محللون يفسرون خليفة الصراع..

كيف احبطت القوات الجنوبية مخططا قطريا في عدن؟

جانب من تظاهرة جنوبية تطالب بالاستقلال عن اليمن الشمالية

خاص (عدن)

عاد الهدوء إلى مدينة عدن عاصمة الجنوب، في اعقاب تهدئة قادها تحالف دعم الشرعية لإنهاء حالة التوتر بين اطراف في الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي طالب بحكم ذاتي للجنوب، حيث رحبت اطراف التوتر في عدن بجهود التحالف العربي، ليسدل الستار عن ثلاثة ايام من المواجهات المسلحة التي عاشتها عدن، بالتزامن مع تصعيد إعلامي إخواني قطري ضد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
وأعلن التحالف العربي لدعم الشرعية إن مدينة عدن أصبحت مستقرة.

بداية الصراع

دخل المجلس الانتقالي الجنوبي الذي ينادي بحكم ذاتي للجنوب في مواجهة إعلامية مع تنظيم إخوان اليمن، وهو ما دفع الأول إلى تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية وذلك خلال تظاهرة أقيمت في عدن يوم الـ30 من نوفمبر (تشرين الثاني)، وذلك عقب ساعات من احباط عملية ارهابية كانت تعد لاستهداف تظاهرة كبرى اقيمت حينها في شارع المعلا وسط عدن.
وأعلنت شرطة عدن حينها تفكيك خلية ارهابية ومركبة ملغومة ركنت على جانب الشارع الذي احتضن التظاهرة لاحقا.
وتزايدت حدة الخطاب الإعلامي بين المجلس الجنوبي وتنظيم إخوان اليمن، قبل ان يتطور الوضع الى مواجهات مسلحة في عدن.
قبيل المواجهة

قبيل المواجهة المسلحة دعا المجلس الانتقالي الجنوبي الى تظاهرة سلمية في خور مكسر لمطالبة الرئيس هادي بأحداث تغييرات واصلاحات في الحكومة اليمنية التي يقوده أحمد عبيد بن دغر، جراء ما قال انه عجزتها في الحفاظ على الاقتصاد والعملة اليمنية من الانهيار، الا ان هذه الدعوة قوبلت بقمع من قبل قوات تدين بالولاء للإخوان، تحول الى مواجهة بين تلك العناصر المسلحة وشرطة عدن والحزام الأمني.
يقول مسؤولون أمنيون "إن مليشيات إخوانية اعتدت على تظاهرة سلمية وهو ما دفع قوات الأمن الى التصدي لتلك المليشيات".
وعلى اثر تلك المواجهات المسلحة تدخل التحالف العربي بقوة لإيقاف الاشتباكات وتحكيم لغة العقل.. مشددا على ان الجهود يجب ان توظف لمواجهة الحوثيين، وهو ما استجابت له الاطراف الحكومية والانتقالي الجنوبي، غير ان اعلام الاخوان استمر في التصعيد الإعلام ضد التحالف العربي.. وهو ما استدعاء البحث عن السبب رغم اعلان التحالف العربي انتهاء حالة التوتر وعودة الأمور الى مجراها الطبيعي.

