لهجة تصعيدية من وزراء الخارجية العرب..

اجتماع القاهرة يبدأ مراحل تدويل الصراع مع إيران

تأمين مبنى الجامعة العربية

وكالات

صعّد وزراء الخارجية العرب تدخلات إيران في المنطقة إلى مجلس الأمن الدولي كخيار أوحد لم يترك مساحة حركة دبلوماسية يمكن من خلالها احتواء نزعة إيرانية لتخطي خطوط حمراء استراتيجية ثابتة منذ عقود.

وتحولت ممارسات حزب الله الشيعي اللبناني، الذي ينظر إليه على نطاق واسع باعتباره أحد أفرع الحرس الثوري الإيراني، إلى تهديد مباشر لدول خليجية تشهد حركة تغيير متسارعة، ولم تعد رؤيتها الجديدة تسمح بالتعايش مع رؤى مضادة تهدد أمن شعوب المنطقة بطريقة مباشرة.

وأكد البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب، الذي سبقه اجتماعا مغلقا ضم وزراء خارجية مصر والسعودية والبحرين ووزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، تكليف المجموعة العربية في الأمم المتحدة لإجراء الاتصالات اللازمة لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التهديدات الإيرانية لدول المنطقة.

وأدان وزراء الخارجية العرب، في البيان، إطلاق الحوثيين، في 4 نوفمبر الجاري، صاروخا على مطار الملك خالد بالرياض.

وأعرب الوزراء عن تضامنهم الكامل مع السعودية وتأييد كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها القومي، على حد وصف البيان الختامي.

وحذروا إيران من مغبة استمرارها في التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. وتحفظ لبنان والعراق على نص البيان.

وغاب عن الاجتماع وزراء خارجية لبنان والعراق وعمان وقطر والإمارات والجزائر والسودان والمغرب وناب عنهم وكلاؤهم أو مندوبو دولهم لدى الجامعة.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير “إن هناك أكثر من 80 صاروخا باليستيا أطلقت على الأراضي السعودية من اليمن”. وأضاف “علينا التصدي للسياسات الإيرانية الغاشمة حفاظا على أمن دولنا العربية، والمملكة العربية السعودية لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء اعتداءات إيران”.

وقال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد الخليفة “نحن لا نملك أي آلية أخرى للدفاع عن أمننا إلا آلية العمل العربي المشترك، لكن هذه الآلية يبدو أنها غير قادرة على تحقيق ذلك”. وتساءل “هل سنعمل على تطويرها، أم نلجأ لتحقيق مصالحنا عبر ترتيبات بديلة”.

وكان الشيخ خالد بن أحمد يشير إلى جامعة الدول العربية، التي باتت غير قادرة على الوصول إلى حلول جذرية قادرة على التصدي إلى محاولات إيران للهيمنة على المنطقة. كما أشار ضمنيا إلى دول خليجية وعربية مازالت تتمسك بتحالفها مع إيران ضد المصالح العربية.

وحمل وزير الخارجية البحريني “الجمهورية اللبنانية، التي يشارك في حكومتها حزب الله الإرهابي، المسؤولية عن وجود الحزب في سوريا والعراق واليمن، والعمل ضد أمن دولنا واستقرارها”.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط إن “العواصم العربية باتت تقع في مرمى الصواريخ الإيرانية الباليستية”، وأضاف “أننا نرفع صوتنا إلى المجتمع الدولي، وبالتحديد مجلس الأمن الدولي، لنقول في عبارة واضحة إن التهديدات الإيرانية تجاوزت كل حد، وإن البرنامج الصاروخي الإيراني يمثل تهديدا خطيرا على أمن المنطقة”.

ورغم غيابه دعا وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل نظراءه إلى “التخفيف من حدة البيان”، خلال اتصالات هاتفية أجراها مع عشرة وزراء. ولم تلق هذه الاتصالات آذانا صاغية.

وقال مصدر أمني مصري رفيع لـ”العرب” إن اتصالات غير مباشرة قادتها مصر خلال الأيام الماضية مع إيران لإقناعها بمراعاة أمن الدول العربية فشلت. لكنه قال أيضا إن مصر ترى في زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سلطنة عمان يوم 26 نوفمبر “فرصة أخيرة يمكن من خلالها تجنب أي عمل عسكري محتمل. لكن يبدو أن الإيرانيين لا يريدون التراجع″.

وأضاف أن “الدول العربية حاولت تجنب الحلول العسكرية، لكن في ظل تصميم طهران على توظيف علاقاتها بالحوثيين وحزب الله، نفد الصبر، وقد يكون من الصعب تجنب قيام عمل عسكري ضد أذرع إيران في المنطقة”.

ومن المتوقع أن يوافق الكونغرس الأميركي على استراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجديدة في الـ13 من ديسمبر المقبل، وتتضمن رؤية إدارته للتعامل مع قضايا وملفات عديدة، بينها اتخاذ إجراءات عسكرية ضد حلفاء إيران.

وأكد “أي عمل عسكري سيكون بواسطة الولايات المتحدة، وليس من قبل أي طرف عربي وحده”.

وقال المصدر لـ”العرب” إنه “لو حدث أي تحرك عسكري فلن تتدخل إسرائيل بشكل مباشر في لبنان إلا في حالة واحدة فقط، وهي قيام حزب الله بإطلاق صواريخه عليها. أعتقد أن ذلك يظل احتمالا كبيرا”.

وتظل استراتيجية ترامب في مواجهة إيران غير واضحة المعالم، كما لا يشعر دبلوماسيون عرب، تحدثت إليهم “العرب”، بأي تأثير لها على الأرض، باستثناء مناطق الصراع.

وتدفع المنطقة ثمن 8 أعوام اتخذت فيها إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما سياسة انحياز لصالح إيران، توجت في عام 2015 باتفاق نووي سداسي اتخذت منه طهران غطاء دوليا لترسيخ سياساتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن والخليج.