الثور الآشوري..

قاعدة حجرية عمرها جاوز 150 سنة في ميدان لندن

محطة جديدة تبعث الروح في تاريخ العراق

وكالات(لندن)
استقبل ميدان الطرف الأغر الشهير بقلب العاصمة البريطانية لندن، نسخة مقلدة من الثور المجنح العراقي، لتستقر على قاعدة حجرية عمرها جاوز 150 سنة، تخليدا للتمثال الأصلي.

 عرض الفنان الأميركي المتحدر من أصول عراقية مايكل راكويتز، الأربعاء، نسخة مقلدة من تمثال الثور المجنح الآشوري، الذي دمره مقاتلو تنظيم داعش في العراق عام 2015، في ميدان الطرف الأغر في قلب العاصمة البريطانية لندن.

وصنع راكويتز هذه النسخة التي تحمل اسم “ذي اينفيزيبل إينيمي شود نات ايكزيست” (العدو الخفي يجب ألا يكون)، من عشرة آلاف علبة صفيح فارغة من علب شراب التمر العراقي، وهي الأحدث بين 11 تمثالا سيجري تدشينها للعرض على القاعدة الحجرية الرابعة في الميدان والتي أقيمت في عام 1841 لنصب تمثال فارس عليها لكن ظلت خالية لمدة 158 عاما بعد نفاد التمويل.

وسيحل الثور المجنح محل تمثال ضخم ليد ترفع إصبع الإبهام نحته ديفيد شريغلي، ويظل في مكانه حتى عام 2020، بعد ذلك يحل محله عمل للفنانة البريطانية هيذر فيليبسون.

ويحاكي هذا المجسم تمثال الثور المجنح (شيدو لاموسو) الذي بقي صامدا عند مدخل نينوى في شمال العراق منذ سنة 700 قبل الميلاد إلى حين تدميره على يد مقاتلي تنظيم داعش.

وقال راكويتز “أرى هذا العمل بمثابة ظل للأصلي وكرمز للأرواح البشرية التي لا يمكن إعادة تكوينها ولا تزال تبحث عن ملجأ”.

وهذا التمثال الجديد جزء من مشروع أوسع لإعادة تشكيل أكثر من سبعة آلاف قطعة نهبت من المتحف العراقي في 2003 أو دمرت بعد الحرب في العراق.

ويعد ميدان الطرف الأغر واحدا من أهم المقاصد السياحية في لندن وتكثر فيه إقامة الاحتفالات الرسمية والمراسم والاحتجاجات.

ويأتي هذا العرض لهذه النسخة، على خلفية فوزها العام الماضي بفرصة العرض في ميدان الطرف الأغر في لندن.

وقال رئيس بلدية لندن صادق خان إن العمل الفني يمثل “بادرة مقاومة” في مواجهة المتشددين الإسلاميين والجهات المعادية للثقافة. وأشار إلى أن 20 مليون شخص قد يعاينون التمثال خلال العامين المقبلين، ما يجعله من أكثر معالم الفن المعاصر استقطابا للزوار.

وأضاف خان “هو يبعث برسالة واضحة وصريحة مفادها: لن نضعف أو نرهب أو نجبن، سنبقى متحدين”. وتابع “ماضيك يحدد مستقبلك. تروعني فكرة القدرة على تفجير تماثيل وإعادة كتابة التاريخ بطريقة ما”.

ويبلغ طول التمثال 4.5 أمتار ويزن 6 أطنان وهو مصنوع من 10500 عبوة لشراب التمر تمثل صناعة كانت مزدهرة في العراق قبل أن تنهكها الحروب.

وقال راكويتز إن “التمثال يرمز بنظري إلى أمور كثيرة. الأمر يتعلق بالمساس بإنسانية الشعب العراقي وبالخسائر التي مني بها”. ولفت إلى تراجع أعداد أشجار النخيل في العراق من 30 مليونا في 2003 إلى حوالي ثلاثة ملايين حاليا.