تعتيم إعلامي على قضية الجنوب..

شكري: المتعاملون مع الشرعية اليمنية (خونة)

رئيس «المجلس الوطني الأعلی للنضال السلمي لتحرير واستعادة دولة الجنوب»، الدكتور عبد الحميد شكري

علي القميشي (عدن)

هجوم لاذع شنه رئيس «المجلس الوطني الأعلی للنضال السلمي لتحرير واستعادة دولة الجنوب»، على القيادات الجنوبية التي شاركت في حكومة «الشرعية»، قبل أن تعلن تشكيل «المجلس الانتقالي» بعد قرار إقالتها من مناصبها، محذراً من خطورة الحديث باسم «المقاومة الجنوبية»، من قبل من «خانوا دماء الشهداء».

الدكتور عبد الحميد شكري، قال في حوار مع «العربي»، إن قيادة شعب الجنوب العربي ستتعامل مع من سيسيطر ويصبح صاحب القرار في اليمن الشقيق، معتبراً أن حدث مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح «شأن داخلي خاص ببلد مجاور».

كما أكد على أن المجلس طلب من رجال «المقاومة الجنوبية» أن لا يتجاوزوا الحدود للقتال في أراضي العربية اليمنية، إلا في حالات كانت المناطق الجنوبية الحدودية تتعرض للتدمير من قبل جيش الاحتلال اليمني.

لماذا تراجع نشاط مجلسكم في الآونة الأخيرة على الرغم من الحراك السياسي والإعلامي الذي تشهده الساحة الجنوبية؟

«المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لتحرير واستعادة دولة الجنوب»، حاضر ومع شعب الجنوب العربي، وهو من هذا الشعب العربي الصامد والمقاوم للاحتلال اليمني، وميليشيات الحوثي وصالح الإرهابية، ونحن موجودون على الأرض كمقاومة جنوبية أصيلة، وسنستمر حتى الخلاص وإلى الأبد من الاحتلال اليمني، أكان ذلك ما يسمى «غير شرعي» أو «شرعي»، وتحقيق الاستقلال وإعلان قيام دولة الجنوب العربي عضواً في الأمم المتحدة. 

وما نعانيه هو حصار إعلامي مطبق على من يتحدث عن استقلال الجنوب العربي، فلا مجال عند أغلب الصحف والمواقع الإلكترونية لتصريحات وبيانات ومواقف «المقاومة الجنوبية» الأصيلة و«المجلس الوطني».

 وما يجري اليوم هو استكمال سيطرة رجال الجنوب العربي المخلصين، وطليعتهم «المقاومة الجنوبية»، على الأرض، وهذا ما نؤكد عليه، وهو نشاطنا بعد المعركة الوطنية العظمى مع العدو اليمني وميليشياته الإرهابية.

هل لك أن تفسر لنا أسباب ابتعادك الشخصي عن المشهد ومغادرتك عدن؟

لم ابتعد لحظة عن نضالات شعبنا الجنوبي العربي، وأنا لم أغادر عدن إلا قبل أشهر إلى مصر، وفيها أيضاً نعمل ما نستطيع من أجل وطننا الجنوب العربي مع كل العالم، برغم الحصار الإعلامي المفروض علينا وشعبنا الجنوبي العربي، وبرغم كل الملاحم الذي اجترحها وما زال في وجه العدو اليمني، ومن يسانده، بل الحصار المفروض على شعبنا من كافه النواحي، ولكننا صامدون وسننتصر قريباً بإذن الله.

ما هو موقفك مما يجري حالياً في اليمن والجنوب خاصة بعد «عاصفة الحزم»؟

موقفنا واضح من قبل «عاصفه الحزم»، وثابت ولن يتغيير، وهو حق شعبنا في الاستقلال، وإقامة دولة الجنوب العربي، واستعادة الوضع الدولي المستقل للدولة الجنوبية عضواً في الأمم المتحدة، ومن يذهب اليوم تحت عباءة سلطات الاحتلال اليمني، ما يسمى بـ«شرعية» أو «غير شرعية»، ويتحدث باسم «المقاومة الجنوبية»، فهو خائن لدماء شهداء شعبنا، شهداء التحرير و«المقاومة الجنوبية»، الذين استشهدوا وهم يرفعون علم دولة الجنوب العربي، ويؤمنون بحقنا في الاستقلال، ونحن من أسهمنا في تربية شبابنا على هذا الهدف؛ فكيف يمكن أن يقسم اليمين الدستوريه ليحافظ على ما يسمى بالجمهورية اليمنية، وهي دولة الاحتلال التي دمرت الجنوب العربي، وقتلت عشرات الآلاف من أبناء شعبنا، منذ كارثه ما يسمى بالوحدة، أقصد هنا من ذهبوا لمناصب مع سلطات الاحتلال، بعد التحرير، وأصبحوا نفايات مع من سبقهم قبل هذه الحرب، ولن يحققوا غير الخزي والعار، وكل من يذهب ليتحدث عن أي مسمى يجمعنا مع دولة الاحتلال اليمني، ولن يقبل شعبنا إلا باعتراف اليمن الشقيق، بدولة الجنوب العربي، وتبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، ورفع علم دولة الجنوب العربي، فوق سفارتنا في صنعاء، ولا يمكن لأي مشاريع مما يروج لها الخونة والعجزة، ومن كانوا أصلاً سبباً في ما حدث ويحدث لشعبنا الجنوبي العربي.

