التلويح ببديل للشرعية..

تحليل: كيف مهدت قطر طريق الإخوان لحكم اليمن؟

فشل الرهان على الأحمر المقرّب من النظام القطري والذي تعدّه الدوحة منذ سنوات على أنه رجلها الأبرز في

صالح أبوعوذل (عدن)

دخلت الحرب في اليمن عامها الثالث، دون اي تقدم للقوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بمناطق الشمال التي يسيطر عليها الحوثيون الموالون لإيران، فالحرب الدائرة هناك كشفت ضعف القوى اليمنية المناهضة للحوثيين، ناهيك عن ان الحسابات الاقليمية التي حالت دون الدخول في معركة حقيقية بين الحوثيين الموالين لإيران وقوات الشرعية الموالية للإخوان، والتي يبدو انها رفضت الدخول في مواجهة حقيقية ضد الحوثيين استجابة لرغبة قطرية لا تريد ان يدخل حلفاؤها في معركة يرون انها قد تستنزفهم في مواجهة الحوثيين الذين باتوا يمتلكون اسلحة متطورة حصلوا عليها من ايران، وفقا لما اوردت تقارير الأمم المتحدة.

 

الحوثيون الذين قضوا على الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بتسهيل من اطراف اقليمية عديدة بينها قطر، التي اعتقدت ان انتصار صالح على الحوثيين يعني نهاية حتمية لطموحات حليفتها إيران، جراء الخصومة السياسية المتوترة بين صالح وتنظيم الإخوان الذي تزعم الانتفاضة الشعبية في العام 2011 وحاول اغتيال صالح بقصف دار الرئاسة اليمنية بصاروخ، وهي الحادثة التي اصيب فيها صالح وفقد خلالها أبرز رجاله الذين عملوا معه طوال سنوات حكمه.

 

إن فرع تنظيم الإخوان الذي صنعه صالح في العام 1990م من أجل مواجهة الحزب الاشتراكي اليمني صاحب الميول الماركسية، عبر المجاهدين العرب الذين عادوا من افغانستان وشكلوا فيما بعد فرع تنظيم القاعدة في اليمن، وهو الفرع الأشد تطرفا، كما تصفه الولايات المتحدة الأمريكية.

 

لقد حاول صالح الانتقام من الإخوان بالتحالف مع الحوثيين الذين حاربهم في ست جولات بصعدة بدعم سعودي، لكن التنظيم سرعان ما تدارك الأمر واعلن عن فتح صفحة جديدة مع الحوثيين الشيعة، وأعلن انه لن ينجر في حرب طائفية نيابة عن السعودية التي كانت قد صنفت التنظيم اليمني حينها على قائمة التنظيمات الإرهابية.

 

اعلان الإخوان المصالحة مع الحوثيين، ربما خلط اوراق صالح، الذي كان يخطط للعودة لحكم اليمن، عن طريق نجله أحمد الذي عزله الرئيس هادي من قيادة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، تلبية لرغبة الإخوان الذين كانوا ينظرون إلى الحرس الجمهوري والقوات الخاصة على أنها قوات تدين بالولاء لعائلة الرئيس صالح.

 

والحرس الجمهوري والقوات الخاصة كانت نواة الجيش اليمني في الاحترافية القتالية، وتلقى منتسبوها تدريبات على يد خبراء من العراق والأردن والولايات المتحدة الأمريكية التي قدمت لصالح دعما سخيا لمحاربة القاعدة طوال سنوات حكمه.

 

لا شك ان صالح حاول التذاكي على الأمريكيين من خلال طلبه مزيدا من الدعم العسكري والمالي للقوات الخاصة اليمنية، دون ان يخوض اي حرب حقيقية ضد التنظيم المتطرف، الأمر الذي دفع هادي لاحقا الى القول ان صالح كان يعمل على دعم القاعدة لابتزاز الولايات المتحدة الأمريكية ودول الجوار.

 

عرف عن الإخوان التنظيم اليمني أنه هو من عمل على غرس الافكار الجهادية، حتى ان صالح ذاته قال "إنه فتح جامعة الايمان لعبدالمجيد الزنداني لمواجهة الحزب الاشتراكي الجنوبي".

