بدء مرحلة حرب بالوكالة..

ولي عهد أبوظبي يعزي ابن صالح في وفاة والده

أحمد علي صالح يستكمل على الأرجح مرحلة التصدي للحوثيين خلفا لوالده

وكالات (أبوظبي)

أفاد الحساب الرسمي للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي على تويتر الأربعاء بأنه قدم واجب العزاء إلى ابن الرئيس اليمني السابق الراحل علي عبدالله صالح في وفاة والده خلال زيارته في مقر إقامته في أبوظبي.

وأرفق الحساب صورة للشيخ محمد أثناء الزيارة مع تغريدة تقول "محمد بن زايد يقدم واجب العزاء إلى أحمد علي عبدالله صالح في وفاة والده الرئيس اليمني السابق خلال زيارته مقر إقامته في أبوظبي".

وكان أحمد علي وهو قائد سابق للحرس الجمهوري اليمني، سفيرا لليمن لدى الإمارات قبل أن تنضم الإمارات إلى التحالف الذي تقوده السعودية في الحرب ضد الحوثيين.

وكان في وقت ما خليفة محتملا لوالده. ويمنح تدخله الحركة المناوئة للحوثيين قائدا محتملا بعد أسبوع من المعارك الشرسة التي شنها الحوثيون على أنصار صالح في العاصمة.

ومن المتوقع بشكل كبير أن يغادر أحمد علي الإمارات العضو الرئيسي في التحالف بقيادة السعودية ضد الحوثيين للتوجه إلى اليمن للمساعدة في الحرب وسط أنباء بأن بعض الموالين لصالح يغيرون ولاءهم.

ويحتاج الموالون لصالح في هذا الظرف خاصة مع اشتداد حملة القمع التي يشنها الحوثيون ضدهم، إلى شخصية قوية لتوحيد صفوفهم واعادة ترتيب بيتهم الداخلي بما يسمح لهم بمواجهة الميليشيا الانقلابية.

ويراهن قادة في حزب المؤتمر الشعبي العام على أحمد علي عبدالله صالح لقيادة المرحلة القادمة في التصدي للحوثيين الذين أحكموا قبضتهم على صنعاء.

لكن بعد يوم من إعلان أنصار صالح مقتل ابن أخيه طارق وهو قائد عسكري كبير آخر ومقتل الأمين العام لحزبه عارف الزوكا، لزم الكثير من سكان صنعاء منازلهم خوفا من حملة للحوثيين تستهدف الموالين للرئيس السابق وعددهم كبير.

وأدت الحرب اليمنية بين الحوثيين المتحالفين مع إيران والذين يسيطرون على صنعاء وبين التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي يدعم حكومة متمركزة في الجنوب إلى تفجر ما وصفته الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وقتل بالفعل أكثر من 10 آلاف شخص وشُرد أكثر من مليونين في الحرب الدائرة في اليمن بين الخصمين الإقليميين اللدودين السعودية وإيران.

وقالت مصادر سياسية إن الحوثيين اعتقلوا عشرات من حلفاء صالح وضباط الجيش الذين انضموا لحزبه داخل صنعاء وفي محيطها وقتل عدد منهم في غارات الحوثيين، فيما ترددت أنباء عن تصفية الميليشيا المدعومة من إيران عددا من القادة الموالين لصالح.

وقال علي (47 عاما) وهو رجل أعمال رفض الكشف عن اسمه الثاني "يسود هدوء مخيف المدينة".

وأضاف "يتحدث الناس عن حدوث اعتقالات كثيرة وأن الحوثيين يحاولون إطلاق النار على العسكريين وأعضاء حزب صالح".

وكان صالح قد ساعد الحوثيين على السيطرة على قسم كبير من مناطق شمال اليمن بما في ذلك صنعاء وكان قراره تبديل ولائه والتخلي عن الحوثيين في الأسبوع الماضي أكبر تغير جذري تشهده الحرب منذ سنوات.

لكن الحوثيين سرعان ما سحقوا الانتفاضة الموالية لصالح في العاصمة وقتلوه. ووصف مسؤولون كبار في صفوف الحوثيين انقلابه بالخيانة العظمى المدعومة من أعدائهم السعوديين.

ويرى محللون أن مقتل الرئيس اليمني السابق بعد استعداده لفتح صفحة جديدة مع السعودية، قد يؤجج "الحرب بالوكالة" في هذا البلد بين الرياض وطهران.

وقال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في صنعاء ماجد المذحجي إن "مستقبل السياسة في اليمن تغير بشكل كلي، كان صالح أحد أهم المرتكزات فيها، لكنه انتهى الآن".

والسبت الماضي قبل 48 ساعة من مقتله بأيدي المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، أعلن صالح أنه مستعد لفتح صفحة جديدة مع السعودية في خطوة أشاد بها على الفور التحالف العسكري بقيادة الرياض الذي يحارب التحالف بين الحوثيين وصالح منذ عام 2015.

واضاف المذحجي أنه بعد وصول النزاع إلى طريق مسدود بعد ثلاث سنوات من سيطرة المتمردين على صنعاء، "أثار صالح آمالا كبيرة في انهاء سيطرة الحوثيين. وهذا لا يعني أن الناس يحبونه، لكنه شكل فرصة لإنهاء ميليشيا تثير مخاوف".

وتابع الخبير أن انتشار شريط الفيديو الذي يظهر جثة صالح أدى إلى احساس "الناس بالضيق لأنهم شعروا بأن فرصة مهمة قد ضاعت".

وفي رد فعلها الأول على مقتله عبرت السعودية عن الأمل في "تخليص اليمن من الحوثيين الارهابيين المدعومين من إيران".