1700 شهيد وجريح في مواجهات الغزو..

تقرير: الحقيقة التي لا يعلمها (هادي) عن جبهات الصبيحة

مقاتلون جنوبيون في مواجهة مليشيات العدوان الشمالية

عدنان الجفري (عدن)

لم تتوقف الحرب في حدود الصبيحة منذ (1080) يوماً على مدى 3 أعوام في (10) جبهات حدودية، ويقف فلذات أكبادها صامدين مقاتلين في سبيل العرض والأرض وحماية العاصمة عدن من الغزو.

لا شيء في مناطق الصبيحة جميلاً، ليس فيها سوى حرب ارهقت كاهلهم كباراً و شباباً وبات برنامج حياتهم حمل السلاح والتمترس في الجبال لمواجهة (الغزو الحوثعفاشي) ويتوزعون في تلال جبال وعرة أشد قساوة من قساوة حياتهم.

  

عمق إستراتيجي مهمل

تحدث منصور الصماتي عن الأهمية الاستراتيجية للصبيحة وجبهاتها حيث يشير إلى ارتباطها بأكبر خط تماس حدودي لمحافظة لحج مع محافظة تعز الشمالية من كرش شرقاً حتى منطقة السقيا في مديرية المضاربة ورأس العارة غرباً إلى باب المندب.

وقال الصماتي : َ الصبيحة هي 3 مديريات (طور الباحة - المضاربة - وكرش) قريبة من العاصمة عدن حيث تبعد عنها طور الباحة بمسافة (90 كيلومتراً) وكرش (80 كيلومتراً) والمضاربة تبعد (100 كيلومتر) .

ويضيف الصماتي: الصبيحة لم تأخذ استراحة محارب منذ اندلاع الحرب وغزو عدن من قبل (الحوثعفاشيين) وتفتقر الجبهات فيها للدعم العسكري والتمويني من قبل قوات التحالف والحكومة الشرعية الأمر الذي جعلها تتأرجح في مكانها ولم تتقدم إلا مسافات بسيطة وهو ما يتطلب من التحالف العربي النظر للجبهات القتالية حيث يشكل تواجد (الحوثعفاشيين) في حدود مناطق الصبيحة تهديداً خطيراً على عدن والجنوب.

اما الناشط أيمن العييري يقول : الصبيحة تمتلك شريط ساحلياً مهيئاً للاستثمار للتخفيف من البطالة الموجودة في الصبيحة، غير أن سياسة الدولة تتجاهل موقعها الإستراتيجي كجزء من الحرب ويكمن ذلك في عدم النهوض بالصبيحة اقتصادياً وفي كل المجالات.

ويؤكد عبدالباسط المصفري مستشار السلطة المحلية بطور الباحة امتلاك الصبيحة مساحة احتياطية تمتد إلى الحدود الإدارية لعدن ، ولها دورها سياسياً فهي منبع الثوار وقد كان اول قيادتها بعد الاستقلال الوطني رئيساً للجنوب وهو قحطان الشعبي وأخرجت الصبيحة كوادر قيادية أمثال فيصل عبد اللطيف والدكتور ياسين سعيد نعمان، والصماتي وعشرات من الكوادر الذي كان لهم دور بارز في النضال السياسي والثوري والاقتصادي.

(10) جبهات لا تعرفها الشرعية

في الصبيحة (10) جبهات لا تعرف عنها الشرعية شيئاً ولا تعرف مواقعها ، من يعرفها هم فلذات اكباد منطقة الصبيحة الذين يهرولون اليها كلما اشتدت المعارك ليدفعوا ارواحهم ثمناً للتصدي لأي تقدم (للحوثعفاشيين)

وتتوزع الجبهات في مناطق جبلية وعرة حدودية مع الشمال و تتمثل بالآتي (جبهة كهبوب - جبهة المحاولة - جبهة الأغبرة - جبهة المنصورة البوكرة - جبهة العلقمة المضاربة العلياء - جبهة طور الباحة حيفان - جبهة كرش - جبهة هيجة العبد المقاطرة طور الباحة - جبهة جبال دباسو - جبهة الحلقوم الجوازعة طور الباحة).

من جهته أوضح الاعلامي محمد المسيحي ان كل جبهة تحتوي على عدة مواقع متفرقة ويتوزع على المواقع عدد من المقاتلين على شكل (نوبات).

وتحدث المسيحي عن جبهة المحاولة الغربية قائلاً: انها تتكون من 4 مواقع هي (صنفة - المشرف - الكارة - وثرك) ويعاني المقاتلون بها من تأخر نقل الطعام والذخيرة لها حيث إن بعض المواقع معلقة في الجبال وتحتاج إلى شق.

اما في جبهة حيفان- طور الباحة فيقول محمد الجعفري قائد موقع سابق : ان الجبهة لديها ما يقارب سبعة مواقع جميعها وعرة يصل إليها المقاتلون بشق الأنفس ويبقون لايام مرابطين وبعض الاوقات لا يصلهم التموين بسبب ضعف الدعم .

ويبقى السؤال ..هل الشرعية تعلم بحياة المقاتلين وعدد الجبهات والمواقع التي يرابطون فيها ، ويأتي ذلك في ظل التهميش لجبهات الصبيحة وإقصاء أبنائها من الوظائف الحكومية وحتى التعليم الجامعي.

