قهوة الدوحة تسكب مرة أخرى في قصر الرياض..

السعودية دون استراتيجية وقطر تؤكد اختراقها بلقاء الأحمر

الجنرال الإخواني علي محسن الاحمر وأمير قطر تميم بن حمد

خاص (عدن)

مرة أخرى تكسر صحيفة القدس العربي الحظر في السعودية وتصل إلى قصر الرياض حيث يقيم الرجل المزدوج في العلاقة بين الرياض والدوحة الجنرال الإخواني علي محسن الأحمر، الأمر الذي يؤكد غياب الاستراتيجية السعودية في اعادة جارتها المتمردة على الاجماع الخليجي.

"في مكتبه في العاصمة السعودية الرياض"، تفاخر محمد جميح الصحفي الإخواني المقرب من نظام تميم والمحرر اليمني الأبرز في القدس العربي والمقيم في لندن، وهو ثالث لقاء لهذا الصحفي في العاصمة السعودية الرياض التي تخوض حربا إعلامية ضد جارتها الدوحة المتحالفة مع إيران العدو الأبرز للعرب والخليج.

 يقول جميح ان "إن الفريق الأحمر تحدث لصحيفة «القدس العربي» القطرية عن «قهوة سكبها الحوثي للكل»، وأنه لم يبق أحد في اليمن لم يشرب من قهوة الحوثي، وأن الدور الآن جاء على الحوثي نفسه، ليشرب القهوة التي عليه أن يختارها بالنكهة التي يريد"، لكن ماذا عن قهوة قطر التي باتت تسكب في الرياض في حين يرفع الاعلام السعودي والخليج شعار الحرب في مواجهة الإهاب القطري، فهل اقتربت قطر في ان  تسقي جيرانها من القوة الإيرانية، خاصة وان السعودية باتت لا تمتلك استراتيجية في محاربة إيران وادواتها والمتمثلة في جماعة الحوثيين والإخوان الذين انضموا إلى معسكر إيران خلف الراعي الرسمي لهم "الدوحة".

لم يعد أحد يفسر ما يحصل في السعودية، فهل هناك حالة الانقسام في الحكم، وهل هناك "طرف يقف الى جانب الخليج ضد قطر المتورطة بدعم الحوثيين والتيارات الإرهابية الإخوان، وأخر لا يزال يحافظ على شعر معاوية مع الدوحة ان لم تكن قطر هي المتحكم الرئيس في الادوات الفاعلة ضد نظام الحكم في السعودية.

فالدوحة التي رعت ما عرف بثورات الربيع العربي تقف بقوة خلف التيارات الدينية التي نجحت في زعزعة استقرار الكثير من البلدان العربية، وهناك رغبة إخوانية في قلب نظام الحكم في الرياض قبل ان تسبق الرياض في قلب نظام حكم تميم المتمرد.

زجت السعودية بالعشرات من العناصر السياسية والقيادية المحسوبة على قطر في السجون، لكنها تركت المجال مفتوح امام اليمنيين الذين يديون بالولاء للدوحة، فهي لم تمنع صحيفة القدس العربي من الوصول الى الرياض في ثالث مناسبة، لعمل مقابلات مع الرئيس ونائبه، في حين تقوم الحكومة السعودية بحجب موقع الصحيفة على شبكة الانترنت.

يرتبط الأحمر بعلاقة وثيقة بنظام الدوحة، وقد سبق له وزاره خلال العام المنصرم وزار الأمير تميم بن حمد العام المنصرم وطلب منه امداد قوات الإخوان المسلمين في مأرب بالسلاح والعتاد، غير ان السعودية التي لم تبخل على الأحمر لا تزال تعتبرها رجلها الأول على الرغم من ادراكها علاقته القوية بنظام  تميم.

قال الأحمر الذي أتجه مؤخرا صوب الجنوب في محاولة لإخضاعه عسكريا للصحيفة القطرية "أنا اليوم متفائل جداً إزاء مستقبل اليمن، وواثق من النصر بإذن الله، ونحن في نهاية السبع العجاف، وسيكون اليمن في خير وعافية بعدها بفضل الله، ثم بجهود اليمنيين مدعومين من أشقائهم العرب، وأصدقائهم حول العالم".

هذا التفاؤل ربما يكشف أن الأحمر قد بات مطمئن على بقاء الجنوب ضمن الوحدة اليمنية، او بالأحرى اقترابه من استعادته السيطرة عليها بعد ان نجحت القوات الجنوبية وبدعم من التحالف العربي دحر القوات العسكرية التي سقطت بيد الحوثيين، لكن التحركات الأخيرة للحكومة الشرعية يقول مسؤولون إنها تؤكد سعي الأحمر إلى السيطرة على عدن وشبوة.

لكن ما يثير الانتباه هو ما نشرته صحيفة الـ14 من أكتوبر العريقة في عدن والتي تمتلكها الحكومة اليمنية حيث اشارت في صدر صفحتها الأولى لقاء الأحمر بصحيفة القدس العربي القطري، وهو ما يعني ان السياسة التحرير في الصحيفة قد امتلك ادواتها الأحمر.

وأكدت مصادر عاملة في الصحيفة التي تعاني من ضائقة مالية لـ(اليوم الثامن) "إن السياسية التحريرية تغيرت في الآونة الأخيرة، بعد ان وعد الأحمر بدعم الصحيفة بأموال لتسيير أمورها في ظل ما تعاني من شحة في الموارد المالية والطباعية.