ترجمة خاصة..

تقرير روسي: الشمال سيرفض أي حل يأتي لصالح الجنوب

قوات موالية لحكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي

خاص (عدن)

كشف تقرير روسي عن رغبة لدى القوى الشمالية الموالية للحكومة الشرعية في الدخول بتسوية سياسية مع الحوثيين.. مؤكدا ان القوى الشمالية لا يمكن لها ان توافق على حل يأتي لمصلحة الجنوب.

وقال التقرير الذي أعده أندرو كوريبكو  - وهو محلل سياسي أمريكي مقيم في موسكو متخصص في العلاقة  الإستراتيجية الأمريكية في الأفرو أوراسيا -  على صعيد الوضع العسكري المتعرج الذي يبدو في الوقت الحالي ؛ لا يستطيع أي من الطرفين فرض  إرادته على الاخر  ، ولكن الملاحظة الأكثر أهمية هي أن الإرادة السياسية للسلام موجودة بشكل ثابت في المناطق المحررة في الشمال.

وأكد التقرير الذي ترجمه الاستاذ في جامعة عدن عبدالمنعم بارويس لـ(اليوم الثامن) " قدم الحوثيون والرئيس السابق لجنوب اليمن مقترحات سلام مشابهة نوعًا ما لإنهاء الحرب الدائرة في  اليمن. وكانت  الخطوة الأولى في هذا الاتجاه على هامش  مؤتمر فالداى الأسبوع الماضي الذي كان حول دور روسيا في الشرق الأوسط ، حيث أقترح  علي ناصر محمد ، الذي ترأس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من 1980 إلى 1986 ، خطة من ثمان نقاط لحل النزاع ومن ضمن تلك النقاط كان اقتراحه الفريد هو "الشروع في حوار بين جميع القوى السياسية حول إقامة دولة فيدرالية من دولتين". وكان هذا  إشارة واضحة  إلى استيلاء المجلس الانتقالي الجنوبي على عدن ، عاصمتهم السابقة ، من حكومة هادي في نهاية كانون الثاني / يناير بعد أن رفض الزعيم المعترف به دولياً إصلاح حكومته وأمر أن تستخدم  القوة ضد  المحتجين الجنوبيين.

لطالما اعتبرت الفيدرالية " كتسوية" بين حلفاء الحرب السعودية والامارات الذين شنوا الحرب من اجل إعادة تنصيب هادي كرئيس لليمن بينما يعتقد ان الأخير لديه نهج موات لنهج الانفصاليين الجنوبيين.

من المثير للاهتمام بالنسبة  لاقتراح الحوثيين ، انه عكس ما اقترحه الزعيم اليمني الجنوبي السابق ، وإن كان كل الطرفين  يريد  انهاء الحرب مع الفروق الدقيقة الخاصة بينهم ، مع اجراء انتخابات جديدة ، ودعم مجلس الأمن لها ، على الرغم من أنهم يختلفون حول بعض الجوانب الفنية؛ اذ أن الجنوب يريد حلاً فدرالياً ، بينما يقترح الحوثيون أن جميع القضايا المتنازع عليها سوف يتم البت فيها عن طريق استفتاء ، مع ما يترتب على ذلك من نتائج وأنه سيكون على مستوى البلاد حيث سيكون لدى الشمال الأكثر اكتظاظاً بالسكان السلطة الانتخابية لرفض أي اقتراح يأتي لصالح الجنوب.

 يبدو أن قضايا الحكم الذاتي لليمن الجنوبي والإصلاح الدستوري المقابل في البلاد لإضفاء الشرعية على هذا الوضع المطلوب هي الفرق الرئيسي بين مقترحات السلام لكل طرف.

على صعيد الوضع العسكري المتعرج الذي يبدو في الوقت الحالي ؛ لا يستطيع أي من الطرفين فرض  إرادته على الاخر  ، ولكن الملاحظة الأكثر أهمية هي أن الإرادة السياسية للسلام موجودة بشكل ثابت في المناطق المحررة في الشمال.

يمكن استنتاج أن الكل اصبح غاضبا  تماما من هذه الحرب ، خاصة أغلبية السكان  التي تقطن في الشمال والتي اضطرت إلى تحمل العواقب الإنسانية التي لا يمكن تحملها لحرب التحالف ضد الحوثيين السنوات الثلاث الماضية؛ في المقابل  وعلى افتراض أن الرئيس اليمني الجنوبي السابق كان يتحدث بشكل شبه رسمي؛ و يختبر الوضع في فالداي عن إمكانية  التوصل إلى نتيجة مفادها  على  المجلس الانتقالي الجنوبي ان   "يعدل" طموحاته الاستقلالية و يقبل بالدخول في فيدرالية ، على الأقل في هذه المرحلة ، والتي هي بالطبع مطلب سعودي قبل ان تكون مطلب حوثي  لأسباب مختلفة ، من اجل تسهيل بدء حوار لانهاء  هذه الحرب.

في المستقبل القريب ، من المرجح أن تعدّل جميع الأطراف مواقفها إلى حد ما مع التزامها سياسيا لبعضها البعض في التحضير لمحادثات سلام حتمية ؛ ويمكن لروسيا أن تلعب دورا استراتيجيا في تسهيل ذلك بالتوسط أو ربما حتى استضافة هذا الحوار. كل ذلك سيحدث  في نهاية المطاف.

*عبدالمنعم بارويس مترجم وكاتب صحفي جامعة عدن

** أندرو كوريبكو  محلل سياسي أمريكي مقيم في موسكو متخصص في العلاقة  الإستراتيجية الأمريكية في الأفرو أوراسيا ،   والرؤية العالمية للصين في ربط طريق الحرير الجديد ، والحرب الهجينة.

ترجمة خاصة باليوم الثامن