أنتخابات 2016..

"فيس بوك" ينظر في أكبر اختراق من قبل شركة عملت لصالح ترامب

تعليق فيس بوك لشركة ساهمت في فوز ترامب (أرشيف)

24
أعلن "فيس بوك" أنه علّق حساب شركة "كامبريدج اناليتكا" الأمريكية لتحليل المعلومات التي عملت لصالح حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الانتخابات الرئاسية عام 2016، وذلك بعد تقارير عن جمع الشركة لمعلومات من الصفحات الشخصية لملايين الناخبين الأمريكيين على الموقع الأزرق بدون موافقتهم.

وذكرت صحيفتا "نيويورك تايمز" الأمريكية و"اوبزرفر" البريطانية أن الشركة سرقت معلومات من 50 مليون مستخدم للفيس بوك في أكبر خرق من نوعه لموقع التواصل الاجتماعي الأكبر في العالم، لاستخدامها في تصميم برامج بإمكانها التنبؤ بخيارات الناخبين والتأثير عليها في صناديق الاقتراع.

وتم تعليق حساب منظمة "ستراتيجيك كوميونيكيشن لابوراتوريز" أيضاً التي تتبع لها الشركة، إضافة إلى حسابي ألكسندر كوغان عالم النفس من جامعة كامبريدج وكريستوفر وايلي الذي يدير مؤسسة تدعى "يونويا تكنولوجيز".

وحصلت "كامبريدج اناليتكا" على تمويل يقارب 15 مليون دولار من صندوق استثماري للملياردير روبرت ميركر الذي يعد من أكبر المتبرعين للحزب الجمهوري، وأوردت "اوبزرفر" أن رئيس الشركة في ذلك الوقت كان ستيف بانون الذي تم طرده من وظيفته كمستشار لترامب الصيف الماضي.

وكتب نائب رئيس فيس بوك بول غريوال على الموقع "عام 2015 علمنا بأن كوغان كذب علينا وانتهك سياسات منصتنا عبر تمرير معلومات من تطبيق متصل بفيس بوك لكامبريدج اناليتكا، وهي شركة تتعاطى العمل السياسي والحكومي والعسكري حول العالم"، مضيفاً أن "كوغان تقاسم المعلومات المسروقة مع كريستوفر وايلي".

وتمت عملية جمع معلومات مستخدمي فيس بوك عبر تطبيق أنشأه كوغان يحمل اسم "ذيس إز يور ديجيتال لايف" (هذه هي حياتك الرقمية) الذي قدم خدمة إجراء اختبار للتنبؤ بشخصية المستخدم، وأدرج التطبيق على فيس بوك تحت وصف "تطبيق بحثي يستخدمه علماء النفس".

وقام 270 ألف شخص بتنزيل التطبيق ما سمح لكوغان بالدخول إلى معلوماتهم الشخصية مثل المدينة التي يقيمون فيها كما هو مدون على صفحتهم، إضافة إلى المواد التي حازت إعجابهم، وقالت اوبزرفر إنه "مع ذلك فإن التطبيق جمع معلومات أيضاً عن أصدقاء الذين أجروا الاختبار، ما أدى إلى مراكمة قاعدة معلومات تشاركية قوية عن عشرات ملايين الأشخاص".

ولكن فيس بوك تراجع لاحقاً عن هذا الادعاء بسرقة المعلومات، وأصدر بياناً جديداً أمس السبت اعتبر فيه أن البيانات التي تمت إساءة استخدامها انحصرت بهؤلاء الذين أجروا بشكل تطوعي الاختبار الذي يقدمه التطبيق حول الشخصية، وقال غريوال "الناس قدموا معلوماتهم بمعرفتهم، ولم يتم اختراق أي نظام أو سرقة أي كلمات مرور أو أجزاء حساسة من المعلومات".

وأعلنت شركة "كامبريدج اناليتكا" أنها على اتصال مع فيس بوك من أجل حل هذه المسألة بأسرع ما يمكن، وألقت باللوم على كوغان في عملية إساءة استخدام البيانات وقالت إنها قامت بإلغاء كل البيانات التي تلقتها من شركة قام هو بتأسيسها وتحمل اسم "جي أس آر" (غلوبال ساينس ريسيرتس).

وأكدت الشركة "لم يتم استخدام أي بيانات من (جي أس آر) من قبل كامبريدج اناليتكا في إطار الخدمات التي تم تقديمها لحملة دونالد ترامب الرئاسية عام 2016".

وقال وايلي الذي كشف القضية لاحقاً من تلقاء نفسه في حديث مع الصحيفة "لقد استغللنا فيس بوك لحصد الصفحات الشخصية لملايين الأشخاص، وبنينا نماذج لاستغلال ما عرفناه عن هؤلاء الأشخاص واستهداف شياطينهم الداخلية، هذه هي الأسس التي قامت عليها الشركة بأكملها".

وبالرغم من اأ كوغان حصل على المعلومات بطريقة مشروعة إلا أنه خرق سياسات المنصة عبر تمرير المعلومات إلى "كامبريدج اناليتكا" ووايلي، وفق فيس بوك.

وقال فيس بوك الذي لم يذكر كيف تم استغلال المعلومات إنه "أزال التطبيق عام 2015 عندما تم اكتشاف عملية اختراق المعلومات، إلا أن كوغان أبلغهم بأن البيانات التي تم الحصول عليها قد تم اتلافها".

وكتب غريوال "قبل عدة أيام تلقينا تقارير بأنه على عكس الشهادات التي أعطيت لنا، لم تتم إزالة كل البيانات"، مضيفاً "نحن نعمل بكثافة لتحديد دقة هذه الادعاءات، وإذا كانت صحيحة فإن هذا خرق آخر غير مقبول للثقة والالتزامات التي قطعوها"، وتابع "قررنا تعليق صفحات كامبريدج اناليتكا(أس سي أل) وصفحتي وايلي وكوغان في موقع فيس بوك بانتظار معلومات أكثر".

وتعتبر شركة "كامبريدج اناليتكا" الوحدة الأمريكية لشركة "أس سي أل" البريطانية التي تعني بالتسويق السلوكي، وبرزت على الصعيد العالمي بعد أن استأجرت خدماتها مجموعة داعمة لبريكست من أجل جمع المعلومات واستهداف الجمهور.

والشركة تخضع لتحقيق في البرلمان البريطاني حول الطريقة التي تتعامل بها مع المعلومات، وقالت مفوضة الاتصال البريطانية اليزابيث دينهام أمس "نحن نحقق في الظروف التي قد يكون تم من خلالها الحصول على بيانات فيس بوك واستخدامها بطريقة غير شرعية".

وأضافت أنه "جزء من تحقيقاتنا المستمرة في مسألة استخدام تحليلات البيانات لأهداف سياسية، وهذا التحقيق تم فتحه للنظر في كيفية استخدام الأحزاب السياسية والحملات والشركات ومنصات التواصل الاجتماعي في بريطانيا للمعلومات الخاصة للأشخاص وتحليلها بهدف استهداف الناخبين".

وذكرت نيويورك تايمز أن نسخاً من البيانات التي تم جمعها ما زالت على شبكة الإنترنت وأن فريقها تمكن من الاطلاع على بعضها.