هزيمة "داعش" لا تعني نهايتها..

مسؤولون:بقاء القوات الأميركية للتأمين في العراق وسوريا

القوات الأميركية

وكالات

كشف رئيس فوج مقاتلي العشائر بتنفيذ عمليات تمشيط ليلية في ضواحي قضاء هيت الواقع غرب الأنبار لحماية المدينة من محاولات المتطرفين التسلل وتنفيذ عمليات متطرفة ، فيما أكد مسؤولون أميركيون، على بقاء قواتهم في سورية والعراق إلى "أجل غير مسمى" لمنع سيناريو محاربتهم على الأراضي الأميركية، وذلك عقب التصريحات الأخيرة بأن هزيمة "داعش" لا تعني نهايته وأن بعضًا من عناصره الهاربين من العراق وسورية يقدرون على تهديد المصالح الأميركية في المنطقة.وشدد رئيس فوج مقاتلي العشائر عبد الحميد النمراوي بتنفيذ عمليات تمشيط ليلية على الرغم من أن الوحدة القتالية تمتلك أسلحة أميركية خفيفة، إلا أن النمراوي ليس راضيًا عن تسليحها ويسعى إلى الحصول على المزيد من الأسلحة، فيما تمكنت قوات الأمن العراقية من استعادة السيطرة على جميع البلدات التي احتلها "داعش" في الأنبار بعد معارك استمرت لأكثر من عامين، ولكنّ المتطرفين ما زالوا يتحصنون في مناطق صحراوية ويحاولون التسلل إلى الأنبار من جديد عبر الحدود السورية.ويضيف النمراوي إن الحكومة في بغداد تخلت عنا بعدما وعدت بتسليحنا وتوفير رواتب لمقاتلينا، أرسلنا عشرات الطلبات إلى بغداد حول مشكلاتنا والإجابة هي نفسها في كل مرة، الحكومة تواجه أزمة مالية، بينما تقوم القوات الأميركية الموجودة في قاعدة عين الأسد بتدريبنا وتسليحنا تسليحًا بسيطًا بموافقة الحكومة العراقية، وذلك أفضل من لا شيء، ويقول المقاتل العشائري الذي شارك إلى جانب الجيش في معارك استعادة السيطرة على الأنبار، "تمكنا من هزيمة المتطرفين ولكنهم لن يستسلموا بهذه السهولة، خلال الشهر الماضي نفذ تنظيم "داعش" أكثر من 10 محاولات لاختراق الحدود العراقية، ولولا المعلومات التي يوفرها التحالف الدولي والطائرات الأميركية المسيرة التي تنطلق من قاعدة عين الأسد لما اكتشفنا ذلك وأجبرنا المتطرفين على العودة من حيث جاءوا".

وأضاف الحفاظ على الأمن في الانبار مهمة صعبة، وتحتاج إلى إمكانات عسكرية متطورة، والجيش العراقي للأسف ينقصه الكثير، فالقوات الأميركية التي تمتلك طائرات مسيرة ومعلومات استخباراتية وطائرات مقاتلة لمراقبة الحدود لا يمكن الاستغناء عنها بهذه السرعة، كما أن الصراعات السياسية بين الأحزاب السنية في مجلس المحافظة يثير القلق أيضًا، كما يقول النمراوي، وفي 27 من الشهر الماضي نفذت القوات الأميركية غارة جوية خاطئة في بلدة البغدادي في الأنبار أدت إلى مقتل 8 عناصر من قوات الأمن المحلية، و على الرغم من أن "التحالف الدولي" قال إن الغارة تمت بموجب معلومات أمنية عراقية، وأكدت ذلك أيضًا وزارة الدفاع العراقية، إلا أن الحادثة فتحت الباب أمام سجالات محتدمة بين السياسيين العراقيين حول مصير القوات الأميركية في البلاد بعد انتهاء مرحلة "داعش".واستغلت الفصائل المسلحة المقربة من إيران حادثة البغدادي لتجدد مطالباتها بخروج القوات الأميركية من العراق.وحتى الآن تلتزم الحكومة العراقية الصمت حول هذه القضية الحساسة، ويلجأ رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى لغة محايدة عند الحديث عن هذا بشأن عدم إثارة غضب إيران وحلفائها، وتجنب خسارة الدعم العسكري الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، لكنّ المحافظات السنية (الأنبار وصلاح الدين ونينوى) القابعة تحت وطأة الدمار ويعيش سكانها في منازل مدمرة ومخيمات النزوح، لها رأي آخر، فهي ترى في وجود القوات الأميركية عنصرًا محايدًا لعدم عودة التنظيمات الإرهابية، ومنع الفصائل الشيعية من الانتشار في المدن السنية بحجة حفظ الأمن، كما يقول مسؤول محلي كبير في مجلس محافظة الأنبار.ويقول قائد عسكري رفض الإدلاء باسمه "لنتكلم بصراحة، في اليوم الذي ستخرج فيه القوات الأميركية من مدننا سيكون يوم فرح لبقايا مقاتلي "داعش"، لأنهم يعرفون جيدًا خطر الطائرات المسيرة والغارات الجوية للتحالف الدولي".

