(اليوم الثامن) تبحث في تأريخ مواقفه المتقلبة..

السياسي أحمد الميسري.. الدفاع عن هادي أم صالح؟

السياسي أحمد الميسري وزير الزراعة في حكومة بن دغر

خاص (عدن)

أحمد الميسري القيادي المؤتمري ومحافظ أبين السابق ووزير الزراعة الحالي، رجل يقول مقربون منه انه سريع التقلبات،  لا ولاء دائم له، فالمصلحة هي الاساس في مواقف الرجل، في حين يقول مناوئون إن احمد الميسري لا يزال يدين بالولاء للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح.

من هو أحمد الميسري؟

احمد بن احمد الميسري من مواليد بلدة مودية بأبين ينتمي إلى قبيلة المياسرة أحد اشهر قبائل دثينة في أبين، حاصل على شهادة بكالوريوس هندسة، من جامعة صنعاء1996م، كما حصل على  دبلوم ادارة من السودان".

وشغل الميسري مناصب " رئيس قطاع الطلاب للفترة من 90-95م، و عضو المكتب التنفيذي لاتحاد شباب الميثاق اشم 95- 99م، و عضو  هيئة الرقابة التنظيمية العليا منتخب من المؤتمر العام الخامس، وعضو اللجنة الدائمة منتخب من المؤتمر العام السادس، ومشرف تنظيمي للمؤتمر الشعبي العام في السودان من 2000-2005م، ورئيس دائرة الشباب والطلاب  في الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام، ثم وزير للزراعة والري في حكومة بن دغر".

مواقف الميسري تجاه الحراك الجنوبي

عرف الميسري بأنه من اشد المناهضين للحراك الجنوبي في محافظة أبين التي كان يرأس سلطاتها  المحلية، فقد أكد في تصريحات نشرت في العام 2008م، أن عدد عناصر الحراك في أبين لا يتجاوزون اصابع اليد الواحد، لتفاجئه ابين في بعد ايام من تصريحه بتظاهرة كبرى تعرضت لأعمال قمع وحشية ، سقط على اثرها العشرات من قيادات الحراك الجنوبي وتعرض العديد منهم للأسر.

وأتهم الميسري لاحقا بأنه هو من أمر قوات الأمن اليمنية التي كان يقودها ضابط شمالي يدعى المروني، باقتحام منزل علي صالح الحدي، وقتله في واقعة اثارت غضبا واسعا في الجنوب.

في الـ17 من نوفمبر-2008، توعد أحمد الميسري- محافظ محافظة أبين حينها، عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام- القوى الانفصالية بأن يرون ما لا يرونه في السابق خلال الأيام والأشهر القادمة، مؤكداً أنهم إن أرادوا سياسة القمع والسحل أن تعود فغنها لن تعود من بوابة المؤتمر الشعبي العام، ولا في ظل عهد الرئيس صالح، بل ستعود إذا عاد الذين ذبحوا وسحلوا في يوم من الأيام.

وأكد لمن وصفهم بـ"لمتوهمين بالسعي لإسقاط مناطق" بأنهم سيرون يد الدولة، وأنها ستطال كل من تسول له نفسه بالنظام والقانون والتفكير بمس سقف الوحدة اليمنية، مشيراً إلى أن أبناء أبين يحكمون محافظتهم اليوم "بحدهم وحديدهم"، وقد اسقطوا رهان الانفصاليين عام 1994م ولم يكن معهم سوى لواء العمالقة، لكنهم اليوم يمتلكون القوة والسياج الاجتماعي، والديمقراطية ولن يسمحوا بعودة عجلة التاريخ للوراء.

واشار الميسري في كلمة ألقاها أمام فرع الأمن المركزي بمحافظة أبين، إلى أن "الوحدة المباركة هي التي أتاحت لنا الحديث عن الديمقراطية، والقيد والتسجيل، وأتاحت الحديث للقوى السياسية عن المقاطعة والمعارضة، لكن لا الديمقراطية ولا الوحدة تتيح لأي قوى الحديث خارج القانون والنظام والدستور وسقف الوحدة المباركة".

