ردود فعل عاطفية لا تخدم القضية..

ماذا يعني ان يقوم طارق صالح بتجميع قواته في الجنوب؟

عناصر من الحرس الخاصة للرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح

خاص (عدن)

قالت صحيفة الايام العريقة الصادرة في عدن إن قيام العميد طارق محمد عبدالله صالح بتجميع قواته في الجنوب لشن حرب على الحوثيين فرصة سياسية ذهبية لتحرير صنعاء ودحر حلفاء طهران منها، في تعليق لها على مواقف بعض القوى الجنوبية الرافضة لتواجد صالح في الجنوب.

وقالت الصحيفة العريقة "إن ردة الفعل الانفعالية والعاطفية، التي تشعلها أحزاب سياسية معينة، لخبر تواجد طارق محمد عبدالله صالح لا تخدم أيا من أهداف الجنوبيين الكبرى (الانفصال، تقرير المصير، وفك الارتباط) بجميع مسمياتها، فجلها تعتمد على العواطف التي لا توصل إلى أي نتيجة في العمل السياسي".

ولكن الأدهى من كل ذلك تؤكد الصحيفة أن فطاحلة السياسة الجنوبيين بقوا صامتين طوال الأسبوع المنصرم، فالكل لديه مخاوفه، وغير قادر على القيادة أو إبداء الرأي حتى، خلال أزمة بسيطة شكلتها العواطف، وليس الحسابات السياسية.

وتضيف "في العام 2015م قدم الجنوبيون وأبناء عدن بالذات أسطورة في الشجاعة بصدهم العدوان على مدنهم وطردهم بنجاح جحافل الغزاة الآتية من الشمال، ولم ينسَ العدنيون بالذات أصوات المدافع والانفجارات والرصاص التي شكلت حالة رعب لم يعتادوها في مدينتهم الآمنة".

في ذلك الوقت تحرك أبناء المدينة بأنفسهم وبدون تنسيق ليخوضوا أكبر عمل مقاوم في حياتهم وعسكري في الجزيرة العربية والخليج خلده التاريخ بدمائهم وجراحهم، أما اليوم فهناك معركة من نوع آخر لم يألفه الجنوبيون ولاقى اهتمام واعتراف خارجي بذلك.

ومثلما تحرر الجنوب فإن الشمال لن يتحرر بدون أن يقوم أبناؤه وليس أبناء الجنوب بتحريره.

وتقول الصحيفة "السياسة هي فن الممكن، وأيضاً هي فن الوصول إلى الهدف بأقل الخسائر.

وتابعت "إن وجود طارق محمد عبدالله صالح لتجميع قواته في الجنوب لشن حرب على الحوثيين فرصة سياسية ذهبية، فإذا أراد التحالف تجميع تلك القوات في الجنوب لتحرير الشمال فعلى السياسيين الجنوبيين اليوم وعلى عجل انتهاز عقد صفقه سياسية يتم بموجبها السماح للقوات بالتجمع في معسكرات في أطراف المناطق الشطرية يشرف عليها التحالف العربي على أن تضمن دول التحالف حقوق الجنوبيين السياسية".

وأضافت "هذا السيناريو أفضل من تجميع القوات في مأرب إلى جانب مليشيات حزب الإصلاح، التي لن تحرر الشمال بل تتحين الفرصة لغزو الجنوب من جديد".

وقالت الأيام "إن مثل هذه الصفقة يجب أن تتم من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي بالشراكة مع السياسيين الجنوبيين وممثلين عن المقاومة الجنوبية عبر عقد لقاء مع قيادة التحالف العربي، فإن وافقت قيادة التحالف على ضمان حقوق الجنوبيين السياسية فمن مصلحة الجنوبيين الإمساك بهذه الورقة، استعداداً لخوض مفاوضات الحل النهائي التي ستأتي عبر التفاوض المباشر برعاية إقليمية ودولية وليس عبر المليونيات والمهرجانات والأحاديث العاطفية".

وشددت الصحيفة ان "على الجنوبيين أن يكونوا أكثر ثقة بأنفسهم، فإن الضامن الأكبر لحقوقهم وعدم غزوهم من جديد هو المقاومة الجنوبية، فهي اليوم مدربة ومسلحة وقادرة على الدفاع ومواجهة أي جيش يريد غزو الجنوب عنوة مرة أخرى، فجميع أراضي الجنوب تحت سيطرة الجنوبيين".