ما هي نقاط الخلاف حسب بيانات المجلس السابقة مع قوی «الحراك الجنوبي» وأين تبدأ وكيف بالإمكان أن تنتهي؟ وعن علاقتكم بـ«المجلس الانتقالي»... كيف تقومونها؟

نحن لا نختلف مع مناضلي شعبنا الجنوبي العربي، بكل مكوناته، وخلافنا مع كل من يتبنى مشاريع تنتقص من حق شعبنا في الاستقلال، وعليكم كإعلاميين جنوبيين، أن تراجعوا مواقف الجميع، وهذا واجبكم، أكان ذلك أشخاصاً أو مكونات، فنحن خطابنا واضح، منذ التأسيس، ومواقف «المجلس الوطني» معروفة أيضاً في لحظات حاسمة، وبالذات إعلان مقاومة الاحتلال اليمني وميليشيات الحوثي وصالح في مارس 2015م، وقبل أن تاتي «عاصفة الحزم»، واليوم لا خلاف مع كل المخلصين والصادقين من أبناء شعبنا، فكلنا نقف مع «المقاومه الجنوبية»، ومن يقف اليوم ليعيدنا لما يسموه بالمطالبة بالحقوق وغيرها، نقول له: نحن أصحاب حق، والحق انتزعناه وسنتمم النصر بإذن الله.

بالنسبه للشق الآخر من سؤالكم، فقد كان موقف «المجلس الوطني» مبكراً حين دعا المدعو عيدروس الزبيدي، وهو محافظاً لسلطات الاحتلال اليمني على عدن، بعد أن أقسم اليمين بالحفاظ على دولة الاحتلال (الجمهورية اليمنية)، وخان دماء الشهداء، وأصبح مع نفايات سلطات دولة الاحتلال، حينها كان واضحاً بأن المجلس غرضه أن يكون ممثلاً للجنوبيين في حكومة الاحتلال، ويشارك في حوارات تحت مسمى دولة الاحتلال اليمني، واعتبرنا نحن حينها في تصريح نشر في وسائل الإعلام، أنها خيانة واضحة، وهو ما أصبح اليوم واضحاً، وأنتم تدركون الآن كل ما يدور، فلا يمكن للخونة أن يقودوا إرادة شعب التكليف العظيم، شعب المهمات الصعبة، شعب الجنوب العربي، ولم يحصل في كل العالم أن يقود ثورة من انتسب لسلطات دولة الاحتلال، أو من كان يعمل معها أو من وقف مع المحتلين، أكان في هذه الحرب أو في 94م.

من هو المسؤول عن تشتت قوى «الحراك» وإضعاف زخم الثورة الجنوبية؟

أولاً، «الحراك الجنوبي» لم يضعف، و«المقاومة الجنوبية» هي امتداد لـ«الحراك» الذي لم يذهب لشراكة سلطات الاحتلال اليمني أو يشارك في حوارات تحت عباءة دولة الاحتلال، واليوم «المقاومة الجنوبية» مسيطرة على الأرض، وبالتالي نحن أقوياء، ولا يوجد مكان للضعف اليوم. أما ما تعرضت له الحركه الجنوبية التحررية، بمختلف مكوناتها، فكان ذلك من قبل نظام الاحتلال، أكان ذلك في عهد المجرم صالح، أو في عهد من خلفه، أو من قبل ميليشيات الحوثي في الفترة الأخيرة، وساعدهم الخونة، وهم معروفون، واليوم، لم يعد شيئ من هذا إلا وانفضح، وطبعاً استخدم نظام الاحتلال كل الأساليب لتخريب الحركة الجنوبية التحررية، من القتل والترهيب والسجن والمضايقات وافتعال المشاكل لمناضلي شعبنا، وهناك من استطاع الاحتلال جره إلى صفه أو من جند معه داخل الحركة، وهناك الكثير ممن صمدوا وجاءت الحرب ليحقق شعبنا الجنوبي انتصاراً عظيماً رغم كل ما جرى في السابق.

