مراوغات الدوحة لن تحل الأزمة..

خبراء: وقف تمويل الإرهاب حل وحيد لعودة العلاقة مع قطر

قطر لم تغير من سياستها الداعمة للإرهاب

أحمد شعبان (القاهرة)

أكد خبراء استراتيجيون وعلاقات دولية في مصر، أنه لم يصدر من الدوحة ما يؤكد أنها غيرت من سياستها الداعمة للإرهاب، موضحين أن إصرارها على عدم تغيير سياستها تجاه قضايا الإرهاب ونشر التطرف والكراهية في العالم، وتدعيم علاقاتها مع بعض الدول الراعية للإرهاب مثل إيران، يؤجج الصراع ويزيد من المشاكل بين قطر والدول الأربع المقاطعة لها (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، وأن الحل الوحيد لعودة العلاقات مع الدوحة هو التراجع عن الموقف المتجمد ووقف تمويل الإرهاب.

وأشار الخبراء إلى أن مراوغات قطر لن تزيد من موقف الدول الأربع إلا توحداً وثباتاً، وأن هذه الدول لن تغير من سياستها تجاه الدوحة، ولن تنهي المقاطعة وتستأنف علاقاتها بقطر، إلا إذا أعلن نظام الحمدين وقف تمويل الإرهاب على مستوى العالم، وقام بطرد القيادات والكيانات الإرهابية المقيمة في الدوحة.

دعم الإرهاب
وفي هذا الإطار قال اللواء أركان حرب دكتور طلعت موسى، رئيس كرسي الاستراتيجية والأمن القومي بكلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن قطر لم تغير من سياستها الداعمة للإرهاب، مشيراً إلى أن الدول الأربع، ما زالت مستمرة في مقاطعة قطر لاستمرار دعمها للإرهاب والتنظيمات والكيانات الإرهابية، وأن هذه الدول لديها من الأدلة والوثائق التي تتكشف للعالم كل يوم على تورط قطر وضلوعها في دعم وتمويل العمليات الإرهابية في كثير من الدول، مؤكداً أن قطر بدعمها للإرهاب وعلاقتها بإيران وإسرائيل تهدد الأمن القومي العربي، وتسعى لتفتيت الدول العربية، وتعادي جيرانها بوجود عناصر من القوات المسلحة التركية والإيرانية.

وأشار إلى أن قطر بإصرارها على إيواء المنظمات والشخصيات الإرهابية على أرضها، مثل جماعة الإخوان الإرهابية وقيادات من حماس وطالبان وجبهة النصرة، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأنها تقف بقوة وراء الأحداث الإرهابية التي تقع في كثير من الدول العربية وأنها ضالعة فيها، وأنها لم تغير من سياستها تجاه قضية دعم وتمويل الإرهاب، مشيراً إلى أن قطر حاربت جيرانها من دول الخليج العربي باللجوء إلى إيران، وتأجيج الصراعات، ومحاولة التدخل في شؤون بعض الدول العربية والخليجية، ودعم بعض الكيانات والتنظيمات الإرهابية لمحاولة الانقلاب على السلطة في هذه البلاد.

وأشار إلى أنه لا يمكن التسامح مع الدور التخريبي التي تلعبه قطر في المنطقة من خلال دعمها للإرهاب. مطالباً الدول العربية والخليجية أن تضع قيوداً وعقوبات أكبر على قطر، والتعامل معها بكل حسم وقوة، وتستمر في مقاطعتها للتراجع عن موقفها الداعم للإرهاب، خاصة أنه يتكشف في كل يوم وثائق وأدلة تؤكد ضلوع الدوحة في عمليات إرهابية في ليبيا وسوريا واليمن ومصر.

استمرار الأزمة

من جانبه، أكد الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن التعنت القطري يؤدي إلى استمرار الأزمة والمقاطعة، مؤكداً أن الحل الوحيد للحفاظ على النظام القطري وعودة استئناف العلاقات مع الدوحة هو التراجع القطري عن الموقف المتجمد من المطالب المشروعة وخاصة وقف تمويل الإرهاب، مشيراً إلى أن الدوحة مصممة ألا تتعامل بإيجابية مع قائمة الـ 13 الخاصة بالمطالب العربية والخليجية لإنهاء الأزمة، والخضوع لتلك البنود، وخاصة وقف تمويل الإرهاب.
وأشار إلى أن إصرار قطر على عدم تغيير سياستها تجاه قضايا الإرهاب ونشر التطرف والكراهية في العالم، ولجوئها إلى التعامل مع بعض الدول الراعية للإرهاب مثل إيران، يؤجج الصراع ويزيد من المشاكل بين قطر والدول الأربع. مشيراً إلى أن قطر بتعنتها وتمسكها بدعم الإرهاب تتجه دائماً إلى التصعيد وليس للتهدئة واستمرار الأزمة الراهنة. وأشار إلى أن قطر ما زالت تقدم دعماً سياسياً ومالياً لهذه التنظيمات الإرهابية، وتوفر منصات إعلامية داعمة لهذه التنظيمات، وكذلك توفر ملاذات آمنة للقيادات الإرهابية، مثل حركة طالبان التي أقامت لها مكتب تمثيل في الدوحة. بالإضافة إلى دعم الميليشيات المسلحة، مثل الحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان. مشيراً إلى أن قطر ما زالت تستخدم الكذب والمراوغة في المحافل الدولية لتبرئة نفسها من تهمة دعم وتمويل الإرهاب.

وأشار إلى أن كثيراً من الدول العربية والغربية لديها ما يثبت تورط قطر في عمليات إرهابية كبيرة، مؤكداً أن الدول الأربع، كان لها الحق في مقاطعة قطر لدعمها للإرهاب، لأن هذه الدول، استندت إلى الأدلة والوثائق على تورط قطر وضلوعها في العمليات الإرهابية. مؤكداً أن دول المقاطعة لديها الاستعداد للجلوس إلى مائدة المفاوضات مع النظام القطري، وإنهاء الأزمة الخليجية، إذا أظهرت الدوحة حسن النية في العودة إلى البيت الخليجي والعربي، وتخليها عن سياستها الداعمة للإرهاب ونشر فكر الكراهية. ومؤكداً أن تصريحات وزير الخارجية السعودي تهدف إلى عودة قطر والحكومة القطرية إلى رشدها، وأن تكون قطر جزءاً من المصالح العربية للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، وليس الطعن في ظهر الأمة العربية.