 

فجامعة الإيمان تخرج فيها العديد من العناصر التي نفذت عمليات إرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، وهي الجامعة التي ظلت بعيدة عن اعين الإعلام والحكومة اليمنية.

 

انتفاضة الربيع العربي التي دعمتها قطر وركب موجتها التنظيم الدولي للإخوان ساهمت في سقوط الأنظمة في (مصر ، تونس، ليبيا، اليمن) وحرب مدمرة في سوريا تسببت في مقتل مئات الآلاف من السوريين ناهيك عن تشريد الملايين منهم.

 

وسعت الدوحة بقوة لقلب النظام في الإمارات والسعودية، إلا أن الدولتين افشلتا تلك المساعي بقوة، وهو ما دفعهما إلى مواجهة التنظيم الإخواني وتصنيفه كتنظيم إرهابي يريد زعزعة أمن واستقرار الخليج.

 

الأمر الذي دفع السعودية في العام 2014م إلى تصنيف إخوان اليمن كتنظيم إرهابي، وهو ما يعني ان الإخوان قد رفضوا مواجهة الحوثيين.

 

"لن ننجر للقتال دفاعا عن الجيش اليمني"، هكذا علقت قيادات الإصلاح قبيل لقاء جمع قادتها بزعيم الحوثيين في صعدة  في العام 2014م، قبل ان تتحدث وسائل إعلام إخوانية عن مصالحة الجماعة مع حزب المؤتمر الشعبي العام والحوثيين، وذلك لمواجهة هادي الذي كان يسعى حينها للتخلص من الإخوان والحوثيين معاً، قبل أن يرضخ هادي لاحقا لإملاءات الإخوان، تلبية لرغبة الجنرال الإخواني علي محسن الأحمر الذي يعتبره هادي صاحب الفضل في وصوله إلى سدة الحكم، خلفا لصالح الذي انقلب عليه الأحمر وأيد انتفاضة الإخوان في العام 2011م.

 

إن انقلاب الحوثيين وبدعم من قوات صالح على الرئيس هادي، كشف عن تقارب الأطراف اليمنية الثلاثية (الحوثيين والإخوان والمؤتمر)، فحين كانت مليشيات الحوثي تحاصر منزل الرئيس في صنعاء، كانت تلك الاطراف تتحاور في موفنبيك بصنعاء للتوافق على رئيس بديل لهادي، غير ان الرئيس اليمني نجح وبمساعدة زعماء قبائل في الخروج من صنعاء إلى عدن ومنها إلى الرياض، قبل ان تنطلق عاصفة الحزم بقيادة السعودية لإيقاف تمدد الحوثيين صوب الجنوب.

 

وبعد عشرة ايام من الغارات المكثفة والمقاومة الجنوبية، أعلن الاخوان تأييدهم لعاصفة الحزم ببيان سياسي، دون ان تكون لهم اي مشاركة حقيقية على الأرض.

 

انتقل الإخوان إلى مأرب التي ظلت عصية على الحوثيين، اثر الرفض القبلي للزيود القادمين من الهضبة الزيدية، لكن الإخوان استطاعوا وعن طريق الأحمر بناء قوات عسكرية ضخمة، قادرة على السيطرة وفرض تنظيم الإخوان في الحكم، وهي القوات التي ترفض التقدم صوب صنعاء لاستعادتها من قبضة الحوثيين، رغم جلوس قادة التحالف مع زعماء التنظيم الموالي لقطر، دون ان يفي الإخوان بالتزاماتهم، وهو ما دفع التحالف الى التلويح بأوراق أخرى، يعتقد انها كفيلة باستعادة صنعاء من قبضة الحوثيين.

 

يعتقد الإخوان ان إطالة أمد الحرب في اليمن سوف يعود عليهم بالفائدة العسكرية والسياسية، فحزب المؤتمر الشعبي العام من المحتمل انه سيدخل في معركة مصيرية مع الحوثيين، وسوف ينهك الطرفان، وهو ما يعني ان الإخوان يتحينون الفرصة للتقدم صوب صنعاء واسقاطها بعد ان يكون الحوثيون والمؤتمر قد خارت قواهم، ليفرض سيطرته العسكرية والسياسية على العاصمة اليمنية صنعاء، وتشير التحركات الأخيرة للإخوان إلى انهم لم تعد تهمهم معركة صنعاء، بقدر ما يهمهم اجتياح عدن مرة أخرى، بدعوى منع الانفصال ومحاولة كسب القوى الشمالية التي ترفض استقلال الجنوب، وهو ما بدأته الجماعة بالسيطرة على قرار السلطات المحلية في لحج والضالع وأبين.

