للإيحاء بأنها غير معزولة..

مصادر خليجية: قطر تلجأ إلى الوساطة الكويتية

الدوحة تزيد من إحكام المقاطعة على نفسها

وكالات (الدوحة)

كشفت مصادر خليجية أن الزيارة التي قام بها، الاثنين، وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني للكويت مرتبطة بإمكان إحياء الوساطة بين بلده من جهة والدول الأربع المقاطعة لها من جهة أخرى.

وتحاول قطر عبر مثل هذه الزيارات الإيحاء بأنها غير معزولة، وأن بإمكانها الخروج من الأزمة، لكن محللين يقولون إن الدوحة تزيد من إحكام المقاطعة على نفسها في ضوء استمرار أسلوبها في المناورة والمكابرة.

ونقل الوزير القطري رسالة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الذي كان سعى إلى تحقيق اختراق بين الدول الأربع والدوحة يتمثل في حضور الشيخ تميم للقمّة العربية التي انعقدت في الظهران منتصف شهر أبريل الجاري.

وأوضحت هذه المصادر أن قطر لم تستطع تلبية الشروط التي تسمح لأميرها بحضور القمة. لكن ذلك لم يمنع أمير دولة الكويت من إثارة موضوع الوساطة على هامش قمة الظهران.وذكرت أن الشروط نفسها لحضور القمة صيغت بطريقة جديدة بعد لقاءات عقدها الشيخ صباح الأحمد في الظهران. مؤكدة أن رسالة أمير قطر هي ردّ على الصياغة الجديدة للشروط نفسها، أي للنقاط الـ13 التي مثلت أساس المقاطعة العربية لقطر.

واستبعدت المصادر ذاتها حصول أيّ تقدّم بين قطر ودول المقاطعة وهي السعودية ودولة الإمارات والبحرين ومصر. وعزت ذلك إلى أن الجانب القطري لا يزال متمسّكا بما يعتبره سياسة تقوم على دعم الإخوان المسلمين وتوفير منابر إعلامية لهم فضلا عن مساعدات كبيرة على الرغم من أن لا هدف للإخوان سوى الإساءة للأمن الخليجي.

وأشارت إلى أن الكويت ما زالت متفائلة بأن في استطاعتها إعادة الحياة إلى وساطتها على الرغم من التعنت القطري. وذكر مصدر خليجي آخر أن ما يدعو الكويت إلى عدم قطع الأمل من إمكان تحقيق تقدّم، وجود استعداد قطري لتقبل صيغة أكثر مرونة للنقاط الـ13، خصوصا إذا كانت هذه الصيغة تحفظ ماء الوجه للشيخ تميم الباحث عن مخرج من الأزمة التي أدخل بلده فيها.

ولوحظ في هذا المجال أن رئيس الوزراء السابق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني يمارس عن بعد لعبة المزايدة على الأمير الحالي وذلك لتعطيل أي وساطة يمكن أن تنجح في إخراج قطر من المأزق الذي وجدت نفسها فيه.

ويعتقد محللون أن هامش المناورة أصبح محدودا أمام الدوحة، ما يجعل الخيار الوحيد أمامها هو البحث عن إحياء الحوار مع الرباعي المقاطع لها، وأن تعطي الوسيط الكويتي الأوراق الكافية التي تقنع السعودية بأن قطر جادة في الخروج من العزلة.

وأشار المحللون إلى أن افتعال الأزمات بحثا عن الأضواء لم يعد ذا قيمة “مثل اعتراض طائرة مدنية إماراتية الأحد” في ظل استدارة دولية عن الأزمة القطرية، وترك مجال حلها في المستوى الخليجي-الخليجي، أي بالبحث عن الحل في الرياض وليس في أي مكان آخر.

ويعتقد هؤلاء أن أسلوب الإهمال الذي اعتمدته الدول الأربع المقاطعة بدأ يؤتي نتائجه من خلال تمسك قطر بالوساطة الكويتية بعد أن كانت تميل إلى وساطة خارجية من خلال استضافة دبلوماسيين غربيين في الدوحة وحثهم على التوسط، لكن الجميع، بمن في ذلك الأميركيون، انتهوا إلى أن الحل لا بد أن يكون بالحوار المباشر بين أطراف الأزمة، وأن على قطر أن تخطو الخطوات اللازمة في ذلك من مدخل تنفيذ ما التزمت به في اتفاق الرياض من وقف لإيواء متشددين إسلاميين، وفتح وسائل الإعلام القطرية لاستهداف دول الجوار ومصر.