السكان: سنخسر كل شيء

لعنة الحرب تستنزف عفرين

دبابات تركية بعفرين السورية

وكالات (أبوظبي)

وصلت الحرب والعدوان التركي إلى عفرين الأسبوع الماضي، ووصلت معها ما وصفه السكان الأكراد بـ"لعنة" قد تستنفذ المدينة، وتحول الصراع السوري إلى اتجاه آخر خطير.

وأسفرت الاشتباكات التي أعقبت توغل تركيا بالمنطقة الحدودية عن مقتل العشرات، كثير منهم مدنيون، وإصابة المئات، كما تسببت في هرب آلاف السكان واللاجئين المشردين عبر الدمار إلى الجنوب والشرق، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.

    هؤلاء السكان واللاجئون مستقبلهم مهدد في عفرين وغير معروف في باقي سوريا، وفي أحدث بقاع الحرب التي يقطنها مزيج من الطوائف والأعراق المختلفة أملوا في الاختباء بعيداً عن القتال، لكنهم الآن يجدون أنفسهم محوراً لمرحلة متقلبة.

    وقال محمد حسن، أحد السكان المحليين في عفرين، إن وحدات حماية الشعب الكردية لن تتلقى مساعدة من الولايات المتحدة، لكنها أخبرتهم بأن يستخدموا الأسلحة التي قدموها إليهم في شمال شرق سوريا"، مضيفاً: "أردوغان قال إن عمليته ستستغرق سبعة أيام، لكنه يواجه مقاومة شرسة. العملية ستستغرق أطول من هذا بكثير".

    توغلت الدبابات التركية والمدرعات إلى مسافات أعمق من شمال سوريا يرافقها الطائرات المقاتلة، وبدأ أن الهدف من تلك الخطوة هو تأمين الطريق المؤدي إلى قاعدة أبو الظهور الجوية في إدلب، التي كانت تسيطر عليها إحدى الجماعات الإرهابية منذ عام 2015.

    وقال الأشخاص الذين بقوا داخل عفرين، إن أطراف المدينة تتدمر تدريجياً. وأضاف آرين من قرية بجنوب غرب عفرين، أن "هناك منازل مدمرة في جميع أنحاء المدينة، والسيارات أصبحت رماداً، وهناك كثير من الأسر المشردة من حلب وإدلب وأماكن أخرى. الآن لا أحد يعلم إلى أين يذهب".

    وقال علي (43 عاماً) وهو أب لأربعة أطفال من شرق عفرين: "الحياة لم تكن رائعة، لكن كان لدينا سلام، ولم يتدمر منزلنا بسبب هذه اللعنة الموجودة في سوريا، الآن سنخسر كل شيء مثلنا مثل كثير من الناس".

    وقالت هيفي مصطفى، المسؤول البارز في عفرين، إنه لا يمكنهم تحديد رقم محدد للضحايا، مشيرة إلى أنه حتى الآن 60 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال، هم الضحايا المعروفون، ونتيجة لذلك أغلقت المدارس وهناك حالة خوف بين الناس.

    وأضافت أن المدنيين الذين يرغبون في الهرب مسموح لهم بذلك، حيث يمكنهم الذهاب إلى الأراضي التي يسيطر عليها النظام السوري، رغم مواجهتهم لكثير من نقاط التفتيش المهينة على الطريق، لافتة إلى أن النظام السوري يتحدث عن السيادة لكنه يتعامل وكأن عفرين ليست حتى جزءاً من سوريا.

    كانت تركيا قد هددت بتمديد عملياتها إلى مدينة منبج، نقطة البداية للوجود الأمريكي في سوريا الشرقية، وزعمت أن مناطق الشمال الشرقي وعفرين يقودها حزب العمال الكردستاني الذي كانت تقاتله لمدة أربعة عقود داخل الحدود الكردية.

    وشنت تركيا هجوماً برياً وجوياً أواخر الشهر الماضي على مسلحين أكراد يسيطرون على منطقة عفرين شمال غرب سوريا بمحاذاة الحدود مع تركيا، مما فتح جبهة جديدة في الحرب السورية متعددة الأطراف.

    وأكدت الحكومة السورية، في وقت سابق الخميس، أن العملية العسكرية التركية في منطقة عفرين هي "عدوان صارخ" و"احتلال" وسيتم التعامل معه على هذا الأساس.

    وذكرت وزارة الخارجية السورية في بيان نشرته وسائل إعلام رسمية أن "العملية العسكرية التركية في شمال سوريا عدوان صارخ على الجمهورية العربية السورية وسلامة أراضيها". 

    وأشارت إلى أن "وجود أي قوات عسكرية أجنبية على أراضيها دون موافقتها الصريحة هو عدوان واحتلال وسيتم التعامل معه على هذا الأساس".