بدعم من إيران

اليمن: الحوثيون يكثّفون تجنيد الأطفال

مسلحون من ميليشيات الحوثي في اليمن

وكالات (صنعاء)

في ظل استمرار الحرب في اليمن، كثّف الحوثيون (أنصار الله) المدعومون من إيران تجنيد الأطفال في انتهاك واضح للقانون اليمني والاتفاقات الدولية التي تحمي حقوق الأطفال، وفقاً لما أكدته جماعات حقوقية.
وبحسب صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، يشكل الأطفال في صفوف الحوثيين وغيرهم من الجماعات المسلحة نحو ثلث المقاتلين في اليمن.

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد قالت في تقرير لها صدر في حزيران/يونيو 2016، إن "جماعة الحوثيين المسلحة زادت من وتيرة تجنيد الأطفال وتدريبهم، وإرسالهم للقتال في انتهاك للقانون الدولي".

وأضاف التقرير أنه منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في أيلول/سبتمبر 2014، "استخدموا الأطفال بشكل متزايد ككشافة وحراس وعدّائين ومقاتلين، وقُتل بعضهم في ما أصيب البعض الآخر".

وأوضح التقرير أن الفقر السائد في اليمن ساهم في انتشار ظاهرة تجنيد الأطفال وتفاقمت هذه الظاهرة مع اندلاع الصراع الراهن.

وقالت المنظمة الحقوقية إنه يعرض على الأطفال لينضموا إلى الجماعات التي تقاتل في اليمن مبلغاً يومياً يتراوح بين 1000 و2000 ريال يمني (4 إلى 8 دولارات)، مضيفة أنه "في بعض الأحيان، لا يتلقى الأطفال مالاً بل طعاماً وبعضاً من القات".

وفي آذار/مارس 2014، نقلت هيومن رايتس ووتش عن سبعة أطفال تطوعوا للانضمام إلى صفوف الحوثيين أنه إلى جانب القتال، تناط بالأطفال المقاتلين مهمات عدة منها نقل الذخيرة إلى الجبهات الأمامية وسحب جثث المقاتلين الذين قضوا في ساحات المعارك.

وكشفت المنظمة مؤخراً أنها رصدت أطفالاً في صفوف الحوثيين وهم يلبسون الزي العسكري ويتمركزون في نقاط التفتيش.

وفي آيار/مايو 2015، قال المستشار الخاص لدي المنظمة الحقوقية فريد أبراهامز إنه "مع احتدام القتال في اليمن، كثّف الحوثيون تجنيد الأطفال"، مضيفاً أن "على قادة حركة الحوثيين وغيرها من الجماعات المسلحة وقف استغلال الأطفال تحت طائلة اتهامهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية".

الأطفال يواجهون أوقاتاً عصيبة
من جانبه، قال ممثل اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، خالد حسين محمد اليماني، أمام مجلس الأمن في جلسة نقاش حول انتهاك حقوق الأطفال خلال النزاعات المسلحة عقدت بتاريخ 2 آب/أغسطس 2016، إن الأشهر الـ 18 الماضية تعتبر أسوء فترة في تاريخ اليمن الحديث.

وأشار إلى فقدان مئات الأطفال لحياتهم واستهداف المدارس والمستشفيات وغيرها من البنى التحتية المدنية.

وكشف أن الحوثيين يرسلون قادة الميليشيات إلى المدارس لتجنيد الأطفال للقتال، لافتاً إلى أن الأطفال يشكلون النسبة الأكبر بين مجندي الحوثيين.

أما اليونيسف فقالت إنه خلال شهر واحد فقط بين نهاية آذار/مارس ونيسان/أبريل، جنّدت الجماعات المسلحة التي تتقاتل في اليمن ما لا يقلّ عن 140 طفلاً.

وأضافت ممثلة اليونيسف في اليمن ميريتشل ريلانو في كانون الثاني/يناير، أنه "منذ اندلاع الصراع في اليمن في آذار/مارس 2015، وثقت الأمم المتحدة مقتل نحو 1400 طفل وإصابة أكثر من 2140 أخرين".

ودعت جميع الأطراف إلى حماية الأطفال ووقف الهجمات على البنى التحتية المدنية، بينها المدارس والمرافق التربوية.

وفي 4 كانون الثاني/يناير، نقلت محطة العربية أن "ميليشيات الحوثيين أجبرت في كانون الأول/ديسمبر أكثر من 450 طفلاً من محافظة المحويت غرب صنعاء على الانضمام إلى صفوفها وأرسلتهم إلى جبهات القتال".

وأكدت مصادر محلية أن بعض هؤلاء المجندين لم تتخط أعمارهم 13 سنة.

معسكرات تدريب للأطفال
إلى هذا، نقلت مصادر قبلية أن الحوثيين أقاموا في محافظتي المحويت وعمران معسكرات لتدريب المئات من الأطفال.

ويُضلل هؤلاء الأطفال عبر وعدهم بحمل السلاح أو يُختطفون بالقوة من حضن أهلهم، وقد عاد العشرات منهم إلى عائلاتهم في نعوش.

وفي هذا السياق، قال فيصل هزاع المجيدي رئيس مركز إسناد لتعزيز سيادة القانون، إن "الاستنزاف الكبير لمقاتلي الحوثيين في الجبهات جعلهم يسعون بشكل كبير لتجنيد الأطفال".

وأكد للمشارق أنه رُصد وجود أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و17 سنة بين قوات مليشيا الحوثيين المنتشرة في الجبهات أو المتمركزة في المدن أو في نقاط التفتيش.

وأشار المجيدي إلى أن الحوثيين "يزورون المدارس بحثاً عن الطلبة للقتال تحت شعار ’المقاومة‘".

وأضاف أن الصبية المراهقين يُعتبرون الأكثر انجذاباً للتجنيد بسبب عدم اكتمال بناء شخصياتهم وسعي العديد منهم لإثبات رجولتهم.

وقال إن "المجندين يلعبون على عواطف الأطفال والأباء عبر استغلال "حالتهم المادية الصعبة ورغبتهم الحصول على راتب وسلاح آلي".

وكشف المجيد أنه تنامى إليه قيام الحوثيين بإعطاء بعض مقاتليهم، "وبينهم الأطفال، أدوية منبّهة ليتمكنوا من الصمود".

مصير قاتم ينتظر الجنود الأطفال
وذكر أن اليمن صادق على اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل "والتي تحظر إشراك الأطفال دون سن 18 [في الحروب]".

من جانبه، قال الإعلامي موسى النمراني في حديث للمشارق إن "تجنيد الأطفال مشكلة في أماكن كثيرة من العالم تعاني الحروب ولا تنحصر في اليمن، وأسبابها في كل مكان تتشابه".

وأضاف أن الحروب تتسبب بانعدام فرص العمل وتدهور نظام التعليم ما يخلق فراغاً لدى الأطفال في سن التعليم، ويتزامن ذلك مع حاجة الأطراف المشاركة في الحرب إلى مقاتلين.

وتابع أن الجنود الأطفال الذين يجندهم الحوثيون "ينتهي بهم الأمر إما قتلى أو أسرى".

أما عدنان الحميري الباحث في الشؤون السياسية فقال للمشارق إن تجنيد الاطفال يدمر الطفولة في اليمن، ويدمر تالياً فئة الشباب التي يقوم على أكتافها بناء الأمم.

وختم مؤكداً أن "حركة أنصار الله تتصدر لائحة الجماعات التي تجند الأطفال في اليمن وبخاصة الفئة العمرية التي تتراوح بين 13 و18 سنة".