تركة الرجل المريض..

تحليل: هل اقتربت نهاية حكومة أحمد بن دغر؟

رئيس الحكومة اليمنية أحمد بن دغر يستمع باهتمام إلى القيادية الإخوانية توكل كرمان

عدن تايم (عدن)

أكثر من أي وقت مضى، باتت الحكومة الشرعية برئاسة د. احمد بن دغر، تنتظر إطلاق رصاصة الرحمة الأخيرة عليها، فالحكومة التي كانت منسجمة خلال فترة تولي خالد بحاح رئاستها، قبل مجيء بن دغر في مطلع ابريل2016م، خضعت لعدة تعديلات وزارية على أسس حزبية وشخصية بحسب القرابة الشخصية لجلال هادي نجل الرئيس .

ومنتصف فبراير المنصرم، غادر بن دغر منفردا العاصمة المؤقتة عدن الى الرياض حيث يتلقى العلاج حاليا، عقب تسريبات رئاسية لخبر إقالته، وهو ما بات مرجحا منذ احداث أواخر يناير الماضي والتي تطورات الى صدام مسلح بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المواليه للشرعية وانتهت بسيطرة الانتقالي على العاصمة عدن، قبل تدخل التحالف للسيطرة على الوضع في المدينة.

وتمثل الحكومة الحالية والتي تتكون من 38 وزيرا، عبء على الموازنة شحيحة الموارد، في ظل دعوة رئيس الجمعية العمومية الجنوبية اللواء/ أحمد بن بريك والتي تبناها مستشار الرئيس هادي عبدالعزيز المفلحي لتشكيل حكومة طوارئ من 10- 15 وزيراً في ظل الظروف التي تمر بها البلاد.

وفيما يرقد بن دغر على سرير المرض، يتوزع وزراء حكومته بين العواصم: عدن والرياض والقاهرة، بين مشمولين بمنع من مغادرة عدن عقب الأحداث الأخيرة، وآخرون ممنوعون من العودة اليها بسبب تغليبهم انتمائهم السياسي وتجاوزهم للتحالف او العمل علانية ضد التحالف الداعم للشرعية كما هو الحال مع وزير النقل المعين حديثا صالح الجبواني والذي واصل هجومه على دولة الإمارات تنفيذا لأجندة قطرية كما يرى المراقبين.

وتعصف الخلافات بالشرعية في الرياض، حيث استدعي الجبواني من قبل الرئيس هادي، عقب تصرفاته الأخيرة التي اثبتت اختراقه للشرعية وولائه لمليشيا الحوثي وقطر ، بالإضافة إلى اتهامه محافظ شبوة بتهريب الأسلحة لمليشيا الحوثي، وحديثه عن فشل الشرعية في المحافظات المحررة، وبحسب المصادر فقد هدد الرئيس هادي الجبواني بإقالته.

وكان وزير النقل الجبواني بارك دخول الحوثيين الى صنعاء وتقرب منهم في تلك الفترة من خلال الإساءة المستمرة للرئيس هادي طمعا في الحصول على منصب، وبعد ان اندحرت مليشيا الحوثي وتلقيها الهزائم عاد الجبواني للتقرب من بعض أطراف الشرعية من خلال ظهوره على قناة الجزيرة لمهاجمة التحالف العربي لإرضاء حزب الاصلاح الذي رشحه للرئيس هادي ودعمه وزيرا للنقل، وهو ما قوبل باستياء شعبي واسع ورافض للقرار الذي وصف باختراق للشرعية من قبل دول معادية .

وكان مستشار الرئيس هادي عبدالعزيز المفلحي فتح النار مؤخرا على حكومة بن دغر، مرجعا أحداث عدن الأخيرة الى المطالب شاملة ولا تخص الجنوبيين فقط، نظراً لحالة الفشل التي رافقت تلك الحكومة طوال مسيرتها أمنياً وتنموياً وعسكرياً، للاسف الشديد الفشل كان واضح في كل القطاعات والتنموية وكانت الخدمات شبة متوقفة في المناطق المحررة، وما كان يتم هو عمليات ترقيع هنا أو هناك، وهذا بدوره لا يمثل الشكل الصحيح للعمل التنموي المرتب والمخطط على المدى البعيد، ومن هنا كانت المطالبات الشعبية للرئيس هادي بإقالة الحكومة، وطالب كافة القوى السياسية الجنوبية وعلى رأسها المجلس الإنتقالي والحراك الجنوبي وبقية القوى الأخرى للمطالبة بإقالة الحكومة.

ولفت المفلحي في حوار مع سبتونيك الروسية ان: عملية التغيير تتطلب وقت كافي وليس كما يعتقد البعض، والإشكالية في القوى السياسية نفسها، لأن التشكيل الحكومي هنا يقوم على المحاصصة والتقاسم، ومن هنا يمكننا القول أن القوى السياسية تتحمل جزء من عملية الفشل الحكومي، داعيا الى إعطاء فرص متساوية للجميع، ومن بداية الحرب كان يفترض، وهذا من وجهه نظري الشخصية "أن تحظر الأحزاب وتدار الدولة بحالة الطوارىء وحكومة أزمة من الكفاءات وتكون مختصرة وليست بهذا الحجم المفزع.