ماذا تعرف عن "ملحمة قناة السويس" بباريس؟

استعدادات كبرى تجري في العاصمة الفرنسية لإقامة المعرض الضخم "ملحمة قناة السويس.. من الفراعنة إلى القرن الحادي والعشرين"، في معهد العالم العربي خلال الفترة من 28 مارس(آذار) الجاري ولغاية 5 أغسطس(آب) المقبل، وذلك بالتزامن مع اقتراب الذكرى الـ 150 لافتتاح قناة السويس التي تُصادف العام القـادم 2019.

وتتضمن فعاليات المعرض ندوات وجلسات تعريفية بتاريخ قناة السويس، وورش عمل مبتكرة، وحفلاً موسيقياً للفنانة المصرية دنيا مسعود، كما ستُعرض معزوفات من أوبرا عايدة التي وضعها الإيطالي جوزيبي فيردي بمناسبة افتتاح القناة العام 1869، وذلك إضافة لعرض مجسمات ولوحات فنية فريدة لافتتاح قناة السويس، ومخطوطات ومواد فيلمية تسجيلية سينمائية نادرة تروي تاريخ القناة وتطوّرها عبر الزمن وصولاً لافتتاح مشروع القناة الجديدة في 2015، وقطعاً أثرية من العصور القديمة تستعيد قصة التطوّر التاريخي لهذه الملحمة، وتروي للزائر التحدّيات الإنسانية التي دمغت تاريخ هذا المكان الرمزي.

وأكد معهد العالم العربي في باريس أنّ الغاية من إقامة المعرض هي توثيق إحدى أهم المنشآت الحضارية التي بناها الإنسان على مرّ العصور، واصفاً قناة السويس بأنها تاريخ ما زال يجري منذ 4000 سنة، حضرت في مشهده شخصيات هامة وقوية وتحديات خارقة في هذا المكان الاستراتيجي الذي سمح بالتواصل بين حضارات 3 قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، حكاية تسلط الضوء على نهضة سياسية واقتصادية وثقافية لأقدم دول العالم.

ووجّه المعهد الدعوة للجمهور الأوروبي والعربي لحضور المعرض، بقوله: "تعالوا نحيا ملحمة قناة السويس، حدث جديد مرتقب في معهد العالم العربي، بالصور والنصوص والفيديو، وحتى عبر الخيال والصعود الفوري على الممر المائي الاصطناعي الأكثر شهرة في العالم، والذي حفرته يد الإنسان منذ العصور القديمة".

وقال أمين المعرض والمُشرف عليه، كلود مولار: "نحن لا نبدأ المعرض باختراع السينما، لكننا نتعامل مع 4 آلاف سنة من التاريخ بطريقة سينمائية عن طريق اللجوء إلى وسائل إنتاجية استعراضية غنية كمقاطع الفيديو ووسائل التخيّل".

وكشف مولار، أنّه تمّ طرح فكرة المعرض للمرّة الأولى، خلال مُشاركة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة في أغسطس(آب) من عام 2015 بعد حوالي عام من انطلاق أعمال المشروع في إنجاز مصري جديد تحقق خلال فترة قياسية، وأشار لخطط نقل المعرض إلى مصر في عام 2019 بمناسبة مرور قرن ونصف على افتتاح القناة، في حين تستضيف مدينة مرسيلية الفرنسية المعرض كذلك خلال الفترة من 17 أكتوبر(تشرين الأول) 2018 ولغاية 31 مارس(أذار) 2019.

والمعرض الذي يجول بالزائر كذلك في جمال الطبيعة المصرية، يستعرض أيضاً مرحلة تأميم قناة السويس من قبل الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر في عام 1956، ومن ثمّ الاضطرابات السياسية في النصف الثاني من القرن الماضي، بما في ذلك الحروب مع إسرائيل في عام 1967 و1973.

ويؤكد المستشار الثقافي في معهد العالم العربي د.جيل جوتييه، أنّ الخوض في تاريخ قناة السويس يقود لاستكشاف تاريخ العالم بأسره، وتاريخ الحضارات الكبرى التي تحالفت مع بعضها أحياناً، وتواجهت فيما بينها أحياناً أخرى بغية التحكم بهذا الشريان العصبي الهام للتجارة بين البشر، مُشدّداً على أن التطرّق لملحمة القناة إنما يعني الخوض بعوامل وركائز النهضة الاقتصادية التي حققتها أقدم دولة في العالم.