 

إن التغييرات التي طرأت مؤخرا على الحكومة اليمنية والحكومة المحلية أكدت نية نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر في السيطرة على عدن وشبوة، وكانت تلك القرارات قد أقصت القيادات الجنوبية وكذا وزير الداخلية الذي دخل في خلاف كبير مع الأحمر، على الكثير من القضايا منها المالية والنفوذ في الجنوب.

 

تدعم دول التحالف العربي لملمة حزب المؤتمر الشعبي العام وذلك للدفع به للانتقام من مقتل صالح على يد الحوثيين واستعادة صنعاء، وترى الكثير من الاطراف أنه لا بد من بقاء المؤتمر كحزب قوي، نظرا لعدم وجود اي ارتباطات اقليمية او دولية له مثل جماعتي الحوثيين والإخوان، إلا ان الأخيرة ترفض ذلك وتصر على ان يلاقي المؤتمر نفس المصير الذي لاقاه صالح.

 

واحتفلت قطر باستنساخ الحوثيين لحزب المؤتمر  الشعبي العام في صنعاء، وهو ما تراه قد رسم النهاية لحزب المؤتمر الذي تقول تقارير إخبارية إخوانية إنه قد تقسم إلى ثلاثة احزاب (جزء مع الحوثيين وآخر مع هادي وثالث يسعى نجل شقيق صالح (طارق) إلى لملمته بعيدا عن الحوثيين وهادي).

 

 تقول صحف قطرية في تعليق لها على الحزب بعد مقتل رئيسه "قُتل صالح، وطُورد المؤتمريون، واُقتحمت منازلهم، وحسب تقارير حقوقية فإن العشرات من القادة العسكريين الموالين للحزب أُعدموا، فيما اُختطف سياسيون آخرون من قِبل الحوثيين، في صورة ربما تتجاوز عملية (اجتثاث) الحزب الاشتراكي اليمني، عقب حرب صيف 1994، من قِبل (صالح)".

 

ويقول كتاب من الإخوان "إن الحوثيين سيحرصون على بقاء المؤتمر لكن بصورة ضعيفة، وفق ما تقتضيه المصلحة السياسية للجماعة، ومع ذلك لن يسمحوا للحزب بأن يتجاوز خطوطهم العريضة  هذا يعني أن المؤتمر عمليا أصبح مسلوب القرار والتوجه، من قبل الحوثيين".

 

وتقول تقارير إخوانية "إن أزمة الحزب في أنه بات دمية بيد الحوثيين، بل إنه تشظى إلى نسخ متناقضة".

 

يعتقد الإخوان ان تشظي المؤتمر وتفككه سوف يمنحهم قاعدة شعبية كبيرة، خاصة وان جماعة الحوثي باتت جماعة منبوذة شعبيا واقليميا ودوليا، جراء ما تواصل ارتكابه من جرائم ضد الانسانية.

 

ولأن الإخوان كانت لهم تجربة في القضاء على الحزب الاشتراكي الذي أسس في جنوب اليمن على يد عبدالفتاح اسماعيل، فانهم يرون انه من الضرورة القضاء على حزب المؤتمر بنفس الطريقة التي انتهى بها حزب المؤتمر وأصبح فرعا من تنظيم الإخوان الذي جمع الاحزاب اليمنية تحت جناحه ليمارس عليهم دور القيادة فيما عرف باللقاء المشترك، وهو التنظيم السياسي الذي اعلن نهاية الحزب الاشتراكي اليمني إلى الأبد، وأصبح منبوذا في الجنوب قبل الشمال.

 

فالإخطاء التي ارتكبها الحزب في الجنوب على يد مؤسسه عبدالفتاح اسماعيل كانت عاملا مساعدا في القضاء عليه من قبل تنظيم الإخوان الذي انشأه صالح لهذه المهمة التي نجح فيها بامتياز وأصبح شريك تقويض الوحدة اقصى مطالب له هي استعادة مقراته التي سلبها المؤتمريون والحوثيون معا عقب الحرب، وتخلى عن القضية الوطنية التي دخل الوحدة اليمنية باسمها.