محطات نضالية في الحرب

الشيخ فهمي الهبوب أمين عام الحراك الجنوبي بطور الباحة (سابقاً) احد المشاركين في الحرب يسرد محطات تاريخية كان شاهداً عليها خلال تنقله في جبهات القتال يقول: منذ ان شُنَّت الحرب (الحوثعفاشية) كانت الصبيحة في مقدمة الصفوف للدفاع عن الارض والعرض .

ففي 23 مارس 2015م عندما بدأت المواجهات في العند كان العشرات من الصبيحة يذودون عن حياض الوطن بمعية أسد اليمن اللواء الاسير / محمود الصبيحي الذي انتهت المعركة بأسره واستشهاد بعض ابناء الصبيحة وفي مقدمتهم العقيد محمد صالح العطري .

ويضيف الهبوب : تمركزت مجموعة من ابناء الصبيحة في مثلث عمران بقيادة الشيخ حمدي وفي 11 ابريل 2015م تعرضوا لهجوم مباغت بقوة كبيرة انتهى باحتلال المثلث وأسر الشيخ حمدي وناصر علوان الخليفي بعد جرحهما واستشهاد 4 من أبناء الصبيحة .

ومن هنا بدأنا بتجميع الشباب والتجمع في محفر الرجاع وكانت الإمكانات شحيحة جداً ولم نتلق أي دعم الا من أبناء المديرية في الداخل والمغتربين في بريطانيا والامارات والسعودية .

واستعد الجميع للهجوم على مصنع الحديد في 20 ابريل 2015م ليلاً وتحقق النصر وتمت السيطرة على المصنع ثم السيطرة على المثلث دون سقوط ضحايا .

وفي 22 ابريل 2015م بدأنا الترتيب لمعركة اماطة الأذى عن الوهط بمشاركة المقاومة من أبناء عدن واستمرت المعركة إلى الظهر وبإمكانات بسيطة ونتيجة لتأخر الطيران جاءت تعزيزات للحوثيين وحوصرت مجموعة من شباب الصبيحة وتمكنت من الانسحاب إلى احدى المزارع وسقط في هذه المعركة 20 شهيداً 8 من أبناء الصبيحة و12 من أبناء عدن وعدد من الجرحى، وفي بداية شهر مايو قمنا بتشكيل مجلس مقاومة ومجلس عسكري وفتحنا معسكر الخطابية لترتيب الصفوف والاستعداد من جديد وبدعم محلي استمر المعسكر في جمع المقاتلين وتدريبهم.

ثم سافرنا إلى عدن عبر البحر في رحلة 4 ساعات وقابلنا الشيخ بشير المضربي من أوائل مؤسسي المقاومة في عدن والذي بدأ بدعم جبهة طور الباحة وفتح جبهة في المشاريج باتجاه العند بقيادة العقيد سمير صالح يوسف.

وقال الهبوب : وفي 1 رمضان الموافق 18 يونيو 2015م هجمنا على مصنع الحديد ونتيجة للقصف الخطأ من طيران التحالف سقط 11 شهيداً و15 جريحاً .

وبدأت الصبيحة ترسل المئات من أبنائها إلى عدن عبر البحر لتعزيز جبهات عدن التي انهك التعب مقاومتها وكان لمشاركة أبناء الصبيحة دور كبير في تحرير عدن .

وفي نهاية يوليو التحمت مقاومة الصبيحة بمقاومة عدن وتم تحرير مثلث (عمران- الوهط -صبر) وسقط مجموعة من الشهداء وعلى رأسهم طالب كلية الهندسة منذر يوسف الفقيه ، وكانت هذه المعركة الالتفافية التي أدت إلى تحرير عدن من تخطيط الشهيد اللواء جعفر محمد سعد الذي التقينا به قبل شهر من هذه المعركة في قيادة المنطقة الرابعة وحدد مهام مقاومة الصبيحة فيها.

وكشف الهبوب : في بداية شهر أغسطس 2015م حشدت الصبيحة 2000 مقاتل من أبناء طور الباحة والمضاربة استعدادا لتحرير العند بالهجوم عليه من الجهة الغربية وهي المعركة التي اعد لها التحالف اعداداً جيداً وشارك فيها المئات من افراد المقاومة الجنوبية وبإشراف التحالف وقائد المنطقة الرابعة الشهيد اللواء أحمد سيف اليافعي وانتهت المعركة بتحرير قاعدة العند وسقط الشهداء من مختلف مناطق الجنوب ، واستمرت المعركة حتى حُررت مناطق لحج بالكامل والوصول إلى كرش.

وبعد تحرير العند اشتد الهجوم والضغط على حدود الصبيحة من كرش وحيفان ومناطق المضاربة ، وبدأت معركة الرمح الذهبي التي تم الاعداد الجيد لها وكان للصبيحة فيها القدح المعلى وسقط فيها عشرات الشهداء وعلى رأسهم قائد اللواء الثالث حزم العميد عمر سعيد سالم الصبيحي.

ولازالت دماء الصبيحة تنزف في هذه الجبهات 

ولم تكتف الصبيحة بهذا الدور القتالي في مناطق الجنوب ، حيث أرسلت قرابة 200 مقاتل إلى البقع بقيادة أبو الدحداح صدام فضل الصبيحي والذي كان اول شهيد في تلك المعارك.

وأختتم الشيخ الهبوب حديثه بالقول : روت الصبيحة بدماء أبنائها اغلب مناطق الجنوب وفي صرواح ونهم والجوف وميدي والبقع ، ولازالت تقدم قوافل الشهداء حتى يومنا هذا لتشكل درعاً متينة لحماية الجنوب من جنون الغزو الحوثعفاشي.