بعد تزايد حالة الانتهاكات في السجون..

هل تنجح هيومن رايتس ووتش في زيارة سجون مأرب السرية؟

أصبحت مأرب دولة شبه مستقلة عن صنعاء وعدن

صبري هاشم (مأرب)

قال مسؤولون يمنيون إن مندوبين من منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أبلغوا السلطات اليمنية رغبتهم في زيارة سجون مأرب السرية، الواقعة تحت حكم تنظيم الإخوان الموالي لقطر، في اعقاب الحديث عن انتهاكات تمارس في سجون سرية وصلت الى حد الاعدام لمعتقلين بينهم عسكريون في الجيش متهمون بالتمرد على توجيهات قيادة الجيش، وذلك لتقصي الحقائق مثل ما فعلت المنظمة في عدن وباقي محافظات الجنوب.

وذكر مسؤول أمني ومصدر في وزارة داخلية حكومة أحمد عبيد بن دغر لـ(اليوم الثامن) "إن مسؤولا في منظمة هيومن رايتس ووتش ألتقى وزير داخلية حكومة أحمد عبيد بن دغر وتحدث معه عن السجون السرية ورغبة المنظمة في زيارة محافظة مأرب التي لم تزرها المنظمة ولم ترصد الانتهاكات التي وقعت فيها وتحدث عنها الإعلام".

وبحسب موقع وزارة الداخلية اليمنية فقد ناقش معالي وزير الداخلية أحمد الميسري مع مايكل بيج نائب مدير منظمة هيومن رايتس ووتش في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، اوضاع السجون الواقعة تحت سيطرة وزارة الداخلية، وآلية تنسيق الجهود والتعاون بين الجانبين خلال الفترة المقبلة.

وبحسب المصادر فأن السيد مايكل بيج نائب مدير منظمة هيومن رايتس ووتش في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ناقش مع وزير الداخلية العديد من الانتهاكات المعلن عنها في محافظة مأرب.

كما ناقشوا الاوضاع التي تعيشها المحافظات اليمنية المحررة والواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، ومعرفة أحوال اللاجئين فيها وكيفية دخولهم إليها بالطرق غير شرعية .

وبحسب المصادر فأن منظمة هيومن رايتس ووتش تسعى إلى زيارة مأرب والاطلاع على حقيقة المزاعم حول وجود نحو 20 سجنا سريا في عاصمة سبأ.

 وتحدثت وسائل إعلام عربية عن عمليات الاعتقال واختطاف المواطنين في محافظة مأرب والمناطق الخاضعة لسيطرة الإخوان وتزايد معها عدد السجون والمعتقلات السرية، وتفاقمت معاناة المعتقلين جراء التعذيب والإخفاء القسري في السجون غير الخاضعة لسلطات قضائية".

وتشير إحصائيات لمنظمات حقوقية إلى وجود أكثر من 2000 معتقل في سجون سرية ، غالبيتهم من المدنيين والذين تم اختطافهم من منازلهم ومن الطرقات ونقاط التفتيش".

وارتفع عدد السجون في مدينة مأرب من سجنين اثنين قبل بداية الحرب إلى أكثر من 20 سجناً غالبيتها في قلب مدينة مأرب العاصمة، فيما لا تزال هناك سجون سرية التداوين والرويك، بعضها تؤل لزعماء قبائل وقيادات سياسية.

 وكشف مصدر عسكري عن وجود عسكريين معتقلين في سجون سرية في مأرب دون محاكمة بعضهم جنوبيون من محافظة أبين.

ويبدو ان الداخلية اليمنية قد أبلغت مندوب المنظمة الدولية بعدم مقدرته على زيارة مأرب.

وألمحت مصادر إلى أن حكومة بن دغر أبلغت منظمات عديدة بعدم القدرة على زيارة مأرب بدعوى الخشية من الوقوع في قبضة عناصر القاعدة التي تنتشر بين مأرب والبيضاء وشبوة.

وقال المصدر "إن الحكومة اليمنية أبلغت المنظمات انه بمقدورها الحصول على اجابات لكل الاستفسارات من خلال لقاء مسؤولين في عدن (العاصمة المؤقتة لليمن)، لكن دون زيارة مأرب او اي مدينة شمالية لا تزار تشهد حربا بين الحوثيين وقوات الحكومة الشرعية، ومأرب احدى تلك المحافظات، على الرغم من تأكيد محافظ مأرب سلطان العرادة بأنهم قد نجحوا في دفع الحرب بعيدا عن مأرب.

 قالت مصادر إعلامية في مأرب ان مسؤولا حكوميا أبلغ منظمات حقوقية دولية بأن عليهم زيارة سجون الحوثيين في صنعاء قبل زيارة سجون مأرب.

وتظل مأرب منطقة محظورة على المنظمات الحقوقية، وسط تزايد دعوات تحريرها من سيطرة جماعة الإخوان التي أغلب قياداتها من الهضبة الزيدية.

وارتفعت اصوات المطالبة بتمكين أبناء مأرب في السلطات الأمنية والعسكرية والمحلية، الا انها سرعان ما تعرضت للقمع نتج عنه سقوط عشرات القتلى والجرحى من ابناء مأرب الأصليين.

ويقول مأربيون إنهم أقصوا من حقهم في الوظيفة ناهيك عن اقصاء ابناء سبأ من المشاركة في صنع القرار السياسي والعسكري في المحافظة التي أقرها الرئيس اليمني إقليما خاصا بأبناء مأرب، قبل ان تصبح معقلا لتنظيم الإخوان التي يتزعمه قادة زيود.

وأصبحت مأرب دولة شبه مستقلة عن صنعاء وعدن، حيث انها ترفض التعامل مع قرارات الرئيس هادي وترفض حكومتها توريد الاموال الى البنك المركزي في عدن.