بعد تأجيلات كثيرة..

سباق مع الزمن لافتتاح مطار برلين الجديد في 2020

مطار برلين

د ب أ (برلين)

كان إنجِلبرِت لوتكه دالدروب في حالة مزاجية يغلب عليها التفاؤل وهو يقف في الساحة الشاسعة التي سوف تكون في نهاية المطاف قاعة تسجيل القادمين في مطار برلين براندنبورغ.

وقال الرجل المسؤول عن المطار الذي تطارده الفضائح، وهو يتحدث إلى الصحافيين تحت بناء أحمر يشبه النحت يمتد عبر السقف، وهي سمة رئيسية لتصميم المبنى الجديد «إن المشاكل الكبرى اصبحت وراء ظهورنا».

وتأخر تدشين المطار ست مرات منذ بدء التخطيط في أوائل حقبة تسعينيات القرن الماضي. وزادت التكاليف تقريبا ثلاثة أضعاف التقديرات الأصلية البالغة 2 مليار يورو (2.5 مليار دولار.)

لكن دالدروب يصر على أن المطار الجديد سوف يتم الآن افتتاحه كما كان مخططا له في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2020 – على الرغم من أنه قال أيضا إن سلسلة التأخيرات المحرجة في تنفيذ المشروع وارتفاع التكاليف يجب أن تجبر ألمانيا على إعادة التفكير في نهجها فيما يتعلق بالمشاريع الكبرى الخاصة بتطوير البُنية التحتية.

يقول هذا المسؤول الكبير عن عمليات إنشاء المطار «نحن الآن في مرحلة التدقيق»، متنبئًا بثقة بأن «الرحلات الأولى ستنطلق كما هو مخطط لها». ويضيف أن مشاريع تطوير البُنية التحتية في ألمانيا «يستغرق تنفيذها وقتا طويلا، وتتطلب اجراءات بيروقراطية مفرطة «، مشيرا إلى العقود التي استغرقها تخطيط مطار ميونخ، والتأخيرات المستمرة في تنفيذ محطة السكة الحديد المركزية المخطط لها في شتوتجغارت.بدأ التخطيط لمطار برلين، الذي يقع على بعد حوالي 20 كيلومترًا جنوب مركز المدينة، في عام 1992، بعد وقت قصير من سقوط حائط برلين وإعادة توحيد ألمانيا التاريخي. لكن بعد مرور حوالي عشر سنوات على التاريخ الذي كان مقررا في البداية لافتتاح المطار، وبعد تخطى ستة مواعيد نهائية في وقت لاحق، أخذ المطار يبدو وكأنه عالم منسي. فالمقاعد غير المستخدمة في صالات المغادرة لا تزال ملفوفة بالبلاستيك. والغبار يغطي مكاتب تسجيل القادمين، بينما تبقى لوحات توقيتات وصول ومغادرة الطائرات ،المعلقة في جميع ارجاء المبنى، فارغة.

والسقالات على الجانب الخارجي للمبنى ومواد البناء المنتشرة في الداخل هي بمثابة تذكير بالمعارك الآتية بشأن ما إذا كانت سلطات المطار سوف تلتزم بالموعد النهائي المحدد له (عام 2020) لافتتاحه. 

وكان من المفترض في الأصل افتتاح المطار في عام 2010، ولكن تم تأجيل التاريخ إلى يونيو/حزيران 2012 بعد إفلاس الشركة المعنية بتخطيط المطار. ثم تم التخلي عن تاريخ 2012 قبل أسابيع قليلة من الموعد المقرر لاستقبال المبنى أول ركاب.

ومنذ ذلك الحين، كانت هناك تأخيرات مرارا وتكرارا لافتتاح المطار، الذي تلاحقه مزاعم فساد، وأخطاء في التخطيط ومجموعة كبيرة من الأخطاء الفنية، مثل مشاكل مع أنظمة التهوية المتعلقة بالدخان و 90 كيلومترا من الكابلات المعيبة. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك مشاكل في الأبواب الآلية وعلامات على هبوط في أرضية مواقف السيارات، حتى بدون وجود سيارات عليها. وغني عن القول أن مشروع المطار أصبح مثيرا للمزاح والضحك في برلين، في حين يلقي بظلاله على سمعة ألمانيا فيما يتعلق بتفوقها ومهارتها في المجالات الهندسية.

وكما لو أن مشاكل وتأخيرات افتتاح الطار غير كافية، كانت هناك تأخيرات طويلة وتكاليف متصاعدة لسلسلة من المشاريع البارزة الأخرى في البلاد، بما في ذلك ترميم دار الأوبرا الشهيرة في برلين، وبناء قاعة إلب فيلهاروموني الموسيقية في هامبورغ.

وكان مطار براندنبورجغ في برلين في البداية واحدًا من عدة مشاريع بناء رئيسية تهدف إلى إنهاء انقسام المدينة إبان حقبة الحرب الباردة. فالمطاران الحاليان، تيغيل وشونفيلد، قد عفا عليهما الزمن بشكل كبير، وهما بمثابة تذكرة بذلك الانقسام. وكان الهدف من المطار أيضاً ضمان أن تتوافق البُنية التحتية في برلين مع وضعها المتجدد كواحدة من العواصم السياسية الرئيسية في أوروبا، مع وضع خطط للتعامل مع حوالي 55 مليون مسافر سنوياً بحلول عام 2040. وقال بوركهارد كيكر، الذي يرأس منظمة «زوروا برلين» لتويج السياحة والسفر في المدينة، «برلين قصة عودة «، مشيراً إلى أن العاصمة الألمانية هي الآن المدينة الثالثة الأكثر استقبالا للزوار في أوروبا بعد لندن وباريس.

وقد تم الآن استكمال اثنين من المباني الرئيسية الثلاثة في مطار برلين. لكن السؤال المطروح الآن هو ما إذا كان المطار سيصبح قديمًا قبل افتتاحه.

ففي الشهر الماضي ، تم الإعلان عن انه سوف يتعين استبدال 750 من اجهزة المراقبة و المتابعة لأنه تم تركيبها في عام 2012، وأصبحت عتيقة من الناحية التكنولوجية.

بعد ذلك بوقت قصير أشار تورستن ديركس، عضو مجلس إدارة شركة «لوفتهانزا» للطيران، إلى أنه لن يتم على الاطلاق افتتاح المطار، وأنه سوف يتعين هدم المُجَمَّع بأكمله. لكن دالدروب واثق من أن النمو في عدد سكان برلين، ودور المدينة كمركز تجاري وازدهار السياحة فيها، سيضمن أن يبرز المطار أخيرًا كقصة نجاح على الرغم من الانتكاسات التي تعرض لها خلال العقد الماضي.