الخلايا الإرهابية والميليشيات المسلحة..

أدوات إيران لزعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي

إيران تعتمد على الخلايا الإرهابية والميليشيات المسلحة لزعزعة الأمن والاستقرار

وكالات (أبوظبي)

تظل إيران، بتدخلاتها المستمرة في شؤون دول المنطقة، ودعمها للعديد من الميليشيات المسلحة، وفي مقدمتها جماعة الحوثيين الإرهابية، التهديد الرئيسي لأمن واستقرار المنطقة، والعقبة أمام إيجاد حلول لأزمات المنطقة المختلفة.

في الوقت الذي تطالب فيه العديد من القوى الدولية إيران بالتوقف عن سياساتها العدائية المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة، والتزام مبادئ حسن الجوار، فإنها لا تلتفت إلى ذلك كله، وتواصل سياسة التصعيد، سواء في استمرار التدخل في شؤون دول المنطقة، أو في تقديم الدعم المالي واللوجستي للعديد من الميليشيات الإرهابية، حيث تواصل تسليح ودعم الجماعات الإرهابية كالحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، والجماعات والخلايا الإرهابية في كل من العراق وسوريا.

الدور الإيراني التخريبي في زعزعة الأمن والاستقرار في دول المنطقة بدا واضحاً خلال الأيام الماضية في الاتهامات الصريحة التي وجهتها العديد من دول المنطقة لطهران، فقد أعلن وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، أول من أمس الأحد، تفكيك خلايا إرهابية مرتبطة بإيران وميليشيات حزب الله اللبناني، والحشد الشعبي بالعراق، قوامها أكثر من 350 شخصاً، خلال 2017. لافتاً في الوقت ذاته النظر إلى أن أهم العمليات الأمنية الوقائية التي تم تنفيذها، أسفرت عن إلقاء القبض على (47) عنصراً إرهابياً من العناصر الرئيسية، ينتمي أغلبهم إلى ثلاثة تنظيمات إرهابية، تمت إدارتها وتمويلها من العناصر الموجودة في إيران. وفي الوقت ذاته، اتهم عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، أول من أمس الأحد، إيران بمواصلة تهريب الأسلحة والصواريخ للميليشيات الحوثية في اليمن بهدف الاعتداء على المملكة وشعبها ومصالحها الحيوية. مشيراً إلى أن «تدخلات إيران في شؤون المنطقة تشعل الفتن الطائفية، وميليشيات الحوثي تنفذ أجندة إيران في اليمن».

لقد بات واضحاً أن إيران تعتمد على الخلايا الإرهابية والميليشيات المسلحة في العديد من دول المنطقة لزعزعة الأمن والاستقرار في دول الجوار والمنطقة بوجه عام، فالاتهامات التي وجهتها كل من مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية إليها مؤخراً تستند إلى حقائق ومعطيات دامغة، فقد كشفت التحقيقات التي أجرتها السلطات البحرينية مع عناصر الخلايا الإرهابية التي تم إلقاء القبض عليها في العام الماضي بوضوح، أنها تلقت تمويلاً من إيران، وأن بعض عناصر هذه الخلايا كان ينسق مع الحرس الثوري الإيراني لتدريبهم في معسكرات يشرف عليها، واشتملت أعمال التدريب على كيفية استخدام الأسلحة النارية وتصنيع المتفجرات والعبوات بجميع أنواعها والتدريب على اقتحام المباني وحرب المدن، وكذلك محاولة اغتيال عدد من المسؤولين والشخصيات العامة واستهداف رجال الأمن، وحرق وتدمير المنشآت النفطية. كما تقدم إيران الدعم إلى العديد من الحركات الســياسية المعـــارضة فــي مــملـكة البحرين، كجمعية الوفاق ذات الولاء الواضح لإيران، إلى جانب ائتلاف 14 فبراير الذي تشكل في أعقاب الأحداث التي شهدتها مملكة البحرين في فبراير 2011. وتزايدت وتيرة التدخل الإيراني في البحرين في أعقاب اعتقال السلطات البحرينية لأمين عام جمعية الوفاق علي سلمان في شهر سبتمبر 2016، الذي حكم عليه بـالسجن 9 سنوات، ووصل إلى درجة مطالبة إيران السلطات البحرينية بسرعة الإفراج عنه، بل حذرت حينها من استمرار اعتقاله على أمن البحرين في لهجة بدت تهديدية وتحريضية على العنف في المملكة.

أما فيما يتعلق بالصواريخ الباليستية التي تطلقها ميليشيا الحوثي الإرهابية تجاه المملكة العربية السعودية، والتي تزايدت بصورة ملحوظة خلال الأيام الماضية، فالمؤكد أن إيران تقف وراءها، فقد كشف تقرير تابع للأمم المتحدة، أعدته مجموعة من الخبراء مؤخراً، أن الصواريخ التي تستخدمها ميليشيا الحوثي تم صنعها في إيران، ما يؤكد علاقة إيران بهذه الصواريخ، وانتهاكها قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وخاصة القرار رقم 2216، الذي يفرض على الدول الامتناع عن تسليح تلك الميليشيات الإرهابية.