قوات طارق تبدأ معركة الحسم في الساحل الغربي..

تحالف حوثي إخواني باطني للمحافظة على التوازن العسكري

بدء مهمة حراس الجمهورية

العرب (لندن)

دخلت قوات المقاومة اليمنية التي شكلها العميد طارق صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، أولى المواجهات العسكرية في إطار المهمة المكلفة بها من قبل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.

ويتوقع على نطاق واسع أن يكون تأثير هذه القوة مهما في تغيير التوازنات العسكرية القائمة، وأنها ربما تساعد في خلق شروط جديدة للحوار بشأن حلّ سياسي مقبول داخليا وخارجيا.

ووفقا لمصادر متعددة من جبهة الساحل الغربي، فقد نفذت القوات التابعة لطارق صالح أولى عملياتها العسكرية في مفرق المخا الرابط بين محافظتي تعز والحديدة، فيما لا تزال الأنباء تتضارب حول وجهة تلك القوات.

وبينما أكدت مصادر إعلامية مقربة من حزب المؤتمر اعتزام هذه القوات المشاركة في استكمال تحرير ميناء الحديدة، تحدثت مصادر خاصة لـ”العرب” عن إمكانية انخراط تلك القوات في عمليات واسعة لتحرير مناطق في محافظة تعز من بينها مديريات موزع والوازعية وأجزاء من مديرية باب المندب لا تزال تحت سيطرة الحوثيين.

وتوقعت المصادر أن تكون قوات “حراس الجمهورية”، كما يطلق عليها، قادرة على حسم المعركة بسرعة في ضوء خبرات قيادتها والإسناد الذي تلقاه من التحالف العربي وخاصة من الإمارات العضو في التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

واعتبر هذا هو أول تحرك عسكري يقوم به طارق صالح، منذ مقتل الرئيس السابق على يد الحوثيين، في مواجهات بين الطرفين بالعاصمة صنعاء مطلع ديسمبر من العام الماضي.

واستبقت جماعة الإخوان المسلمين في اليمن تحركات طارق صالح بتنظيم مظاهرات في مدينة تعز ترفض أي دور له في فك الحصار عن المدينة، ما اعتبره مراقبون تعبيرا عن حالة قلق متصاعدة تجاه مشاركة أفراد من أسرة الرئيس اليمني السابق في جهود تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، الأمر الذي قد يغير من معادلة القوة على الأرض ويضعف من سيطرة الإخوان على مناطق عدة ويكشف كذلك عن تعمدهم إبقاء خطوط التماس بينهم وبين الحوثيين على حالها لتحقيق أهداف سياسية.

ويسعى الإخوان لإحكام قبضتهم على المناطق المحررة والزج بعناصر تابعة لهم على رأس المؤسسات الأمنية والعسكرية.

وأكدت مصادر خاصة لـ”العرب” استباق حزب الإصلاح اليمني عمليات تحرير محافظة الحديدة من خلال تعيين ضابط موال له مديرا لأمن المحافظة، في تكرار للسيناريو الذي شهدته جميع المحافظات المحررة التي باتت مفاصلها الرئيسية في قبضة الإخوان.

وتعمل جماعة الإخوان على شيطنة خصومها المتواجدين في مؤسسات الشرعية أو حتى خارجها وإلحاق الضرر بهم. وفي هذا الصدد كشفت مصادر مطلعة عن تمكن اللواء 35 مدرع في تعز، القوة العسكرية الوحيدة خارج نطاق سيطرة حزب الإصلاح، من إفشال مؤامرة حوثية للسيطرة على مناطق تمركزه وإلحاق هزيمة سريعة بالحوثيين بالتنسيق مع أطراف غير حوثية.

وفي جبهة الساحل الغربي تمكنت منظومة “الباتريوت” التابعة للتحالف العربي من اعتراض ثلاثة صواريخ حوثية كانت تستهدف معسكر قوات العميد طارق صالح، الذي باتت تحركاته تثير حالة قلق وترقب مشتركة بين الإخوان والحوثيين.

ويرى العديد من المراقبين أن أي انتصارات يمكن أن تحرزها قوات طارق صالح ستعيد التوازن للمشهد اليمني وخصوصا في شمال اليمن الذي يتقاسم النفوذ فيه الحوثيون وحزب الإصلاح، كما ستسهم في إتاحة بدائل لرافضي الانخراط في الاصطفافات الراديكالية التي لا تحظى بالكثير من الشعبية في الشارع اليمني.

ويشير خبراء عسكريون إلى أن الانتصارات التي حققها الجيش الوطني اليمني وقوات التحالف العربي في جبهات الساحل الغربي وصعدة، تميط اللثام عن الحسابات السياسية الخاصة التي أفشلت تحقيق أي نصر في جبهات أخرى وخصوصا جبهات نهم وصرواح التي ظلت تراوح مكانها منذ ما يقارب الثلاثة أعوام، في حين حققت قوات المقاومة الجنوبية في الساحل الغربي ومحافظة صعدة انتصارات سريعة ولافتة وهو النموذج الذي بات التحالف العربي يراهن على تكراره في تعز والحديدة من خلال دخول قوات طارق صالح المعركة.

ومنيت الميليشيا الحوثية بخسائر غير مسبوقة في قياداتها العسكرية، حيث أكدت الأنباء القادمة من محافظة صعدة مصرع اللواء ناصر القويري قائد العمليات الصاروخية للحوثيين على الحدود اليمنية–السعودية، وبحسب المصادر يعد القويري واحدا من أبرز قيادات الحرس الجمهوري التي انقلبت على الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وأكدت المصادر مقتل القيادي الحوثي البارز منصور السعادي المكنى “سجاد”، والذي تلقى تدريبات متقدمة في إيران بحسب المصادر، وكان يتولى الإشراف على القوات البحرية للحوثيين وتنفيذ العميات ضد السفن في الممر الملاحي الدولي قبالة ميناء الحديدة.