حكايات كأس العالم..

قصة مونديال الأرجنتين 1978.. الأسوأ فى التاريخ

دانييل باساريلا قائد الأرجنتين بعد الفوز بكأس العالم 1978

وكالات
تتواصل الحكايات عن كأس العالم ولن تنتهى أبداً، وقبل كل بطولة لا يتوقف الحديث مطلقاً عن أجمل الذكريات والأحداث المثيرة التى شهدتها البطولة الأكثر جماهيرية حول العالم طوال تاريخها، والأمر نفسه سوف يحدث قبل انطلاق النسخة المقبلة فى روسيا من صيف العام الحالى 2018. 
 
اعتبر كثيرون أن بطولة كأس العالم التى أقيمت فى الأرجنتين عام 1978 كانت هى الأكثر إثارة للجدل والأسوأ فى التاريخ على الإطلاق، بسبب ما شهدته من أحداث غريبة قبل وأثناء وبعد نهايتها، وبسبب اختلاطها بالسياسة بشكل كبير.
 
الأرجنتين وقتها كانت تحت إمرة حكم عسكرى بقيادة الجنرال خورخى فيديلا، وذلك بعد عامين من قيادته انقلاباً عسكرياً فى البلاد، ضد رئيسة الجمهورية إيزابيل بيرون، وكان فيديلا متهماً بالزج بمعارضيه فى السجون والمعتقلات واختطاف أطفالهم، وهو الأمر الذى دفع النجم الهولندى يوهان كرويف للامتناع عن المشاركة مع منتخب هولندا فى البطولة، بعد تعرضه لتهديدات بالاختطاف هو وأسرته حال مجيئه إلى الأرجنتين، وذلك بسبب انتقاداته لسياسات البلاد.
 
الديكتاتور الأرجنتينى فيديلا
 
فى البداية شهدت البطولة جدلاً تحكيمياً، وخاصة فى مباراة البرازيل والسويد بالدور الأول، فبعد أن كانا متعادلان 1 / 1 احتسبت ركلة ركنية للبرازيل فى اللحظات الأخيرة، ونجح زيكو فى توجيه الكرة برأسه داخل الشباك، ولكن المثير أن الحكم الويلزى كلايف توماس أطلق صافرته أثناء تواجد الكرة فى الهواء قبل دخولها المرمى معلناً نهاية المباراة، ورفض احتساب الهدف تماماً، وسط دهشة برازيلية.
 
 
المثير فى الأمر أن هذه البطولة كانت موجهة بشكل مثير نحو فوز الأرجنتين باللقب، وهو ما وضح جلياً من خلال إقامة مباريات التانجو ليلاً، بعد إقامة جميع مباريات المنتخبات الأخرى، وذلك بهدف التعرف على نتائجهم حتى يتسنى لأصحاب الأرض تحقيق النتائج التى تقودهم للأدوار التالية.
 
الأمر حدث بعد مباراة البرازيل أمام بولندا فى إطار منافسات الدور الثانى، الذى كان يقام وقتها بنظام مجموعتين تضم كل منهما 8 منتخبات، حيث أن منتخب السامبا فاز على بولندا 3 / 1، وهذا ما كان يستوجب على الأرجنتين أن تفوز على بيرو بستة أهداف نظيفة، لكى تتأهل للنهائى، نظراً لأن فارق الأهداف كان لصالح البرازيل.
 
بعيداً عن أن المباراتين لم تقاما فى نفس التوقيت نظراً لأن تلك القاعدة لم تكن مُطبقة آنذاك، ولكن المثير أن الأرجنتين تمكنت بالفعل من الفوز على بيرو بستة أهداف دون رد، فبعد خروجها متقدمة 2 / 0 فقط فى الشوط الأول، سجلت 4 أهداف فى الشوط الثانى، لتتأهل للنهائى.
 
 
هذه المباراة أثارت جدلاً كبيراً حول وجود تلاعب فى النتيجة، ووُجهت اتهامات عِدة للأرجنتين بأنها دفعت رشاوى مالية لمنتخب بيرو، بعدما ساومت الحكومة البيروفية على الإفراج عن مواطنين من بيرو مسجونين فى الأرجنتين مقابل نتيجة المباراة، فضلاً عن اتهامات أخرى بأن الأرجنتين أرسلت كمية كبيرة من الحبوب لبيرو.
 
وكان أكثر من وُجهت له الاتهامات من لاعبى بيرو هو حارس المرمى رامون كيروجا، الذى قيل إنه كان يمتلك حسابات مالية فى بنوك أرجنتينية، إلا أنه لم يتم التأكد من ذلك، كما أشارت الصحافة البرازيلية إلى إنه مولود فى الأرجنتين من الأساس.
 
وكان ما حدث فى مباراة الأرجنتين وبيرو كفيلاً بأن يقوم الفيفا بتعديل قوانينه فى مونديال إسبانيا 1982، حيث قرر وقتها أن تقام كل المباريات الأخيرة فى مرحلة المجموعات فى توقيت واحد لإرساء مبدأ تكافؤ الفرص.
 
المباراة النهائية نفسها شهدت جدلاً كبيراً حيث هدد لاعبو هولندا بالخروج من أرض الملعب، بعدما تعمد لاعبو الأرجنتين تأخير انطلاق المباراة بهدف زعزعة ثقة لاعبى الطواحين، الأمر الذى دفع الصحافة الهولندية لمهاجمة البطولة بشدة بعدما خسر منتخب بلادهم اللقب، إثر فوز الأرجنتين 3 / 1، بفضل تألق ماريو كيمبس الذى سجل هدفين فى هذه الأمسية، ليقود بلاده للفوز بلقب المونديال لأول مرة فى التاريخ، غير أن البطولة ظلت إلى يومنا هذا هى الأكثر إثارة للجدل بل والأسوأ على الإطلاق.