أعمال فنية تدير حقبة الزمن ..

فنان يسجل العادات الفرعونية على ورق البردى بصورة طبق الأصل

فنان يرسم فرعونى على ورق البردى

وكالات(القاهرة)

أعمال فنية تدير حقبة الزمن إلى حضارة 7000 سنة، لتسلط الضوء على المعالم الأثرية وتسجل لحظات أجدادنا العظماء التى ما زلنا نفتخر بها ليومنا هذا على أول ورق تم اكتشافه وهو ورق البردى حتى تكون جديرة بنقل الحضارة بمعالمها الأولية، ينقلها إلينا الفنان رضا أبو عوف بأفكار جديدة فى مكان يحمل اسم "فن البرديات الأصلية" فى الحسين.

عادات فرعونية أصيلة، ومناظر طبيعية مصرية أصيلة و لوحات عربية عن القاهرة القديمة والفاطمية، هذا ما اشتمل عليه المكان الذى ازدحم بلوحاته من ورق البردى فى مناظر خلابة تسمح لكل زائر أن يعيش أجواء الحضارة الفرعونية القديمة بصورة طبق الأصل، يبقى السؤال الذى لا يعرفه الكثير كيف عثروا على هذا الورق القديم لينقلوا إليه هذا الفن الفرعونى، وهو الأمر الذى قال عنه حاتم محمد صاحب المكان "ورق البردى فى الأساس يتم زرعه فى الشرقية ويكون عبارة عن زرعتين صغيرتين بنجمعهم ونضعهم عكس بعض وبعدها بنحطه فى المكابس ويتفرد ويترسم عليه".

 وأضاف أن المكان له طبيعة خاصة فى فكرته القائمة على ورق البردى فقط لينقل العادات الفرعونية والمعالم المصرية القديمة التى يتم تسجيلها بنفس الطريقة التى وضعت عليه حتى تنقل الفكرة الأساسية من العصر الفرعونى بنفس ملامحها القديمة.

أما عن أحد أصحاب الأنامل الذهبية الذى استطاع أن ينقلنا بموهبته الفنية الثقيلة للعالم الفرعونى بنفس ملامحه مستعينا بكل الشواهد القديمة حتى يخرج إلينا بهذه الأعمال المدهشة الرسام رضا أبو عوف الذى أكد أن عمله فى هذا المجال جاء عن طريق الصدفة التى أهلته لها موهبته الفنية القديمة، معلقا "دراستى ليست لها أى علاقة بهذا المجال فأنا حاصل على ليسانس آداب جغرافيا دفعة 2000 وبعدها حصلت على دبلوم عام فى التربية لكن كان لدى جار يعمل فى مكتب لرسومات على ورق البردى واستغل موهبتى الفنية التى كانت فى بدايتها ليست لها أى علاقة بالمجال الفرعونى وعندما عملت معه عجبنى المجال كملت فيه".

وأضاف أنه الآن لديه مكتب متخصص فى هذا المجال يعمل فيه ويسوق لعمله فى كثير من المناطق كالغردقة وشرم الشيخ ودهب ونويبع، وقال إن ورق البردى نبات يتم تصنيفه على أنه معمر دورة حياته كل 5 سنوات ويتم حصده كل 6 أشهر، وأنه له نوعين ورق أبيض وورق بنى يتم قطعهم شرائح طول وعرض على حسب المقاسات.

وعن مصدر رسوماته وسبب اختيار هذه الأنماط الفرعونية قال "معظم الرسومات اللى بنختارها بتكون ديزاين على المقابر الفرعونية أو كتب للمستشرقين الذين عشقوا الحضارة الفرعونية ونقلوا عنها وبعدها بنكبرها فى الشغل وبندخل فيها مراحل يدوية وطباعة وبنستخدم ألوان بطريقة معينة وأقلام خاصة لنحصل على هذه الأشكال.

أما الألوان التى تفضلها الجنسيات المختلفة فى اللوحات، فأشار إلى أن الإيطاليين يفضلون اللونين الفضى والأبيض، وأن الإنجليز والألمان والروس يحبون الأحمر بدرجاته المختلفة والدهبى الغالب على الأصفر. 

وبمادة أشبه بطاقية الإخفاء، يستخدم الفنان فى لوحاته الفنية ما يعرف بالفسفورية وهى عبارة عن بدرة تتم إضافتها فوق الألوان عن طريق وسيط شفاف، فتقوم بعكس الضوء فى الظلام فتظهر اللوحات بأشكال مختلفة وأعطى مثال فى هذا الشأن "مثلا إذا كانت لوحة لمعبد أبو سمبل عند إضافة بدرة من الفسفور عليه تتحول إلى صورة نفرتيتى".

وأضاف أن أعماله الفنية لا تقتصر على الرسم الفرعونى فقط لكنها أيضا تشمل اللوحات الطبيعية التى تركز على الأهرامات والجمال والنيل ورسومات عن القاهرة القديمة، مشيرا إلى أن العرب يفضلون اللوحات التى تعبر عن الشغل الشرقى مثل القاهرة القديمة وسوق السجاد والأعمال التى تحاكى العصر الفاطمى بالإضافة للمناظر الطبيعية، أما الأجانب يفضلون اللوحات الفرعونية والمناظر الطبيعية، وأن أكثر الجنسيات توافد على هذه اللوحات الصين.