على تقديم مساعدات ..

الجحيم في الغوطة بين همجية النظام وعجز العالم

مأساة السوريين في الغوطة الشرقية

وكالات

 تواصل مأساة السوريين في الغوطة الشرقية، الذين يعيشون هذه الأيام بالفعل الجحيم عينه على حد وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فبرغم قرار مجلس الأمن الدولي الذي صدر بالإجماع السبت الماضي، وطالب بوقف إطلاق النار في سوريا لمدة شهر على الأقل، وبرغم الهدنة التي أعلنتها روسيا والتي تعد من قبل الكثير من المراقبين التفافاً على قرار مجلس الأمن، والقاضية بوقف القتال خمس ساعات يومياً للسماح بخروج المدنيين من الغوطة، استمرت المعاناة.. وأي معاناة! وأضافت النشرة فى افتتاحيتها تحت عنوان “الجحيم في الغوطة بين همجية النظام وعجز العالم”، أن ما يحدث في الغوطة أمر غير مقبول، وهو جريمة بكل معنى الكلمة، بل وهمجية يندى لها الجبين، ولا يجوز للعالم “المتحضر” أن يقف مكتوف الأيدي.. يعبر عن قلقه ويندد ويحذر ويتوعد؛ بينما اعتاد النظام وحلفاؤه من الروس والإيرانيين تجاهل كل ذلك لسبب بسيط جداً، هو أنه لا يخشى أي ردة فعل دولية ترقى إلى حجم جرائمه؛ فحتى قرار مجلس الأمن الذي وافقت عليه روسيا نفسها – بالطبع على مضض، وبعد نحو أسبوع من النقاشات – لم يُحترم مطلقاً، بل واصلت روسيا نفسها وقوات النظام القصف بشكل بشع؛ وقد أكدت الأمم المتحدة والمرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل العشرات منذ إصدار القرار وبعد دخول الهدنة الروسية حيز التنفيذ الاثنين الماضي، وكأن العالم بالفعل يعيش في مرحلة انحطاط أخلاقي غير مسبوق، حيث تنتهك كرامة البشر بشكل يصعب وصفه، وتسلب حياتهم أمام العالم من دون أن يحرك ساكناً، بينما تُشن حروب على دول وتدمر بلدان بأكملها لمجرد شبهة وجود أسلحة دمار شامل.عجز دوليونبهت إلى أن العجز الدولي عن وقف المجازر وإنهاء الصراعات المسلحة في العديد من مناطق العالم ليس بجديد؛ وسبب ذلك لا يخفى على أحد: علاقات القوة وتضارب المصالح وتراجع دور القيم والأخلاق في العلاقات الدولية بشكل مثير للفزع، ولكن ربما تكون الحالة السورية فريدة من نوعها من حيث إظهار مدى عجز المجتمع الدولي عن وقف مأساتها، فبرغم قرارات مجلس الأمن التي تصدر بين فترة وأخرى، وبرغم وجود إجماع دولي على ضرورة وضع حد لهذه المأساة التي قتل فيها حتى الآن ما يقرب من نصف مليون إنسان “إنسان وليس حيواناً”، جلهم من المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء، وشرد الملايين في داخل سوريا وفي مختلف أصقاع الأرض، فلا يوجد حتى الآن أي أفق لحل ينهي هذه المأساة الإنسانية التي تعتبر الأسوأ في تاريخ البشرية منذ الحرب العالمية الثانية.مأساة الأطفالوأضافت “ولا يبدو بعد كل هذه المعاناة وتلك المجازر التي تنقل نقلاً حياً ومباشراً للعالم في مشاهد محزنة، أن العالم يتعظ، فقد حدثت مثل هذه المجازر من قبل حتى في سوريا نفسها، وحلب، كانت شاهداً حياً لم تكشف بعد حجم وطبيعة ما تعرضت له من عملية إبادة، وهناك أيضاً مئات، بل آلاف المجازر التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأبرياء، ومع كل ذلك، أثبت المجتمع الدولي من جديد عجزه التام عن القيام بواجبه في حماية المدنيين الذين أصبحوا ضحية ووقود صراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل.. بل إن الأطفال الذين يتعرضون للإصابات وينجون من الموت لا يدركون ما الذي يجري لهم، ولعل صورة ذلك الطفل السوري عمران دقنش الذي أخرجته فرق الإنقاذ من تحت الأنقاض، تختزل مأساة أطفال سوريا، وغيرهم من ضحايا الحروب والصراعات”.وخلصت النشرة إلى أن عجز المجتمع الدولي أمر صارخ، وهو بكل تأكيد، وأياً تكن الأسباب والمعطيات، لا يمكن تبريره ولا يجوز استمراره.