ضد العبودية..

ليبيون يدافعون عن أنفسهم أمام العالم

'مسرحية' أم 'مأساة'

وكالات

لا يزال تقرير شبكة "سي أن أن" الأميركية عن سوق نخاسة في ليبيا الذي أظهر بيع المهاجرين بالمزاد العلني، يثير جدلا واسعا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الذين اختلفت آراؤهم حول الموضوع الذي اعتبره البعض "صدمة".

ولم يكن تقرير سي أن أن الأول من نوعه الذي أثار موضوع بيع العبيد في ليبيا لكن ميزته كانت احتواءه على مقطع فيديو التقط بواسطة هاتف محمول يظهر شابين يعرضان للبيع في المزاد للعمل في مزرعة، ليوضح بعدها الصحافي معد التقرير أن الشابين بيعا بمبلغ 1200 دينار ليبي أي 400 دولار لكل منهما.

فيما اقتصرت التقارير السابقة سواء كانت ليبية أو عالمية على شهادات ناجين فقط. وكانت المنظمة الدولية للهجرة أكدت العام الماضي أن في ليبيا "أسواقا للعبيد يباع فيها المهاجر الواحد بسعر يتراوح بين 200 و500 دولار".

ودشن ليبيون على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ #LibyansAgainstSlavery باللغة الإنكليزية الذي يعني (ليبيون ضد العبودية).

لم يستغرب ليبيون مما ورد في التقرير بل إن أحد المعلقين كتب “فليعلم الجميع أن بيع العبيد في ليبيا بدأ في فبراير 2011”.

وكتب مغرد “شكرا نيكولا ساركوزي على ديمقراطية أبوجهل التي صدرتها لليبيا”.ويؤكد مغردون أن بلادهم عادت إلى القرون الوسطى.

واعتبر آخر "مواجهة المشكلة هي أولى السبل لعلاجها.. في ليبيا باعت الميليشيات الليبيين لميليشيات أخرى فلا تستغرب بيعهم للعمال الأفارقة ببضعة دولارات".

واعتبر ليبي آخر "موضوع تجارة العبيد في ليبيا ليس مستغربا فهو موضوع عادي جدا مادام لديهم سلاح فلن يردعهم شيء". في المقابل اعتبر مغرد أن "من باع البشر عصابات نشأت بسب فوضى الحرب".

تقرير سي أن أن ليس الأول الذي أثار موضوع العبودية لكنه حظي باهتمام غير مسبوق

وكانت المناسبة فرصة لتذكر فيلم "جانغو الحر" الشهير الذي يروي سيرة "عبد" جرره "سيده" الطبيب الليبي ليرتحل عبر أميركا مع صائد جوائز، في مهمة لينقذ زوجته من إقطاعي وحشي. وكتب مغرد في هذا السياق “طبيب ليبي مقيم في كندا عندما سمع بقصة هذا العبد الباحث عن زوجته قام بتحريره وأعطاه سلاحا ليحررها".

وكتب أحد الليبيين "مع كل حادثة يمارسون علينا أسلوب جلد الذات. يا متعلم المجتمع ليس مثاليا هناك الجيد والسيء، تاريخيا في ظل انهيار الدول والفوضى خاصة في العالم الثالث تحصل هذه الجرائم".

ويؤكد معلق آخر "للتوضيح ليبيا ليست مرتعا للنخاسة كما يتم الترويج لها الآن بخبث، والاستناد على تقرير @CNN لتبني موقف أمر ليس بالمنطقي".

وأكد متفاعل “هناك احتجاجات للمجتمع المدني في عدة دول وبشكل كبير مبنية على تقرير سي أن ان طبعا لمن يصعب عليه تقدير الموقف، المجتمع المدني فاعل في الغرب ومؤثر في سياسات الدول وقد يكون التقرير عاملا معززا شعبيا لديهم لتجاوز القوانين واستغلال الموقف في تحرك لن يضر سوى بليبيا”.

وفي نفس السياق قال معلق “أعتقد أن الموضوع مضخم هذا إن لم يكن وهميا من أساسه والغرض منه سياسي بحت".

ويتساءل مغردون "لماذا الاهتمام الآن والحديث عن بيع العبيد في ليبيا ليس جديدا"، ويضيفون أن قنوات ليبية كانت أول من أظهر حقيقة بيع المهاجرين في ليبيا ولكن في ذلك الوقت لم يهتم أحد بالأمر من يدعون الإنسانية واليوم فقط تحرك دعاة الإنسانية.

ويعتبر معلق "أصلا الغرب يعرف أن ليبيا دولة تحكمها ميليشيات والدوشة (الجدل) يغطون بها على موضوع آخر".

واعتبر آخر" ليبيا باتت بلاد مافيا بيع العبيد الذين ‘يصطادون’ وهم في طريقهم لقطع البحر نحو أوروبا فإن نجوا من هذه العصابات يجدون البحر ينتظرهم.. فيغرق من يغرق.. ومن ينجو يظل في يد المجهول".

في المقابل كانت آراء البعض صادمة. فكتب هذا المعلق “هناك فرق بين المهاجر غير شرعي ولاجئ. الهجرة غير الشرعية جريمة فمنذ متى أصبح المجرمون ضحايا؟".

فيما اعتبر آخر أن الفيديو يحمل "المزيد من التشويه لليبيا والليبيين… سيليه المزيد من التضييق علينـا كمواطنين".

في سياق آخر كان مقطع فيديو نشره مغني الريغي الإيفواري الشهير ألفا بلوندي على على فيسبوك انتشر على نطاق واسع. وجاء في الفيديو "ولكن، ماذا تنتظرون؟!" يتساءل باستياء بلوندي عن تقاعس السلطات الأفريقية أمام مصير المهاجرين.

واستخدم نجوم كرة القدم الأفارقة في أوروبا على غرار نجم مانشستر يونايتد بول بوغبا ولاعب ليفربول السينغالي ساديو ماني وأسطورة كرة القدم الكاميرونية صامويل إيتو حساباتهم على الشبكات الاجتماعية للدعوة إلى وضع حد لهذه الظاهرة.

ومن جهته، عبر الكاتب السينغالي فيلوين سار عن رفضه التام لمثل هذه الممارسات. وكتب على صفحته في فيسبوك “إنه أمر غير مقبول تماما أن يتم بيع شباب أفارقة في ليبيا في سوق للعبيد”.

وكتب الفكاهي عمر سي، في تغريدة على تويتر “لنتضامن ضد التعذيب والعنف”. فيما طالب الممثل الفرنسي جيرار ديبارديو، في تغريدة له على تويتر رئيس بلاده إيمانويل ماكرون بالتحرك في قضية بيع الرقيق في ليبيا.