دراسات أجريت..

أقدم تصوير لمريم العذراء في سوريا

لوحة منقوشة لمريم العذراء وجدت وسط سوريا

وكالات(دمشق)

أظهرت دراسات أجريت مؤخراً على مجموعة من الآثارات، أن لوحة منقوشة وجدت وسط سوريا قد تكون فعلاً أقدم تصوير لسيدة مريم العذراء في العالم أجمع.

وبحسب دراسة تم نشرها مؤخراً في عدد مارس – أبريل (آذار – نيسان) من مجلة “المراجعة الأثرية للكتاب المقدس”، فإن لوحة تم العثور عليها بين أثارات “دورا-اوروبوس”، وهي واحدة من أقدم الكنائس على الأرض، قد تكون واحدة من أعظم الاكتشافات في التاريخ.

وتوضح الدراسة أن قدرة الوصول إلى الكنيسة بالوقت الحالي أمر شبه مستحيل، خاصة بخضم الاشتباكات المسلحة حالياً وسيطرة سابقاً للمجموعات الإرهابية على المبنى الواقع في منطقة دير الزور شمال شرق البلاد.

إلا أنه لحسن الحظ، فإن فريق من علماء الآثار من جامعة يال الأمريكية، استطاعوا وضع يدهم على مجموعة من الرسومات التي تم نقلها من دير الزور في عشرينيات القرن الماضي، من بينها رسمة، كانت معلّقة داخل مبنى الجامعة، ويدور الحديث عن إنها تصوّر السيدة مريم في أقدم لوحة مسجّلة في التاريخ.

وتظهر الرسمة التي تم اكتشافها في دير الزور، امرأة تنحني بجانب بئر للمياه، وكان يعتقد سابقاً بأنها كانت امرأة سامرية عادية يعتقد أنها تتحدث مع المسيح بجانب بئر مياه ليعقوب.

إلا أنه في الدراسة الأخيرة، تثير كاتبة التقرير ماري جوان وين ليث نقاشاً واسعاً، متناولة أبحاث للعالِم مايكل بيبارد بأن المرأة الظاهرة في الرسمة هي بالفعل مريم العذراء في اللحظة التي تلقت الوحي بحملها.

وبحسب الرواية المسيحية، فإن مريم العذراء تلقت النبوة من جبرائيل بالقرب من بئر، عندما سمعت صوتاً إلى جانبها لم يكن واضحاً مصدره، يخبرها بحملها بطفل سيكون عيسى المسيح.

إلا أن الرواية الإسلامية تخلو من أي ذكر مكان حصول الوحي (بحانب بئر مياه) إذ ذُكر في سورة مريم: وَاذكُر فِي الكِتابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِها مَكانًا شَرقِيًّا ﴿١٦﴾ فَاتَّخَذَت مِن دونِهِم حِجابًا فَأَرسَلنا إِلَيها روحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَرًا سَوِيًّا ﴿١٧﴾ قالَت إِنّي أَعوذُ بِالرَّحمـنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا ﴿١٨﴾ قالَ إِنَّما أَنا رَسولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا ﴿١٩﴾ قالَت أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَلَم يَمسَسني بَشَرٌ وَلَم أَكُ بَغِيًّا ﴿٢٠﴾

قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجعَلَهُ آيَةً لِلنّاسِ وَرَحمَةً مِنّا وَكانَ أَمرًا مَقضِيًّا ﴿٢١﴾ فَحَمَلَتهُ فَانتَبَذَت بِهِ مَكانًا قَصِيًّا ﴿٢٢﴾فَأَجاءَهَا المَخاضُ إِلى جِذعِ النَّخلَةِ قالَت يا لَيتَني مِتُّ قَبلَ هـذا وَكُنتُ نَسيًا مَنسِيًّا ﴿٢٣﴾.

وبالتالي لا يمكن تحديد مكان حصول الوحي (بجانب بئر مياه) سوى أن “الروح” جاءت بصورة رجل كامل الرجولة، إضافة إلى أن التجائها في حالة المخاض إلى جذع النخلة يخلو من دون تحديد مكان النخلة أو مكان وضعها لولدها.

ومنذ 2011، تمنع السلطات السورية وصول أي عالم آثار إلى المنطقة بسبب الأسباب التي ذكرت سابقاً، إلا أن الدراسات لا تزال مستمرة على المكان الذي وجدت بداخله الرسمة عبر الصور الملتقطة من الجو من خلال خدمات مشابهة لتقنية “غوغل إيرث” و”غوغل ماب”.

ويضيف بيبارد أن هناك بعض الدلائل بأن مريم، كما ظهرت في الرسمة، قد لا تكون وحدها. ويستعين الباحث بمجموعة من الخطوط تبدو كأنها تلمس ظهر المرأة كما أنه قد يكون هناك نجمة مرسومة على جسدها أيضاً.

وتعكس الدراسات الدينية المتخصصة بعلم الآثار أن الخطوط التي تبدو أنها تضغط على ظهر هذه المرأة قد يكون بالفعل تجسيداً لروح تدخل في الجسد.

ومع ظهور الأدلة الجديدة، لا يزال علماء الآثار غير قادرين على الجزم تماماً بكون هذه السيدة الخارجة برسمة من سوريا هي بالفعل مريم العذراء، إلا أن المؤكد أن القيمة التاريخية للاكتشافات لا يمكن نكرانها بتاتاً.