الجنوبيون حرروا بلادهم من الإرهاب والانقلاب..

باحث خليجي: قيام دولة الجنوب مصلحة إقليمية

الباحث الخليجي محمد الدليمي

خاص (عدن)

قال الباحث والكاتب السياسي الخليجي محمد الدليمي "إن قيام دولة الجنوب مصلحة اقليمية استراتيجية لمحاربة حلفاء ايران والقاعدة والتنظيمات الإخوانية المتطرفة.. مؤكدا ان الجنوبيين عربا احقاق حرروا بلادهم.

وقال الباحث الخليجي في مقالة نشرتها ورقية اليوم الثامن "الاثنين" تشكل في عدن المجلس الأنتقالي ليكون مظلة سياسية وجسم تنظيمي يسعى لتحقيق أرادة الجنوبيين والتي ما انفكوا طوال سنين يعبرون عنها باشكال مختلفة بهدف نيل استقلال الجنوب العربي وتحقيق هويته الوطنية المستقلة".

وأضاف الكاتب " مما لا شك فيه ان هناك عدد من الكتاب وسياسيين يحاولون لي عنق الحقائق التاريخية والاجتماعية سعيا وراء التشكيك في قدرة هذا المجلس واهدافه بل وصل بهم الرفض الى تشبيهه بالمجلس السياسي للحوثيين في محاولة لخلط الاوراق والتشويش على عدالة قضية الجنوب العربي وهنا لا بد لي من التنبيه لملاحظة النقاط الأساسية التالية :

اولا.. ان الوحدة اليمنية ليس قرآنا منزلا او قدرا سماويا حتميا كتب على اهلنا في جنوب اليمن فهي اصلا معاهدة او اتفاقية رضائية بين طرفين متعاقدين يحق لهما او لأحدهما العدول عنها متى ما استشعر انها لا تلبي مطالبه او تحقق الغايات المرجوة منها ومن يقول بانها محاولة انفصالية فهو لا يعرف حقائق الأشياء فاليمن التي توحدت في مايو عام 1990م حصلت بها بعد اربعة سنوات فقط اول محاولة جنوبية ايام الزعيم اليمني الجنوبي علي سالم البيض وحزبه الأشتراكي اليمني للخلاص من هذه الوحدة التي قادتهم اليها متغيرات دولية معروفة ومعطيات داخلية ليتاجرون بها بعض المستفيدين والانتهازيين كقميص عثمان بوجه خصومه من حزب الاصلاح ومن ثم قاموا بدك الجنوب بصواريخهم ومدافعهم دكا ويجتاحون العاصمة عدن بقوة السلاح فعن اي وحدة  وخيار أزلي للشعب يتحدث المغرضون ؟

ثانيا.. اليمن الآن ليست دولة متماسكة ومن الطبيعي ان ترتفع مطالبات الناس بتحقيق اهدافهم المشروعة والتي تتلخص بحق استعادة دولتهم والتي لم يمر على غيابها مئة عام او قرون انما هي لا زالت طرية في مخيالهم  بل لم يستسيغوا البديل وهي كحال الدول العربية نالت استقلالها من الأنجليز عام 1967م واصبحت عضوا في الجامعة العربية والامم المتحدة والحديث اليوم عن اتفاقية الوحدة لا معنى لها فحتى الرئيسين اللذين امضيا عليها وهما السيد علي سالم البيض اصبح لاجئاً خارج اليمن واصدر بيانا واضحا يؤيد فيه بقوة قيام المجلس الانتقالي برنامجه الوطني وأما الطرف الثاني فهو رحل الى مثواه الاخير ولم تعد البلاد كما كانت سابقا فتحولت الى مقاطعات متنازعة ورئيس يقيم خارج بلده مع حكومته ويتخبط في قراراته ولا يعلم شيئا في اي اتجاه يسير ..

 فما هي صورة اليمن التي سيرسمها الجنوبيين في عقلهم وهم انتفضوا وحرروا مدنهم من قبضة الارهاب والهيمنة الحوثية ليعودوا مرة اخرى تحت عباءة حزب الأصلاح وتجار الحروب .