 

فالتنظيم الذي صنعه صالح لضرب الاشتراكي بات اليوم يمارس نفس دور الانتقام من المؤتمر والذي يرى انه عقبة امام سيطرتهم على الحكم في اليمن.

 

يمكن القول ان قتل صالح هو انتصار لقطر أكثر من كونه انتصارا لإيران التي تقف خلف الحوثيين، فمقتل صالح افقد الحوثيين الغطاء السياسي وتسبب بتزايد السخط الشعبي ضد الحوثيين الذين لم يرحموا حليفهم الذي قدم لهم كل شيء من اجل السيطرة على البلد واخضاعها لإيران.

 

استطاع الحوثيون ان يزيحوا صالح من امام الإخوان، فهم سيكونون البديل في ظل فشل القوى اليمنية الأخرى في المنافسة على المشهد السياسي في اليمن، بل بات الإخوان القوة الوحيدة التي انقسمت فيما بينها بين حمائم تدين بولاء المصلحة للسعودية وصقور يدينون بالولاء العقائدي لقطر وتركيا ومن خلفهما إيران.

 

إن تمدد حزب الإصلاح جنوبا بات يشكل قلقا كبيرا على الجنوبيين الذين يرفضون كل القوى الشمالية التي شاركت في الحرب ضد بلادهم، لكن المؤشرات على الأرض تؤكد تمدد الإصلاح اليمني في الجنوب، ويرى الكثيرون أن الضالع ولودر قد أصبحتا في قبضة الموالين لقطر، ناهيك عن لحج المحافظة التي أصبح محافظها من الموالين للجنرال علي محسن الأحمر، فيما يدور صراع بين الرئيس ونائبه على منصب محافظ عدن، حيث يدفع هادي بعلي هيثم الغريب القيادي الحراكي فيما يدفع الأحمر بأحد القادة العسكريين الموالين له، لكن ربما جلس هادي والأحمر للتفاوض حول ان يذهب منصب المحافظ للغريب فيما يتم تسليم قيادة المنطقة العسكرية الرابعة للأحمر، والذي يعني ان الأحمر سوف يسيطر عسكريا على ثلاث محافظات جنوبية هي عدن ولحج وابين، بالإضافة إلى مدينة تعز الشمالية.

 

مكتب محافظ الضالع الجنوبية بات إخوانيا، وفي لودر دفع رجل اعمال يمني بمليشيات عسكرية إلى البلدة الجنوبية التي عرفت بهزيمتها لتنظيم القاعدة.

 

ويبدو ان ارسال مليشيات حزبية إلى لودر ليس الهدف منه تحرير مكيراس بل السيطرة على لودر لأن تحرير مكيراس، خاصة بعد ان ظهرت بوادر ان تلك القوات تسعى للتمركز في بلدة لودر إلى جانب اللواء 115 الذي يقوده احد الموالين للأحمر، وهو ما يعني أن لودر قد تصبح ثاني بلدة جنوبية في أبين بقبضة الموالين للأحمر بعد مودية.

 

ومنذ نحو عام يرفض أبناء لودر وجود قائد عسكري يدين بالولاء للأحمر او للتيارات السياسية الشمالية، وسبق لهم أن نظموا تظاهرات مناوئة لقائد اللواء المعين من الأحمر خلفا للقيادي في الحراك الجنوبي علي حسين القفعي الذي اطيح به من المنصب بقرار من الأحمر، كما قالت مصادر عسكرية حينها.

 

يرفض ابناء لودر ان يحكمهم إخواني، فالمئات من ابناء البلدة سقطوا في معارك عديدة ضد تنظيم القاعدة التي يقولون انه مليشيات تابعة للجنرال الأحمر، وهو ما استدعى الآن ربما رفضهم لأي تواجد لقياداته في البلدة الجنوبية.

 

لقد راهنت السعودية على الجنرال علي محسن الأحمر في محاولة لتفكيك طوق صنعاء القبلي وهزيمة الحوثيين، إلا ان الأحمر لم يحقق اي شيء طوال السنوات الثلاث الماضية، فقواته التي تمتلك ترسانة أسلحة عسكرية ضخمة لم تحرر بلدة صرواح في مأرب والتي لا تزال خاضعة لسيطرة الحوثيين، فيما ظلت قوات الأحمر رابضة في جبال نهم شرق صنعاء وفي ساحل ميدي غرباً.