ويضيف أن الحكومة في بغداد تعرف جيدًا أن "داعش" لم يدخل إلى الأنبار فجأة في العام 2014، بل سعى إلى تنظيم صفوفه منذ انسحاب القوات الأميركية من العراق نهاية العام 2011، وعندما توقفت الطائرات الأميركية عن مراقبة الحدود مع سورية بدأ الإرهابيون يتسللون في الصحراء الشاسعة ويتخذون من الوديان الطبيعية مقرات لهم من دون أن يراقبهم أحد، حتى حانت الفرصة للهجوم على الفلوجة ومن ثم باقي المدن.ويقول العقيد شاكر الدليمي، الضابط في الفرقة السابعة في الجيش في تصريح صحافي ،إن "داعش" يمتلك خبرة في الطرق والمخابئ بين الأودية في مدن الأنبار الكبيرة والصغيرة كما إنه يعرف طرقًا سرية عبر أنفاق أرضية طبيعية وأخرى صناعية تربط المدن ببعضها، وهناك أنفاق تربط العراق مع سورية تحت سيطرة "داعش"، ويضيف الضابط في الفرقة المنتشرة في الأنبار، أن المشكلة ليست فقط في مخابئ الإرهابيين في الصحراء، بل في مسك الحدود الطويلة بين الأنبار وسورية، هناك أكثر (600) كم من الحدود وهي مسافة كبيرة تحتاج إلى جيش كامل لتأمينها، هذه الأيام تقوم وحدات من الجيش والحشد الشعبي في حماية الحدود وتتعرض إلى هجمات متواصلة، المخاوف لدى المدن السنية لا تقتصر على عودة المتطرفين ، بل أيضًا من استمرار انتشار الفصائل الشيعية في مدنها بحجة حفظ الأمن لعدم وجود قوات محلية قادرة على إدارة الملف الأمني بعد انهيار أجهزة الشرطة صيف العام 2015، وكان انهيار قوات الشرطة المحلية في المدن المحرَّرة نتيجة حتمية بعد سيطرة المتطرفين، فالحكومة لم تعد تثق بهذا الجهاز خوفًا من اختراق المتطرفين له، ولكن إعادة الاستقرار الأمني في كل شارع ومنطقة وعودة الإيمان مجددًا بالنظام القضائي مرتبط بوجود قوات محلية وليس قوات غريبة عن سكان المدينة.و تنتشر في محافظة صلاح الدين أربعة تشكيلات أمنية غير متجانسة، الجيش، والشرطة المحلية، والفصائل الشيعية، وقوات العشائر، وتدار الشؤون الأمنية بعشوائية عبر قرارات فردية غير منسقة بعيدًا عن رقابة الحكومة العراقية، ومضى عامان ونصف العام على تحرير تكريت مركز عاصمة صلاح الدين، ولكن مجلس المحافظة المحلي فشل في توحيد هذه القوى المقاتلة وإعادة الصلاحيات الأمنية إليه بموجب قوانين السلطات المحلية في البلاد، والسبب ضعف الشرطة المحلية التي تعتبر الذراع الأمني الأساس لأي سلطة محلية.

وأكد مسؤولون أميركيون، على بقاء قواتهم في سورية والعراق إلى "أجل غير مسمى" لمنع سيناريو محاربتهم على الأراضي الأميركية، وذلك عقب التصريحات الأخيرة بأن هزيمة "داعش" لا تعني نهايته وأن بعضًا من عناصره الهاربين من العراق وسورية يقدرون على تهديد المصالح الأميركية في المنطقة.وذكرت مصادر إخبارية أميركية أن الرئيس دونالد ترمب، أبلغ قادة الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بأنه لا يحتاج إلى تفويض لبقاء القوات الأميركية في مناطق في الشرق الأوسط، حيث أفاد مسؤولون في البيت الأبيض، بأن الخطر المستمر من "داعش" يقدم لنا تفسيرًا قانونياً لإبقاء قواتنا في سورية والعراق إلى أجل غير مسمى.وأوضح نائب وزير الدفاع للشؤون السياسية، ديفيد تراخنبيرغ، في خطاب أرسله إلى الكونغرس بعد تساؤلات عن موعد انسحاب القوات الأميركية من سورية والعراق، حيث أكد قائلًا "مثلما في الماضي، سحبنا قواتنا قبل الوقت المطلوب، وتعقدت المشاكل ينتظر "داعش" أن نكرر ذلك، ويخطط لإعادة سيطرته على المناطق التي سيطر عليها، أو على بعض منها"، فيما كتبت مساعدة وزير الخارجية للشؤون التشريعية، ماري ووترز، في خطاب آخر إلى قادة في الكونغرس، "لا نبحث عن حجة لقتال حكومة سورية، أو القوات التي تدعمها إيران في سورية، لكننا، في الوقت نفسه، لن نتردد في استخدام القوة الضرورية، والمناسبة، لحماية قواتنا هناك، وقوات التحالف، والقوات الشريكة التي تعمل معنا لهزيمة "داعش" ولتقليل نفوذ تنظيم القاعدة".وأشار أستاذ القانون في جامعة "هارفارد" جاك غولدسميث، إلى أن إصرار الرئيس ترمب، وكبار المسؤولين في إدارته، على وجود حجة قانونية لإبقاء القوات الأميركية في العراق وسورية ليس إلا وضع حجة ضعيفة فوق حجة ضعيفة