تأجيج الصراع..

ما خيارات السعودية بعد ثلاث سنوات من القتال في اليمن؟

يواجه ولي العهد ووزير الدفاع السعودي ضغوطا دولية لوقف الحرب في اليمن

وكالات

انقضت ثلاث سنوات على الحرب في اليمن بين التحالف الذي تقوده السعودية، وحركة "أنصار الله" الحوثية المدعومة من ايران، وبدأت الرابعة دون وجود أمل على الإطلاق في وقفها، بالرغم من الكوارث الإنسانية التي خلفتها، والمعاناة التي يكابدها المدنيون اليمنيون.

وبدل أن تبدو مؤشرات التعب من القتال على قوات وساسة الطرفين واقتناعهم بأن الحل السياسي أكثر احتمالا من الحسم العسكري بعد حرب ضروس دخلت عامها الرابع، عمد الطرفان إلى تأجيج الصراع.

فالتحالف السعودي يواصل غاراته الجوية على أهداف الحوثيين ويضرب حصارا على البلاد جوا وبحرا وبرا. فيما الحوثيون "خلدوا" مرور ثلاث سنوات على اندلاع الحرب بإطلاق سبعة صواريخ دفعة واحدة ولأول مرة باتجاه أهداف سعودية. وخلف الهجوم قتيلا وجريحين.

تطورات الحرب في اليمن تمضي من سيء إلى أسوأ على كل المستويات: حصيلة القتلى تجاوزت 14 ألف مدني بينهم 5 آلاف طفل وامرأة فيما ارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من 22 ألفا بينهم 5000 طفل وامرأة أيضا. هذا إضافة الى وفاة أكثر من 2100 وإصابة أكثر من 800 ألف جراء تفشي داء الكوليرا في البلاد.

منظمة أوكسفام الإنسانية البريطانية، والتي أوردت هذه الاحصائيات قبل شهور، وصفت الوضع الانساني في اليمن بأنه الأسوأ في التاريخ. وقالت إن أكثر من 11 مليون طفل يمني يتضورون جوعا وباتوا مهددين بخطر المجاعة.

وبحسب إحصائية نشرها المركز القانوني للحقوق والتنمية، في صنعاء فقد تجاوز عدد النازحين مليونين و650 ألفاً وبلغ عدد المنازل المدمرة والمتضررة جراء قصف طيران التحالف 410 ألف. كما دمر في عمليات القصف 15 مطاراً و14 ميناءً و2144 طريقاً وجسراً، إضافة الى 16000 مبنى آخر بينها مساجد ومدارس ومنشآت جامعية ورياضية، ومستشفيات ومحطات لتوليد الكهرباء، وخزانات شبكات المياه ومحطات اتصالات، ومنشآت تجارية وحقولا زراعية وأسواقا تجارية، ومصانع ومخازن غذاء ومزارع للدواجن والمواشي.

ميدانيا لم تتمكن "عاصفة الحزم" بالرغم من إعادة تسميتها بعملية "إعادة الأمل" لاحقا - والتي أطلقتها القوات المسلحة السعودية في بداية الحرب لدعم حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا - من حسم معاركها ضد الحوثيين الذين تعتبرهم الرياض مدا للنفوذ الايراني في شبه الجزيرة العربية وخطرا على أمنها واستقرارها. لكن ايران تنفي أي تدخل لها في اليمن أو تقديم دعم عسكري للحوثيين.

ومما يزيد الطين بلة ويعقد الوضع القائم بعد ثلاث سنوات على اندلاع هذه الحرب، وضخ السعودية والإمارات لمليارات الدولارات في قتال حركة الحوثيين دون القدرة على القضاء عليها عسكريا، وجود مؤشرات على تحرك قوة تدعمها الإمارات لإسقاط شرعية الحكومة المعترف بها دولياً وبروز مخاطر من تحول حلفاء محليين للسعودية والامارات إلى قتال بعضهم البعض في جنوب البلاد.

وحتى الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي كان التحالف يراهن عليه لقلب مسار الحرب بإنهاء دعمه للحوثيين قتل على أيديهم أواخر العام الماضي. ومنذ ذلك الحين لم تصدر عن التحالف أي إشارة على وجود استراتيجية جديدة لإنهاء الحرب.

ولربما ترى الرياض وحلفاؤها في الوقت الراهن، ورغم حديث ساستها بين الفينة والاخرى عن حل سياسي للصراع، أن النصر العسكري على الحوثيين وطردهم من صنعاء، بدعم الأسلحة والمعلومات المخابراتية الأمريكية، بات ضروريا أكثر من أي وقت مضى لوقف زحف النفوذ الإيراني المتنامي في الشرق الأوسط.