برأيك، هل مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح قد يسهم في إنهاء الأزمة ويخدم القضية الجنوبية؟

اليوم، الحديث عن استكمال السيطرة وإعلان قيام دولة الجنوب العربي، وكل رجال الجنوب العربي الأوفياء والمخلصين قد التحموا في «المقاومة» من كل شرائح ومكونات شعب الجنوب العربي، من المهرة شرقاً حتى باب المندب غرباً، وإن شاء الله النصر قادم وقريب.

ونحن نعتبر أن مقتل صالح شأن الأشقاء في اليمن، وبالنسبة لشعبنا الجنوبي العربي قد اتخذ قراره وقاوم قوات المجرم صالح والحوثيين، وانتصر.

من هي الأطراف اليمنية التي تعتقد بإمكانية التفاهم معها على حلول وسط: «الشرعية»؟ «أنصار الله»؟ «المؤتمر» بعد صالح؟ أو «الإصلاح»؟

شعبنا الجنوبي العربي قيادته ستتعامل مع من سيسيطر ويصبح صاحب القرار في اليمن الشقيق، فكلهم ارتكبوا الجرائم البشعة بحق شعبنا الجنوبي العربي، وما زالوا يرتكبون المزيد من القتل والتخريب للخدمات في كل الجنوب العربي.

دائماً ما تؤكد دول «التحالف» بأنها مع وحدة اليمن، لكن البعض يراهن بأنها تدعم «انفصال» الجنوب، من نصدق برأيك؟

شعب الجنوب العربي قام بمسؤلياته في الدفاع عن الأمة، وانتصر، ونحن نراهن على شعبنا الجنوبي العربي، وطليعته «المقاومة الجنوبية»، وسنحقق الاستقلال وسيعترف العالم بدولتنا.

عملية الزج بأبناء الجنوب للقتال في صعدة، والساحل الغربي، يدعم قضيتكم أو أنه يعمد الوحدة بالدم؟

كان موقفنا واضحاً بعد تحرير معظم الجنوب العربي، وطلبنا من رجال «المقاومة الجنوبية» وشعبنا الجنوبي أن لا يتجاوزوا الحدود، إلا في حالات كانت المناطق الجنوبية الحدودية تتعرض للتدمير من قبل جيش الاحتلال اليمني، ما يسمى بالحرس الجمهوري، أو ميليشيات الحوثي الإرهابية، وصمت باقي شركاء ما يسمى بـ«الشرعية» في اليمن الشقيق، فهناك شعب لم يقاوم، وهذا بحد ذاته أصبح اليوم واضحاً، بأن كل أطراف دولة الاحتلال، ونظامه السياسي، متفقة مع صنعاء، ومن يسيطر عليها لقتل المزيد من أبناء شعبنا.

ما هي رسالتكم لأنصار الثورة الجنوبية وتنبؤاتكم للقادم بالنسبة لقضية الجنوب؟

رسالتنا هي أننا معاً حققنا النصر، ولم يبق إلا أن يتم الله نصره في القريب العاجل، على يد الأوفياء والصادقين المخلصين الشرفاء من أبناء شعبنا، وطليعتهم «المقاومة الجنوبية».

نحن لا نتنبأ بل نقول الواقع، وهو أن الجنوب العربي أصبح واقعاً، وتوصيف القضية الجنوبية لتكون تحت عباءة دولة الاحتلال اليمني لم يعد اليوم ينفع، وسقطت كل رهانات من يقف اليوم مع مشاريع تنتقص من حق شعبنا في الاستقلال، ومنها ما يروج له من قبل أولائك العجزة أصحاب المتاح والممكن... وإلخ. ونقول لشعبنا: حصحص الحق، ولن تستطيع أي قوة أن تفرض علينا أي مشاريع غير إقامة دولتنا المستقلة، عضواً في الأمم المتحدة، وإقامة تبادل دبلوماسي مع دولة اليمن الشقيق، وما نلمسه اليوم من لجوء إلى الجنوب العربي، يعد اعترافاً بأن الجنوب العربي آمن، واعترافاً بفشل كل المؤامرات لخلق الفوضى فيه، وبالتالي التسليم بحقنا في الاستقلال أصبح واقعاً إن شاء الله.