وأشار إلى ما وصفها بـ"أصوات نشاز تمس سقف الوحدة اليمنية في أبين وبعض المحافظات اليمنية"، وقال: أن "أبناء أبين سبق أن تصدوا لقوى الردة والانفصال وهم يحكمون في هذه المحافظة بحدهم وحديدهم، ولم يكن يتواجد من القوى العسكرية الفاعلة عام 1994م إلاّ لواء العمالقة فالتفت الجماهير حول اللواء واسقطوا رهان الانفصاليين بفضل التلاحم والسياج الاجتماعي المتمثل بالشخصيات الاجتماعية من أبناء ومشايخ محافظة أبين الذين وقفوا تحت خيار الحياة أو الموت.. لكننا اليوم ونحن نمتلك القوة، والسياج الاجتماعي، والمظلة التي تتيح للكل أن يتحرك في إطار ما سمح به القانون، يجب أن لا ترهبنا، ولا تخيفنا بعض الأصوات النشاز الحاقدة والمريضة، وبعض الشخصيات التي تريد عودة عجلة التاريخ إلى الوراء".

وأعلن باسم محافظة أبين "أن رجالها وأبنائها لن يسمحوا على الإطلاق لأي قوة حاقدة، وعناصر مرتدة للعودة بعجلة التأريخ للوراء، وواهم من يعتقد أن المساحة من المرونة والتعاطف والتسامح التي أتيحت لهم هي ناتجة عن ضعف بقوة الدولة، بل على العكس هذا هو المؤتمر الذي نتباهى به في كل المحافل.. فإننا بزعامة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح لا نتنازل عن شعار التسامح وشعار الأخذ والعطاء لأنه رفع في ظل الديمقراطية".

وتابع: "لا تعيبنا المرونة التي تبديها أجهزة الدولة بتوجيهات القيادة السياسية بالتعامل مع بعض الحماقات وبعض النزقات والتصرفات اللا مسئولة، لأنها تأتي في سياق عام وكبير وهو استيعاب التصرفات في إطار التسامح".

وأكد محافظ أبين: أن "سياسة القمع، وسياسة السحل عرفتهما هذه المحافظة وعرفها أبنائها، فإن أرادوها أن تعود فلن تعود من بوابة المؤتمر الشعبي العام، ولن تعود تحت مظلة فخامة الأخ الرئيس، بل ستعود إذا عاد الانفصاليون.. إذا عاد الذين ذبحوا وسحلوا في يوم من الأيام.. فهم يعلمون علم اليقين أنها ستعود مرة أخرى؛ أما في ظل عهد الديمقراطية، وفي ظل عهد القائد علي عبد الله صالح فإن المساحة الديمقراطية كفيلة بان تستوعب الكل".

واستدرك قائلاً: "لكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن هذه المرونة وهذا الصبر سيستمر طويلاً، نحن لدينا فرز يوما عن يوم، وتصنيف للذين يعانون من بعض الظروف التي قد تدفعهم إلى بعض الممارسات التي يمكن أن تكون مغفولة؛ أما أن يصل الأمر إلى المس بسقف الوحدة أو إلى التوهم بالسعي لإسقاط مناطق، فالأيام القادمة والأشهر القادمة سيرون ما لم يرونه في السابق.. وسيرون يد الدولة، وأن يد الدولة ستطال كل من تسول له نفسه المس بالنظام والقانون، وكل من تسول له نفسه التفكير بمس سقف الوحدة اليمنية"!!

وتابع قائلاً: "بقوة الأمن المركزي التي نعتبرها ذراع الدولة القوي الذي يصل إلى كل الخونة والخارجين عن القانون، وبقوة الأمن العام، والقوات المسلحة، والأمن السياسي، والاستخبارات، نستطيع بإذن الله تعالى أن نصل إلى كل الخارجين عن القانون، ونخضعهم للقانون، وسيُحاسب وفق أنظمة الدولة اليمنية المباركة كل من تسول له نفسه المساس بالوحدة اليمنية وتعطيل العملية الانتخابية".

