تحولت بعضها إلى أراضٍ سكنية..

تقرير: لحج الخضيرة.. كيف أصبحت يابسة؟

منذ ربع قرن تدهورت الزراعة في لحج

وفاء سيود (الحوطة)

عرفت محافظة لحج (20) كيلو متر شمال غرب العاصمة الجنوبية بـ(لحج الخضيرة) نسبة إلى بساتين الحوطة الشهيرة وأبرزها بستان الحسيني الذي تغنى بها فنانون وشعراء كثر في لحج والجنوب عامة.

ولعل من أبرز تلك الاغاني "اغنية الفنان فيصل علوي الشهيرة "في الحسيني جنائن والرمادة زراعة"، للتأكيد على أن لحج هي الخضيرة الخصبة بزراعة الفواكه والخضروات، كما اشتهرت بالفل والورود والكاذي الذي ارتبط حصرياً بلحج.

يوجد بين لحج المحافظة والسكان والأرض الزراعة عشق ترجمه الكثير من الشعراء إلى اغان، ذاع صيتها وأصبحت تلك الأغاني السفير الرسمي للحج، فالفنان اللحجي فيصل علوي يصفه عشاقه بأنه سفير لحج الغنائي المعبر عن جمال لحج الخضراء.

الزراعة في لحج

تعد المزارع في لحج الممول للأسواق المحلية من الفواكه والخضروات، حيث يفشر باعة كثير ما تنتجه لحج على الطرقات بدءاً من الحوطة إلى عدن ومنها إلى باقي المحافظات وحتى الى محافظات شمال اليمن.

تعتمد الأسرة بشكل اساسي على الزراعة في مصدر دخل وحيد للكثير من الأسرة وأبرزها سكان بلدة (تبن)، حيث إن غالبية الأسرة تعاني من شظف العيش، فأبناء تلك الأسر لم يستطع مواصلة التعليم، نظرا للظروف المادية الصعبة، ما اضطره إلى العمل في الزراعة لإعالة اسرته، وهو ما يعني ان سكان هذه البلدة يعانون من الأمية ولا يمتلكون مصدر دخل يعين الأسر على العيش.

يقول أحدهم لمراسلة (اليوم الثامن) "نحن أسر فقيرة، والزراعة عندنا موسمية، وطوال العام، نعجز في الحصول على المصروف، كنا نأمل ان تساعدنا الحكومة في حفر الآبار او مساعدتنا في ان نعمل في الزراعة بشكل أكبر لما فيه فائدة على الوطن كله، لكن هذا لم يحصل".

وطالب المواطن "الحكومة المحلية في لحج ان تلفت ناحية المزارعين وان تمدهم بما يحتاجونه".

مزارعون كثر عبروا عن الحالة المعيشية التي وصلوا إليها جراء انعدام المياه وتلف الكثير من المزارع في لحج، ناهيك ان الحرب التي شنها الحوثيون على الجنوب تسببت في تلف الكثير من المزارع جراء القصف الذي تعرضت له، ناهيك ان الحكومة لم تقم باي اعمال تعويض للكثير من المزارعين الذين أصبحوا معدمين ولا يمتلكون مصدر دخل بعد ان تدمرت مزارعهم.

الكثير من المزارع في لحج، اصبحت يابسة جراء جفاف الكثير من الآبار التي كانت تغذي تلك المزارع بالمياه الجوفية.

ويقول مزارعون "إن الكثير منهم حولوا اراضيهم الزراعية إلى أراضٍ سكنية معروضة للبيع بعد ان فشلوا حراثته، وهو ما يعني ان لحج الخضيرة في طريقها إلى لقب جديد "لحج اليابسة"، لكن ماذا عن مصير المئات من المزارعين.

وقال احد الذين التقينا بهم "إن الحكومة لم تهتم بالمزارع في لحج، على الرغم من ان خير هذه المحافظة يعم محافظات الوطن كلها".

