مكاسب كبرى في المؤشرات الأميركية..

وول ستريت تقود الأسواق للارتفاع متخطية الأزمة الروسية

أغلقت على أكبر مكاسب يومية في نحو عامين ونصف

وكالات (أبوظبي)

ما إن التقط المستثمرون أنفاسهم قليلا أول من أمس مع تداول أنباء قد تفضي إلى انفراجة في أزمة الرسوم الأميركية التي تهدد بنشوب حرب تجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين على مستوى العالم، حتى لاحت أزمة طرد الدول الغربية للدبلوماسيين الروس، والتي أسفرت عن عودة المخاوف بشكل «عابر» إلى الأسواق.


وأسفرت المخاوف الجديدة عن توجه صعودي جديد لأسعار الذهب بداية من عصر الاثنين، كما دفعت الأسهم الأوروبية إلى إغلاق منخفض يوم الاثنين، لكن أسواق الأسهم الأميركية تجاهلت خلال التعاملات تلك التوجهات، لتغلق على أكبر مكاسب يومية في نحو عامين ونصف، ووالتها الأسواق الآسيوية، ثم الأوروبية، صباح الثلاثاء.. قبل أن يسفر هدوء المخاوف وانتعاش الدولار عن تراجع أسعار الذهب لاحقا.


ومع بداية تعاملات الأسبوع، وبعد افتتاحية صباحية متراجعة، قفزت المؤشرات الثلاثة الرئيسية في بورصة وول ستريت مع انتهاء تعاملات الاثنين بقيادة قطاع التكنولوجيا مع انحسار مخاوف نشوب حرب تجارية بفعل تقارير عن أن الولايات المتحدة والصين ترغبان في التفاوض بشأن الرسوم الجمركية وأوجه الخلل التجاري.


وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 669.4 نقطة، أو ما يعادل 2.84 في المائة، إلى 24202.6 نقطة، بينما صعد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 70.29 نقطة تعادل 2.72 في المائة إلى 2658.55 نقطة، كما زاد المؤشر ناسداك المجمع 227.88 نقطة، 3.26 في المائة، إلى 7220.54 نقطة.


وساهمت مشتريات صائدي الصفقات في ارتفاع الأسعار للاستفادة من تراجع الأسعار بشدة خلال الأسبوع الماضي، حيث كان مؤشر داو جونز قد وصل يوم الجمعة إلى أقل مستوى له منذ 4 أشهر في الوقت نفسه، تحمس التجار لشراء الأسهم مع تراجع أسعارها من ناحية، وتراجع المخاوف بشأن مواجهة تجارية محتملة بين الصين والولايات المتحدة.


وعقب الارتفاع الكبير في وول ستريت، سجلت الأسهم اليابانية ارتفاعا قويا الثلاثاء مع انحسار المخاوف من حروب تجارية قريبة، ما ساهم في صعود قطاعات مثل صناعة الرقائق.


وأغلق المؤشر نيكي القياسي مرتفعا 2.7 في المائة مسجلا 21317.32 نقطة. واتسم أداء أسهم التكنولوجيا بالقوة وارتفعت شركات صناعة أشباه الموصلات، فزاد طوكيو إلكترون 2.9 في المائة وأدافنتست كورب 2.6 في المائة. وزاد المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 2.7 في المائة أيضا ليصل إلى 1717.13 نقطة.


ومع افتتاح التعاملات الأوروبية أمس، صعدت الأسواق تأثرا بارتفاع نظيرتها في أميركا وآسيا، وربح المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.4 في المائة صباحا متجها صوب تحقيق أفضل أداء في سبعة أسابيع، وتصدر المؤشر داكس الألماني مؤشرات دول المنطقة مرتفعا 1.8 في المائة.


وفي أسواق العملات، هبط الدولار الأميركي «تحت الضغوط» الجيوسياسية، إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع مقابل سلة عملات كبرى مساء الاثنين، لكنه ما لبث أن عاود الصعود مجددا ظهيرة الثلاثاء مع التفاؤل حيال الأزمة الأميركية الصينية.
وصباح الثلاثاء، كان مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة تضم ست عملات كبرى، منخفضا بنسبة 0.44 في المائة إلى 89.044. بعد أن سجل أضعف مستوى له منذ فبراير (شباط) الماضي.. لكن الدولار عاود الانتعاش لاحقا، ليسجل 89.62 الساعة 12:20 بتوقيت غرينتش، متبادلا اتجاهه مقابل اليورو والجنيه الإسترليني.


ومع انخفاض الدولار الصباحي، ارتفعت أسعار الذهب للجلسة الثالثة على التوالي أمس الثلاثاء، خاصة في ظل متابعة المستثمرين للتوترات المتصاعدة بين روسيا والغرب. وفي الساعة 07:39 بتوقيت غرينتش، كان السعر الفوري للذهب مرتفعا 0.16 في المائة عند 1355.19 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن لامس 1356.66 دولار في وقت سابق من الجلسة مسجلا أعلى مستوياته منذ 16 فبراير وكانت عقود الذهب الأميركية الآجلة تسليم أبريل (نيسان) مستقرة عند 1355 دولارا للأوقية.


وقال ستيفن إينس، مدير التداول لدى أواندا، في مذكرة: «أسعار الذهب تواصل الصعود مع تراجع الدولار، رغم انتعاش أسواق الأسهم بفعل انحسار المخاوف من إمكانية نشوب حرب تجارية بين الصين والولايات المتحدة.. واقعيا هناك العديد من اضطرابات السوق المرتقبة والتي تواصل جعل الذهب وجهة مفضلة للتحوط من المخاطر».


لكن مع سريان موجة الاطمئنان في الأسواق ظهر أمس، وتحسن الدولار، تراجعت أسعار الذهب نحو مستوى 1346.90 عند الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش على موقع «ماركيت ووتش».