الرئيس السيسي بدأ زيارة لسلطنة عمان..

القاهرة ومسقط.. سياسات هادئة وطموحات اقتصادية

زيارة السيسي هي الأولى لرئيس مصري إلى سلطنة عمان منذ 9 أعوام

وكالات (أبوظبي)

تتفق مصر وسلطنة عمان في كونهما يملكان خطين واضحين في السياسة والاقتصاد، الأول يرتكز على الحوار والسياسات الهادئة والآخر يرتكز على طموحات استثمارية تخدمها بيئة اقتصادية واعدة وخصبة.

وتعكس أول زيارة يقوم بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى عمان، منذ توليه الحكم، مؤشرات لتفاهمات ثنائية حول ملفات إقليمية عدة وإطار جديد للعلاقات المصرية العمانية، تتكأ على رغبة البلدين في الدفع بقطار التعاون الثنائي في مختلف المجالات.

وتعد الزيارة، التي بدأت اليوم الأحد، الأولى من نوعها لرئيس مصري إلى عمان منذ عام 2009 ومن المقرر أن تستغرق 3 أيام، على أن يعقبها زيارة أخرى لدولة الإمارات العربية المتحدة، بحسب ما أعلنته الرئاسة المصرية.

أفق اقتصادية جديدة 

طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، بالجامعة الأمريكية بالقاهرة يرى أن زيارة الرئيس المصري إلى عمان تعكس رغبة البلدين في توطيد العلاقات الثنائية، لاسيما في المجالات التجارية والاقتصادية.

وأضاف فهمي في تصريحات لـ"بوابة العين" الإخبارية أن هناك اتفاقا على إقامة مجلس أعمال مشترك بين البلدين، بهدف انطلاق إطار جديد من العلاقات بين القاهرة ومسقط.

من جانبه، توقع السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق ورئيس اتحاد المستثمرين العرب، أن تشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين "طفرة"، في أعقاب الزيارة، من خلال زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.

ووفق آخر الإحصاءات الرسمية، بلغت صادرات مصر إلى عُمان 23 مليون جنيه عام 2016، أما واردات مصر فكانت نحو 8 ملايين جنيه.

وفي تصريحات خاصة قال بيومي لـ"بوابة العين": إن الزيارة تعد عاملا مشجعا لتطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث سيسمح لقاء القمة بوضع خطوط عريضة للإمكانيات المتاحة لدى البلدين لزيادة حجم التبادل التجاري.

ولفت إلى أنه من حسن الحظ أن الأجندة الاستثمارية المصرية واسعة وليس قاصرة على ما تعلنه هيئة الاستثمار من مشروعات، ولكن هناك قطاعات مثل الصناعة والزراعة، إلى جانب الخدمات العقارية والسياحية ومجال الفندقة جميعها عناصر جذب للجانب العماني.

سوريا واليمن

قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن الملف السوري واليمني سيكونان على رأس القضايا الإقليمية التي ستجرى مناقشتها.

ويرى فهمي أن الملفان السوري واليمني مهمان للبلدين، وأمر بديهي أن يتم طرحهما خلال لقاء الأشقاء في عمان، مع فتح إمكانية الحديث عن الدور الذي يمكن أن تؤديه القاهرة ومسقط في تسوية هذه الأزمات.

متفقًا معه، قال عبدالخبير عطا أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط لـ"بوابة العين"، إن ملفات مثل سوريا واليمن مرشحة لتصدر أجندة المباحثات بين البلدين، مفسرًا ذلك بقوله إن القاهرة لها دور ريادي في المنطقة ما يدفعها لمناقشة تلك القضايا مع الأشقاء.

ولفت "عطا" في الوقت نفسه إلى أن "عمان بدورها تمتلك سياسة هادئة تمكنها من مناقشة هذه الملفات والبحث عن تصورات للحلول".

ذاهبًا لنفس الاتجاه، السفير جمال بيومي، مؤكدا أن البلدين لديهما قدرة على ما أسماه بـ"رأب الصدع" لأي أزمة عربية، فضلًا عن أن الأزمة السورية واليمنية هي ملفات متقاطعة تلامس وجهات النظر المتقاربة بين البلدين اللذين يستعدان لانطلاق قطار جديد من التعاون الثنائي والإقليمي على حد سواء.