وكتب العقيد احمد عمر محمد عن ابناء مديرية مودية- مهجر في الولايات المتحدة الامريكية، يوم الـ25 من يونيو  2009 " نتابع عن كثب نحن ابناء مديرية مودية في الخارج , ما تقوم به ايها المحافظ المؤتمر بأمر قوات الاحتلال الشمالي لجنوبنا الحبيب , من مطاردات لشرفاء واحرار هذه المديرية الصامدة في وجه الاحتلال ، وقد وردتنا اخبار باعتزامكم تجريد حملة عسكرية على المجال الشرقي للمديرية من اجل القبض على عباس العسل واحمد القمع وعلي لعجميه وبالقوة.

وتابع "نؤكد لك ايها المحافظ احمد الميسري انك ان اقدمت على مثل هذا الامر فإنما تقود قوات الاحتلال الى حتفها المحتوم , فالرجال لهم بالمرصاد وهم على احر من الجمر للقى جحافل الجيوش الان كشارية".

 

موقف الميسري في الحرب العدوانية على الجنوب

 

أعلن الميسري موقفا شجاعا تجاه العدوان العسكري الشمالي على الجنوب، وأطلق تصريحات توعد فيها بقتال القوات الشمالية في حالة واقدمت على اجتياح الجنوب، وظل موقف الميسري ثابتا حتى بعد تحرير الجنوب، قبل ان يعينه هادي وزيرا للزراعة ، ويكلفه بصرف مرتبات الجيش والأمن في الجنوب.

مواقف الميسري بعد الحرب

يعد احمد الميسري من القيادات المؤتمرية البارزة في الجنوب، وعرف سابقا بقربه من الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، لكن الاطاحة بصالح دفعت الميسري الى القفز من سفينة المخلوع إلى سفينة خلفه الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي، لكن مؤيدين للأخير يعتقدون ان الميسري لا يزال يحتفظ بعلاقة قوية بصالح، وهو ما عززه في تصريحات أكد رغبتهم في الحكومة التحاور مع المخلوع صالح.

في يونيو (تموز) 2016م، اتهم وزير الزراعة اليمني أحمد الميسري التحالف العربي بخذلان الحكومة الشرعية والتخلي عنها، سواء من خلال عدم دعمها مادياً أو بمنعها من تصدير النفط.

 وقال الميسري في تصريح لصحيفة كويتية، “يبدو أن التحالف أخطأ طريقه في التعاطي مع الحوثيين وتخلى عن الشرعية بدليل أن التحالف لم يقدم للحكومة أي دعم مالي على الإطلاق حتى الآن"؛ وهي تصريحات فندها التحالف العربي بالكشف عن المليارات التي قدمها التحالف العربي لليمن منذ بدء الحرب في مارس (آذار) 2015م، حيث أعلنت انها قدمت أكثر من 120 مليار دولار للحرب في اليمن.

فالرجل يقول مقربون منه إنه يعد المجلس الانتقالي منقلبا على الرئيس هادي على الرغم من تأكيد الأخير على اعترافه بالرئيس هادي كرئيس شرعي معترف به.

واثارت تصريحات أطلقها الرجل مؤخرا هاجم فيها المجلس الانتقالي الجنوبي، جدلا واسعا في الجنوب، الأمر الذي دفع ناشطين إلى اتهام الميسري بأنه احد الموالين للمخلوع صالح.
لكن الرجل الذي عرف عنه التقلب يعد أحد ابرز رجالات هادي في الجنوب، وهو ما دفع إدارة هادي مؤخرا إلى طرح اسمه كأحد المرشحين لمنصب محافظ عدن عقب عزل رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر للمحافظ عبدالعزيز المفلحي عقب اتهام الأخير للحكومة بنهب أموال وايرادات العاصمة الجنوبية.

فتصريحات الرجل المثيرة للجدل جنوبا لا تبدو انها دفاعا عن هادي، فهادي يقول مقربون منه إنه ليس في حاجة إلى صنع مزيد من العداء.