ثالثا.. قضية الوحدة مشروع عربي وقومي له اساساته في ازمنة مضت وحتى الزعيم القومي الخالد عبد الناصر عندما حدث الانفصال في الاقليم الشمالي (سوريا) عام 1961م والتنصل من الوحدة المصرية السورية التي قامت عام 1958م لم يرسل قواته لأستعادتها بالقوة بل قال ان الوحدة التي  تستمر بدماء الناس وتدمير الممتلكات لا نريدها.. 

وخذ مثلا بريطانيا الان تلملم اغراضها للخروج من الاتحاد الاوربي الذي دخلته  ايضا بمعاهدة وخرجت منه بأستفتاء وكذا حال جمهوريات الاتحاد اليوغسلافي والاتحاد السوفيتي ايضا اختارت كياناتها المستقلة فلماذا يصر البعض على حرمان الجنوبيون من حقهم في استعادة دولتهم وليس الانفصال ولتقم الامم المتحدة بعملية استفتاء شفافة في جنوب اليمن لتعرف نسبة المصوتين بنعم على الراغبين بقيام دولة جنوب اليمن وهذه الدولة المستعادة بالتأكيد ستكون شريكة في محاربة النفوذ الإيراني والارهاب وهم عرب اقحاح وجزء من امتهم العربية ونسيجها القومي ولن يتحولو الى كوريين او قوم  من الهملايا ؟؟

رابعا.. ان الجنوب اليمني تمتع باستقلاله وحاز على اعتراف اممي وعربي لاربعة وعشرين عاما والفترة القصيرة التي الغيت بها دولتهم لا يعتد بها فهم انتفضوا يطالبون بأستقلالهم عام 94م ودفعوا تضحيات غالية لأجلها وما انفكو طوال السنين الخوالي يعبرون عن رغبتهم في الاستقلال واذا يكون الحال افضل في وجود دولتين شقيقتين متجاورتين بسلام افضل لأستقرار المنطقة  والعالم فلم لا يكون ذلك .

وختم الكاتب "الوحدة تكمن في النفوس وليس في النصوص كما يقال واتذكر انني زرت عدن عام 96م وسألت استاذة جامعية حضرمية في جامعة عدن عن ثمرات الوحدة اليمنية لكم فردت مستهجنة  السؤال عن اية وحدة تتحدث  يا أخي فقد اجتاحتنا جحافل الشمال عام94 م والمغول فنهبوا ودمروا كل شيء حتى إفرشة الأرض في البيوت نهبوها بل انهم استولوا على كل اراض عدن ومواقعها الجميلة واصبحو الملاكين الجدد لها؟".

وأكد أن "المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن وقائده الرجل الوطني والعروبي الشجاع اللواء عيدروس الزبيدي واخوته هم نخبة تمثل كل شرائح جنوب اليمن المنكوب ولا بد من التفاهم معهم لخلق آلية حركية عقلانية للتحول الى كيان دولة اليمن الجنوبية ونشر الأستقرار وطمأنة الناس على تطلعاتهم المشروعة وان قيامها سوف يحرم القاعدة والارهاب الحوثي / الأخواني من مساحة واسعة  سوف يمكن القوى اليمنية الرافضة للانقلاب الحوثي وبمساندة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة من التفرغ لمهمة تحرير صنعاء وبقية المدن كما ان هذه الرغبة هي حق إنساني وديمقراطي مشروع ففي سويسرا مثلا اذا رغب بعض سكان شارع لغلق شارعهم لعدم الأزعاج من سير المركبات فيعملون لهم استفتاء لأتخاذ القرار فهل من العدل اليوم تجاهل رغبة وطموحات شعب بأكمله لا يريد هذه الوحدة عدا الأخوان المسلمين وشيوخهم الذين سيكون عليهم الذهاب لتحرير عاصمتهم صنعاء  وترك ما لله لله وما لقيصر لقيصر ".