مخطط قطري إيران لإسقاط عدن

مصادر مسؤولة في حكومة هادي المعترف بها دوليا، كشفت عن مخطط ايراني قطري لإسقاط عدن بيد تنظيم الاخوان، والدخول في تسوية سياسة مع الحوثيين لبحث تشكيل حكومة يمنية بالشراكة "يحكم الإخوان الجنوب ويحكم الحوثي الشمال"، وتظل مأرب والحديدة مناطق مشتركة لكلا الطرفين.
وما يعزز تلك الاحاديث هو ما ذهبت اليه القيادية الإخوانية توكل كرمان التي وصفت ما حدث في عدن أنه انقلاب من قبل التحالف العربي على الحكومة الشرعية، الأمر الذي دفع مهتمين الى التساؤل .. هل هو فعلا انقلاب على مشروع قطر الذي ينفذه الحلفاء المحليون من تنظيم الإخوان؟.
ويؤكد الصحافي مختار اليافعي رئيس تحرير صحيفة عدن 24 "ما حصل هو انقلاب على مشروع الإخوان التدميري، الذين كانوا يسعون لإسقاط عدن لمصلحة إيران وقطر".
وأضاف اليافعي لـ(اليوم الثامن) "ما حصل في عدن هو اعادة تصحيح وتصويب العملية السياسية والعسكرية في اليمن، هناك من اراد ارباك المشهد بالانقلاب على الحلفاء الحقيقيين للتحالف العربي وهم "الجنوبيون"، لكن هذا المشروع أحبط بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات".
وأكد اليافعي "أن الإخوان لا يريدون هزيمة الحوثيين، خاصة بعد التقارب القطري الإيراني في اليمن".
تقول الصحافية نسمة صلاح إن قطر سعت بقوة خلال الأشهر الماضية منذ تمردها على جيرانها إلى اسقاط عدن بيد الحلفاء المحليين من تنظيم الإخوان، الا ان هذا المخطط احبط بفعل التلاحم العربي بين عدن وأبوظبي والرياض".
ولفتت صلاح في حديث خاص لـ(اليوم الثامن)، إلى أن التحالف العربي نجح في وأد فتنة إخوانية قطرية في عدن، من خلال التعامل مع الاحداث التي افتعلتها مليشيات إخوانية والتي كانت تهدف الى تقويض جهود التحالف في الجنوب المحرر".

الصراع في عدن بين القوى الوطنية وجماعة الإخوان الإرهابية

قال محلل سياسي يمني جنوبي إن الصراع في عدن ليس بين القوى الجنوبية وحكومة الرئيس هادي، بل بين القوى الوطنية في الجنوب وتنظيم الإخوان الإرهابي.
وقال المحلل السياسي خالد عمر العبد في حديث لـ(اليوم الثامن) "إن الصراع في عدن، يمكن تصوره هو صراع وطني ضد تنظيم الإخوان الإرهابي الموالي لقطر وليس كما تصوره وسائل إعلام الدوحة بأنه صراع مع الحكومة الشرعية التي يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف به دولياً".
وقال "نلفت انتباه قيادة التحالف العربي بان اتهام قيادات اخوان اليمن للتحالف العربي بالأشراف على تقويض الشرعية من على منابر الاعلام القطري اشارة صريحة على التعاون بين جماعة اليمن المتنفذة في حكومة بن دغر ودولة قطر التي تعمل جاهدة على افشال مهمة التحالف العربي في اليمن ودعمها لجماعة الاخوان الارهابية التي عملت مؤخرا على تفجير الموقف من خلال مهاجمة المعتصمين سلميا في عدن".


الاطاحة بقائد عسكري إخواني على علاقة بداعش

قال مصدر عسكري مسؤول إن الحكومة الشرعية اطاحت بقائد عسكري إخواني متورط في عمليات ارهابية في عدن ومحافظات جنوب اليمني المحررة وحيازته لأسلحة ومتفجرات محضورة.
وقال المصدر "إن القائد العسكري العميد مهران قباطي تم ازاحته من قيادة اللواء الرابعة مدرع في عدن، عقب حيازته لمتفجرات محضورة من بينها مادة c4 التي تستخدم في المتفجرات.
فيما ذكرت وسائل إعلام ان القباطي المقرب من حكومة قطر على علاقة وثيقة بالتنظيمات الإرهابية.
وأورد موقع إرم نيوز خبرا أن قباطي اعترف في مقابلة مع قناة سهيل التابعة لإخوان اليمن، بوقوفه وراء هجوم إرهابي استهدف قوات النخبة في شبوة يوم الاثنين الماضي وأوقع 15 قتيلا وعشرات الجرحى.
وتتهم وسائل إعلام محلية في عدن مهران قباطي بالوقوف رواء اغتيال رجال الدين في عدن، وقد سبق ووجهت له تهمة اغتيال الشيخ السلفي عبدالرحمن العدني، عقب اختلاف القباطي معه.