لبنان قادمة على مرحلة عصيبة..

تحليل: هل قررت السعودية قطع أذرع حزب الله اللبناني؟

زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله

خاص (عدن)

ظهر حسن نصر الله، القائد الروحي لحزب الله اللبناني، المصنف سعودياً وأمريكاً على أنه جماعة إرهابية.

 يتحدث زعيم الحزب بلكنة تكشف ابعاداً جديدةً لحالة التوتر القائمة في لبنان نتيجة تمادي حزب الله في شئون المنطقة ودول الجوار، ومساهمته في إحلال الفوضى وزعزعة أمن المنطقة.

 

كانت السعودية والامارات وبعدهما الكويت قد دعت مواطنيها في لبنان الى مغادرة البلد فوراً، وهو على ما يبدو مقدمة لمرحلة جديدة من التوتر ستدخل فيها لبنان لا محالة. فبالعادة لا تدعوا الدول رعاياها للمغادرة الا وهي تعلم جيداً أن الوضع يتجه الى الأسوأ.

 

بالعودة الى خطاب تصر الله الاعتباطي، يظهر أن الرجل شعر بالخطر المحدق به وحزبه الذي شارك إيران في تنفيذ مشاريع الفرقة والتشتت وسط عدة بلدان عربية، أحدها اليمن الى جانب سوريا والعراق ومحاولات يائسة في البحرين والقطيف السعودية.

 

للمتابع أن يعرف سياسة السعودية في التعامل مع مثل هذه القضايا بمراجعة الأحداث التي عصفت بالمنطقة مؤخرا. فالمملكة تنتهج سياسة "النفس الطويل" للرد على المخاطر التي تحوم حولها، ولعل تعاملها مع الحوثيين عبر عاصفة الحزم ينطبق فعلياً على هذه النظرية.

 

وضع لبنان تغير في غضون ستة ايام فقط، وهي الفترة التي انقضت منذ أن أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته عن رئاسة الحكومة. وكان الرجل قد هدد في خطاب الاستقالة بقطع أذرع ايران في لبنان، في إشارة منه الى حزب الله. ومنذ تلك الفترة شهدت الأيام تطورات متسارعة قد تفضي على الأرجح الى تحجيم حزب الله بشكل كبير ولا يستبعد أن يكون ذلك عبر عملية عسكرية.

 

يقول مراقبون إن السعودية أصيبت باليأس وهي تتعامل سياسياً ودبلوماسياً لردع خطر حزب الله اللبناني الذي وصل الى جانبين من حدوده، سواء في العراق أو اليمن التي يشارك فيها عناصر من حزب الله في مساندة المليشيات بحربها ضد السعودية، وقررت أن تخطوا خطوات جدية وحازمة للتعامل مع هذه المخاطر.

 

يحاول نصر الله في خطابه التبرير بعكس ما كان يقوله في السابق، حيث كان زعيم الحزب يطلق تصريحات التهديد والوعيد والاعتراف الصريح بالمولاة لإيران التي يتلقى منها الدعم كما أفصح منتشياً في أحد خطاباته، وهو على ما يبدو شعورٌ بالخطر ومحاولة تبرئة الذات من تهمة باتت مؤكدة لا تقبل الجدل.

 

قبل أيام أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موقفه من الخطوات التي تتخذها المملكة العربية السعودية ضد ايران، والمتمثلة بمواجهة حلفاء ايران في المنطقة بشكل مباشر، حيث أيد الرئيس الامريكي تلك الخطوات ورحب بها.

 

كل المعطيات إذاً تشير الى أن لبنان قادمة على مرحلة عصيبة قادها اليها حزب الله الذي اصبح يتحكم في مجريات البلاد ويسوق البلد الصغير الى مستنقع جديد لا يرحب به اللبنانيين الذين عاشوا مرارة حرب أهلية سابقة، ولا يرغبون بتجربتها مرة أخرى، لكن المملكة العربية السعودية تصر على كف الخطر عنها، وإذا ظل حزب الله يكابر بموقفه الذي تعارضه قوى اقليمية ودولية كبيرة فهذا يعني أن القادم يتجه الى الأسوأ.

*القسم السياسي بـ(اليوم الثامن)