إلى لغات أخرى..

مثقفون يدعون لإيجاد وكلاء أدبيين لدعم ترجمة الأعمال العربية

ابراهيم نصر الله

اليوم السابع (القاهرة)

أكد أدباء وكتاب ومتخصصون فى شئون الكِتاب والترجمة والنشر أن غياب رؤية واضحة فى التعامل مع ما يترجم من المحتوى العربية إلى الإنجليزية، وبالعكس، يعمق الفجوة الحاصلة بين الأدب العربى والغربى، ويقطع سبل التواصل فى بناء شراكات متينة تتيح رؤية الآخر بشكل صحيح، وتمنع تعزيز التبادل الثقافى والفكرى لبناء علاقات ثقافية متينة وجيدة.

 

جاء ذلك خلال حلقة نقاشية بعنوان "الأدب العربى وتحديات ترجمته إلى اللغات الأجنبية"، التى نظمتها "بى بى سى عربى" ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولى للكتاب فى دورته الـ36، وذلك بمشاركة كل من سعادة أحمد العامرى رئيس هيئة الشارقة للكتاب، والكاتب إبراهيم نصر الله والشاعرة عائشة البصرى، وأدار الندوة عمر عبد الرازق، مراسل ومذيع بى بى سى عربى معد ومقدم البرنامج الإذاعى "عالم الكتب".

 

قال أحمد العامرى لا يمكن إنكار دور وحضور الثقافة العربية وما تضمنه من إنتاجات أدبية رائعة، ونعم يمكن ملاحظة التفاوت الكبير بين ما ينشر من الإنجليزية إلى العربية، وبالعكس، وذلك لصالح ما ينشر من الإنجليزية إلى العربية، ومن هنا رأى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن يتم تخصيص منحة الترجمة لترجمة الكتب العربية من أجل إحداث حالة من التوزان المنشود.

 

وأضاف أحمد العامرى، من العوامل المهمة الأخرى لتحقيق حالة من التوازن فى ترجمة الأعمال العربية إلى الإنجليزية هو أن تتم الترجمة بلغة وأسلوب يتقبلهما الجمهور، وأن على الناشر العربى بناء شراكات متينة مع نظيره الغربى، وهو ما حرصنا عليه خلال الدورة التدريبية التى أقامتها هيئة الشارقة للكتاب بالتعاون مع جامعة نيويورك، وكذلك البرنامج المهنى الذى سبق انطلاق المعرض، وشكّل نقاط تقارب أسفرت عن تفاهمات وتعاونات مهمة وناجحة.

 

وأشار الكاتب إبراهيم نصر الله، لا يمكن إنكار دور العلاقات الشخصية بين الكاتب العربى والناشر أو دور النشر فى منح الكتاب فرصة الترجمة، كما لا ينكر وجود أعمال أخرى أثبتت حضورها فى الساحة الثقافية وأخذت طريقها إلى الترجمة، وهناك أنواع أخرى من العلاقات كقرب دول المغرب العربى مع أوروبا، وهو ما انعكس فى ترجمة أعمال المغرب العربى بشكل أكبر من ترجمة أعمال الدول العربية الأخرى.

 

وأوضح إبراهيم نصر الله، أن الأطروحات الجامعية التى تدرس الثقافة العربية من التى يقوم بإعدادها الطلبة الغربيون تدفع هى الأخرى لترجمة الأعمال التى يسعى الغرب إلى دراستها وفهمها لتكوين صورة واضحة عنها.

 

واختتم إبراهيم الرفاعى، قائلا: الأعمال المترجمة لا تحدد إذا كان العمل إبداعيا أو لا، وذلك لأن الترجمة فى أغلب الأحيان تتبع توجهات القراء نحو أدب ما فى بلد ما، ومع أن هذا العامل لا يحدد جودة الأعمال الأدبية المترجمة، إلا أنه يعكس رغبة القارئ العربى فى التعلم والاكتشاف والتواصل.

 

ومن جانبها قالت الشاعرة عائشة البصرى، أن دور الجاليات العربية فى الغرب لا يعكس بالضرورة انتشار أو تطور الأدب، لأن اهتمامها قليل بهذا الجانب، وفى ضوء ذلك لا يمكن تصور الحاجة الملحة إلى الترجمة فى ظل حاجة الجمهور العربى إلى ذلك، ولذا ندعو إلى قيام مؤسسات تأخذ بهذا الدور، وتجعل الناشرين يتعاطون مع ترجمة الأدب العربى إلى اللغات الأخرى بشكل جدى.