

 

وعقب هذا الحديث الذي نشرته قناة اليمن اليوم التابعة للمخلوع صالح، ظهر محمد علي الحوثي الذي يرأس ما يعرف بـ"اللجنة الثورية العليا" ليطالب المخلوع صالح بتسليم نجله أحد مقابل السماح له بالمغادرة للعلاج، حيث من المعروف أن أحمد علي صالح يخضع للإقامة الجبرية في الامارات منذ انطلاق عمليات عاصفة الحزم.

 

 

ولا يخفى على أحد حجم التوتر القائم بين طرفي الانقلاب في صنعاء، خاصة منذ اغتيال المليشيات الانقلابية للعقيد "خالد الرضي" المقرب من المخلوع صالح، والذي ان يترأس دائرة العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر. ومنذ تلك الحادثة تشكل خلاف عميق بين الطرفين فتح الطريق الى انهيار كامل للشراكة بينهما.

 

 

واشتبكت قوات تابعة للرئيس المخلوع صالح مع أخرى تابعة للمليشيات الانقلابية الاسبوع قبل الماضي، في منطقة السعبين، التي يتمتع فيها الرئيس المخلوع بحضور قوي، وما زال يملك فيها قوات عسكرية موالية له تسيطر على الكثير من الأمكنة.

 

 

والمراقب لما يجري بين الطرفين يمكن له أن يستخلص الواقع، فقناة المسيرة الناطقة باسم المليشيات الانقلابية كثفت من حملتها المحمومة ضد الرئيس المخلوع، وصحيفة اليمن اليوم بدأت تخرج عن سياق سياستها التحريرية المعهودة.. وهو بلا شك تصعيد اعلامي يرافق التصعيد السياسي والعسكري بين طرفي الانقلاب.

 

 

الواقع في صنعاء ينبئ بمعركة طاحنة قد تكون الأسوأ على الاطلاق، فالسيناريو ذاته يتكرر مجدداً كما كان في العام 2014م، الذي انقلبت في المليشيات على السلطة المعترف بها دولياً، بعد أن نكثت كل المواثيق والعهود التي كانت تبرمها.

 

 

وكما هو الحال سلفا، هو يتكرر اليوم مجدداً فكل المعاهدات واتفاقيات التهدئة التي عقدها طرفي الانقلاب، نكثتها المليشيات الانقلابية، وبدأت تزحف من محافظات شتى الى طوق صنعاء، حيث لا يستبعد أن يتكرر مشهد الانقلاب مجدداً.. لكن بشكل أكثر سوء.