الموت المتربص..

'الحوت الأزرق'.. لعبة موت على هاتف ذكي

ألعاب إلكترونية تروج للتشويه والتعذيب والانتحار

وكالات

 قررت الجزائر حجب لعبة “الحوت الأزرق” بشكل رسمي من البلاد، حسب ما كشفته رئيسة الهيئة الوطنية لحماية وترقي الطفولة مريم شرفي.

وقالت شرفي، في تصريحات صُحُفيّة، إن “الجزائر باشرت عملية حجب اللعبة خلال هذا الأسبوع بعد اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة المتبعة في حجب المواقع الإلكترونية وهذا النوع من الألعاب”.

وأضافت أنه منذ انتشار اللعبة تقدمت “عائلة واحدة فقط” بطلب المساعدة لإنقاذ ابنها بعد أن اكتشفت أنه مدمن على لعبة الحوت الأزرق.

كما أعلنت وزير التربية الوطنية الجزائرية نورية بن غبريط عن تشكيل “خلية أزمة وزارية” تضم عددا من القطاعات، من بينها وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام ووزارة العدل “لبحث السبل الكفيلة بالتصدي لظاهرة الانتحار عبر لعبة الحوت الأزرق، وتوعية الأطفال في المدارس بخطورتها”.

كما حَمَّلت الوزيرة المسؤولية لأولياء الأمور، معتبرة أنهم مقصرون في مراقبة أبنائهم “من الخطر القادم من هذه اللعبة ومختلف ألعاب الموت عبر الإنترنت”، مشيرة إلى أن المعلمين في المدارس لن يستطيعوا بمفردهم التصدي لهذه الظاهرة ومحاربتها.

يأتي تدخل السلطات الجزائرية بعد أن تحولت “لعبة الحوت الأزرق” إلى “قضية رأي عام” في الجزائر، وبعد أن أودت بحياة 6 أشخاص كلهم أطفال ومراهقون تتراوح أعمارهم بين 9 و16 عاما، وكان آخر الحوادث ما جدّ مساء الجمعة الماضي.

المراهقان اللذان انتحرا شنقاً، يدرسان في نفس الثانوية بدائرة “سيدي عيش” التابعة لمحافظة بجاية، وهما “بلال” و”فيروز” البالغان من العمر 16 سنة.

وتثير اللعبة رعب وصدمة العائلات الجزائرية في الآونة الأخيرة، حيث يؤكد “أهل ضحاياها” أنه لم يظهر أي شيء على أبنائهم قبل الانتحار، مشيرين إلى أن تصرفاتهم وسلوكياتهم كانت عادية جدا، ما يؤكد حسب المختصين في علم النفس أن اللعبة خدّرت ضحاياها تخديرا مغناطسيا.

من جانب آخر، اعتبر عدد من المختصين في مجال تكنولوجيا الإعلام والاتصال والشبكة العنكبوتية أنه لا يمكن حجب اللعبة من الجزائر بشكل كامل.

وبرر المختصون ذلك بأن الأمر يحتاج إلى تنسيق وتواصل مكثف مع المنظمات الدولية للضغط على شركة غوغل لأجل حذف اللعبة من تطبيق غوغل بلاي ستور، خاصة في ظل الشروط الصعبة التي تضعها الشركة لارتباطها بعقود تجارية مع أصحاب هذه اللعبة.

لعبة "الحوت الأزرق" تسببت في انتحار أكثر من 130 شخصا في العامين الماضيين حول العالم

غير أن المختصين أكدوا أن الجزائر بإمكانها “عرقلة عملية البحث عن اللعبة عبر محركات البحث بأن تجعلها صعبة”.

ويقر هؤلاء بأن لعبة “الحوت الأزرق” التي تسببت في انتحار أكثر من 130 شخصا في العامين الماضيين حول العالم، تعتمد على غسل أدمغة الأطفال والمراهقين والسيطرة والتحكم فيها وتنويمهم مغناطيسيا عبر 50 مرحلة، من خلال إعطائهم أوامر بمهمات خطيرة، وشحنهم بأفكار سلبية أبرزها الضياع والكراهية وإيذاء النفس وبث روح اليأس في نفوسهم، إلى أن يصل الضحايا إلى المرحلة الخمسين التي “تتحداهم على الانتحار شنقا”.

وكانت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية ذكرت أن مخترع هذه اللعبة روسي يُدعى فيليب بوديكين (21 عاماً)، وقد تم اتهامه بتحريض نحو 16 طالبة بعد مشاركتهن في اللعبة على الانتحار، واعتقل عام 2016 نتيجة ذلك.

واعترف بوديكين بالجرائم التي تسبب في حدوثها، وقد اعتبرها محاولة تنظيف للمجتمع من “النفايات البيولوجية، التي كانت ستؤذي المجتمع لاحقاً”، وأضاف

أن “جميع من خاض هذه اللعبة سعداء بالموت”.

واختيار الحوت الأزرق يرجع إلى أنه يعرف عن الحيتان الزرقاء ظاهرة الانتحار، فهي تسبح جماعات أو فرادى إلى الشاطئ، وتعلق هناك وتموت إذا لم يحاول أحدهم إرجاعها مجدداً إلى المياه.. والرابط هنا هو محاولة إيذاء النفس ووضعها في موقف لا يمكن التراجع عنه.

وانتشر على نطاق واسع على الشبكات الاجتماعية هاشتاغ #الحوت_الأزرق. وكتب مغرد “الأولياء يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية؛ مراقبة الأطفال هي مهمتهم الأساسية لأن الأطفال من الصّغر حتى المراهقة إذا تركت لهم الحرية في تصفح الإنترنت دون رقابة فأكيد تضيع تربيتهم، فهناك من ينتحر من أجل لعبة وهناك من يدخل عالم الشواذ والفساد الأخلاقي وهناك حتى من يلتحق بتنظيم مسلح”.

وفي نفس السياق قال آخر “ما حدث مأساة حقيقية يتحمل مسؤوليتها الأولياء وتطرح ألف سؤال حول مراقبة العائلات الجزائرية لأبنائها”.

واعتبر معلق المطالبة بحجب لعبة الحوت الأزرق أو ألعاب أخرى تندرج في إطار المطالبات الغبية؛ فـ”هناك الآلاف من تطبيقات vpn لفتح الحجب عن أي موقع أو تطبيق، هل نجحت الدولة في حجب فيسبوك وتويتر أيام الباكالوريا!”، فيما تساءل آخرون “كيف عرفوا أن سبب انتحار هؤلاء هو لعبة الحوت الأزرق”.