وأكدوا ان "الزراعة كانت تعد من أهم المصادر القومية للبلد، قبل ان تتعرض للإهمال منذ نحو ربع قرن".

وشددوا ان على الحكومة ان تقوم بواجبها تجاه لحج الخضيرة وان تسارع في الحفاظ على المزارع التي عرضها اصحابها للبيع كأراضي سكنية بعد ان فشلوا في زراعتها او الحصول على مصدر دخل يعيلوا به اسرهم.

 

اشهر مزارع لحج

اشتهرت مزارع لحج بتنوع محاصيلها الزراعية التي تورد إلى باقي المحافظات وتمتاز بأن لها طعم فريد ورائحة لا تجدها في أي مكان آخر.

واستخدم القمندان بعض محاصيل جلب بذورها من الهند ومن إمكان متفرقة من حول العالم مثل أميركا كبذرة المانجا  وقام بزراعتها في مزارع لحج وذلك تشابه نوعية التربة والجو 

محاصيل مشهورة:

تشتهر محافظة لحج بعدة محاصيل زراعية  :

المانجا بكافه أنواعه.

1-   الفونس

2-   الباميلي

3-   قلب الثور

4-   ابو سناره

5-   الحافوص

وتعد لحج هي الموطن الأول لزراعة المانجا في الجنوب وكذلك الموز الا انه توقف سابقا أي قبل الحرب

2-الفل وتوابعه مثل الكادي والخوع والمشموم وغيره والتي تزرع في القريشي والحسيني.

3- الخضروات مثل الطماطم والفلفل الاخضر  والكزبرة  وتزرع في قرية المجحفة والحمراء والحسيني.

4- السمسم يزرع في المجحفة لكنه لا يزرع بشكل كبير بسبب كثرة احتياجه للمياه ولحج تعاني من جفاف الابار  الخاصة بالزراعة وكذلك غلا الديزل حيث اصبح  المزارع لا يستطيع شراء ساعات لتسقيه محاصيله الزراعية.

5- محصول القصب والذي يعتبر من المحاصيل الخاصة بلحج

6- اليمون  أي البرتقال الحامض  الا انه لا تزرع بكثرة كبيرة بسبب دودة الارض  والتي تقوم بأكل جذور الشجرة مما يتسبب في اتلاف الشجرة خاصتا اليمون والمانجا مزارع خاصة ومشهورة في لحج:

- مزرعة نبيل باقري في قرية المجحفة وبها شجرة المانجا والزيتون وكذلك شجرة الليمون ومحاصيل اخرى وتتميز المزرعة بامتلاكها بئر خاص.

- مزرعة الدودحي الواقعة في العند كذلك تمتلك بئر خاص بها وتزرع المانجا والزيتون والفل ويوجد بها دواجن لتربية

- مزرعة مبروك اليماني في قرية جول يماني وفيها الليمون والمانجا وبعض الخضروات.

- مزرعة فضل علي النينوه في قرية جول يماني كانت خاصة بزراعة الليمون قبل الحرب.

- مزرعة اولاد احمد ثابت في الشظيف تزرع المانجا والليمون حتى الان.

الصعوبات:

- شحة المياه وعدم اهتمام الدولة بالمجال الزراعي وتشجيع المزارعين على العمل بالمجال الزراعي للوصول للاكتفاء الذاتي بالمحاصيل الزراعية المحلية.

- ارتفاع سعر الساعة لتسقية المحصول بسبب غلا الديزل

- بيع المزارعين لأراضيهم الزراعية بعدما جفت وتحويلها الا اراضي سكنية تم البناء بها منازل مثل ما حصل في قرية المجحفة وسفيان وكذلك.

قرية الحاو والحمراء بسبب جفاف الابار المتخصصة لري المزارع.

خاتمة

بقي التأكيد على أن لحج الخضيرة بحاجة إلى لفتة جاد من محافظ المحافظة اللواء أحمد التركي وقيادة السلطة المحلية، فلحج يجب ان تبقى على أسمها الذي عرفت به (لحج الخضيرة).