 

وبعد ان دخلت الحرب عامها الثالث بات من المؤكد ان رهان السعودية على الأحمر المقرب من نظام تميم والذي تعده منذ سنوات على انه رجلها الأبرز في اليمن، وباتت تدعم بروزه أكثر من الرئيس هادي المنتخب توافقياً.

 

الا ان الأزمة التي نشبت بين قطر والإخوان دفعت الأحمر الى الوقوف على الحياد، ان لم يناصر الدوحة في الكثير من المواقف.

 

وعلى الرغم من تأكيد السعودية اتهامات مد قطر للحوثيين بالأسلحة والأموال قبل الحرب وخلالها، إلا ان الحكومة اليمنية الشرعية ترفض الأدلاء بأي تصريحات مناهضة لقطر، وهو ما أكد على ان الدوحة قد باتت تتحكم في الحكومة الشرعية وظهر ذلك من خلال كسر صحيفة (القدس العربي) للحظر السعودي، ووصلت إلى الرئيس اليمني في مناسبتين ولنائبه الأحمر في مناسبة أخيرة قبل ايام.

 

ربما اتضح الآن للتحالف العربي ان قطر (العدو اللدود) قد نجحت إلى حد كبير في تهيئة اليمن، لحلفائها في الحكم وبأموال وأسلحة السعودية، فالحوثيون الذين تسعى السعودية لهزيمتهم وتأمين حدودها باتوا يتلقون دعما لوجستيا من قطر ومن الجيش اليمني في مأرب الذي اعترف رئيس هيئة الاركان العقيلي ان جنوده يبيعون المعلومات والأسلحة للحوثيين والقاعدة.

 

ربما تكسب قطر الحرب في صنعاء لمصلحتها، مستغلة غياب الاستراتيجية السعودية، التي قدمت كل الدعم العسكري والمالي بسخاء للقوات العسكرية، وهي تدرك الخلفية العقائدية لمن يحكم تلك القوات، دون ان تضع البدائل فيما اذا حاولت هذه القوات التمرد على التحالف والحكومة الشرعية، هذا اذا ما حسبت عدم التحرك صوب صنعاء تمرداً.

 

إن ظهور طارق صالح قائد الحرس الخاص للرئيس الراحل علي صالح، في الجنوب كان رسالة من التحالف العربي للحكومة الشرعية، وهو ما يشبه التلويح بخيار بديل فيما اذا اصرت هذا القوات على عدم الدخول في قتال حقيقي مع الحوثيين وتحرير العاصمة اليمنية صنعاء.

 

وقد وصلت الشرعية تلك الرسالة، وهو ما دفعها إلى الرد على لسان رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر ووزير الخارجية عبدالملك المخلافي، قبل ان تذهب وسائل إعلام تابعة للحكومة إلى اتهام التحالف العربي بإعادة قوات صالح إلى عدن، وهو ما نفته المقاومة الجنوبية التي أكدت انها لن تسمح بتواجد اي قوات شمالية في الجنوب.

 

كل المؤشرات تؤكد ان عاما آخر سوف يمر على اليمنيين ولن تضع الحرب اوزارها، بعدما لم يكن هناك تحرك من داخل صنعاء والدخول في معركة جدية ضد حلفاء إيران، لكن يبقى السؤال الأهم.. ما هي شروط الإخوان الجديدة للتحرك صوب قطر؟.

قد يشترط الإخوان على السعودية  تسوية أزمتها مع قطر والرضوخ للإمارة الصغيرة مقابل حسم المعركة مع الحوثيين، أو ان يذهب الإخوان في تسوية سياسية مع الحوثيين يتقاسم فيه الطرفان الحكم في صنعاء، مما قد يدفع قطر إلى فرض شروطها على السعودية، مقابل القضاء على الحوثيين وعزلهم، وتجد السعودية نفسها مرغمة على التعاطي مع الإخوان وترضى عنهم لحكم اليمن مقابل ان يتم القضاء على الحوثيين، وهو ما يعني ان السعودية مجبرة على خيارين احلاهما مر.