مساعٍ إخوانية لضرب شرعية قضية الجنوب..

تقرير: المال السياسي القطري والنفوذ السلطوي اليمني يهددان عدن

نازحون اثر الحرب التي شنها تحالف صالح والاخوان على الجنوب اليمني في منتصف التسعينات

سلمان صالح
مراسل ومحرر متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

حالة من القلق تسود مدينة عدن العاصمة الجنوبية في أعقاب تزايد حالة التوتر في المدينة التي تصارع الكثير من القوى اليمنية المدعومة إقليمياً من السيطرة عليها واعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل مارس (اذار) 2015م.

تقول مصادر عسكرية في عدن إن رجل اعمال يمنياً بدأ عملية تجنيد واسعة في المدينة، عقب فشله في تأسيس لواء عسكري في مدينة لودر، حاضرة قبائل العواذل في أبين، الأمر الذي بات يثير حالة من المخاوف، فيما اذا كانت هناك جولة عنف جديدة تحضر لها بعض القوى المناهضة للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي تقول حكومة هادي انه يسعى لفصل الجنوب.

تحركات عسكرية مكثفة في عدن بالتزامن مع تحركات سياسية في الرياض، الهدف منها ازاحة القوى الجنوبية التي تعتقد الشرعية انها ذاهبة بالجنوب نحو الاستقلال.

 

ائتلاف سياسي مدعوم قطرياً

كشفت مصادر يمنية عن ائتلاف يمني إخواني ممول قطريا للحديث باسم القضية الجنوبية، في أول تحرك سياسي لضرب وحدة الجنوبيين وانهاء طموح الحصول على الاستقلال الوطني للجنوب.

وقالت المصادر لـ(اليوم الثامن) "إن الائتلاف المدعوم قطريا تقف على رأسه قيادات إخوانية رفيعة بينهم رجل الأعمال أحمد العيسي ووزير الشباب والرياضة نائف البكري ورئيس حزب الاصلاح في عدن انصاف مايو ومحمد بلفخر وقيادات أخرى".

وكشفت المصادر عن أن الهدف من هذا الائتلاف وتوقيته، "هو استغلال الشرعية في ايجاد ممثل للقضية الجنوبية مؤمن بالوحدة اليمنية وبمشروع التقسيم الذي رفضه الجنوبيون".

وأكدت المصادر أن الهدف من هذا الائتلاف هو السعي لإزاحة المجلس الانتقالي الجنوبي، ناهيك عن ان الاخوان يسعون لتصدر المشهد الجنوبي من خلال الزعم بإيمانهم بقضية استقلال الجنوب.

 

وقال مصدر في الرئاسة اليمنية "إن الائتلاف الوطني سوف يكون الممثل الشرعي للقضية الجنوبية في جميع المحافل لأنه يتكون من جميع المكونات الجنوبية".

ونشر صحفي موالٍ للحكومة الشرعية قائمة بأسماء قيادات إخوانية أكد انها هي التي ستقود الائتلاف المدعوم قطرياً عن طريق رجل اعمال يمني يقيم في القاهرة.

وتضم الاسماء: عوض محمد الوزير، عبدالقوي رشاد، بدر معاون ، صالح عبدالحق، علي هيثم الغريب، ناصر علي النوبة،  صالح الجبواني، عبدالكريم   السعدي ، عبدالكريم قاسم فرج, عبدالرحيم العولقي، إياد علوي فرحان، نايف صالح البكري، اديب محمد العيسي، هاني محمد اليزيدي، علي الذيب الكازمي، هاني عبدالحميد كرد، عمرو محمود العقربي، احمد بن احمد الميسري، عبدالسلام باعبود،

احمد صالح العيسي، امين محمد باقادر، انصاف علي مايو، عبدالعزيز محمد الحمزة، ناجي محسن النسي، علي سعيد الاحمدي، محمد احمد بلفخر، عبدالناصر العوذلي، حسين عبده عبدالله، علي عبدالله عزان، اشرف محمد علي، فهد ناصر باحسن، خالد يحيى الدالي، محمد سالم بافقاس، احمد محمد ناصر، فايز محمد باشراحيل، عبدالله باعفيف، سالم حسين الخوري، محمد صالح السعدي، احمد جمعان السقطري، سلوى بن بريك، عايدة عاشور، بدر كلشات، وفهمي العبادي".

 

مساعٍ إخوانية لضرب شرعية قضية الجنوب

وكشفت مصادر سياسية في السعودية عن مساع إخوانية لضرب مشروعية القضية الجنوبية، فيما قال الصحفي الجنوبي البارز هاني مسهور ان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اشترط ازاحة حزب المؤتمر الشعبي العام المحسوب على الرئيس الشمالي المقتول "علي صالح " ، والمجلس الانتقالي الجنوبي من المفاوضات المقبلة وان تنفيذ هذا المطلب سيدفع لتقديم تنازلات للحوثي شريطة ابعاد الطرف الجنوبي وطرف حزب المؤتمر الشعبي العام.

أنشطة إخوانية في الرياض لمصلحة الدوحة

وتأتي هذه الانشطة من العاصمة السعودية الرياض التي يقيم فيها الرئيس هادي، لكن وفقا للعديد من المصادر فإن انشطة إخوان اليمن في السعودية تخدم قطر المتمردة على جيرانها، وهي انشطة قالت وسائل إعلام يمنية انها دفعت السلطات السعودية إلى طرد صحفي يمني على صلة بالنظام القطري.

وتناهض قطر دول التحالف العربي، ودعمت أنشطة معادية للتحالف الذي تقوده السعودية وتعز، الامر الذي أكد التوجه الإخواني المعادي للتحالف والقريب من تحالف إيران.

وتظاهر الإخوان في تعز ضد التحالف العربي وطالبوا بإيقاف الحرب، الامر الذي  دفع ساسة يمنيين إلى اتهام قطر بالوقوف وراء دعم هذه التظاهرة.

 

هل يقاد الجنوب نحو النموذج الليبي؟

ويبدو ان التحركات الأخيرة للإخوان في عدن تأكيد على أن هناك تحضيراً لفعل عسكري في عدن، تكشف عنه التجهيزات العسكرية والتجنيد المفتوح للعناصر في عدن.

وتؤكد مصادر عسكرية وصول أسلحة إلى منزل رجل اعمال في حي المنصورة، من المتوقع ان يتم صرفها لمجندين جدد يجري تجميعهم في معسكر بدر بعدن.

وتفيد المصادر ان رجل الاعمال اليمني احمد العيسي بدأ عملية تجنيد عسكرية في لودر بهدف تحرير مكيراس، غير انه بعد ان تمكن من ادخال اسلحة إلى لودر من مأرب سرعان ما نقل المجندين إلى عدن مع اسلحتهم الأمر الذي ترجح مصادر عسكرية ان الهدف منه كان ادخال اسلحة إلى عدن.

 

كاتيوشا يتوعد عدن

وتتخوف الاوساط الشعبية والسياسية في عدن من فعل عسكري تحضر له بعض الاطراف الموالية للإخوان، وتفيد المصادر بأن هناك مخططاً لإغراق عدن في الفوضى.

وسقوط عدن في الفوضى قد يكون مبررا لقوات الجنرال علي محسن في مأرب لاجتياح عدن بدعوى حفظ الأمن، وهو المخطط الذي يسعى من خلاله الاحمر لاحتلال عدن مرة أخرى مثل ما فعل في العام 1994م، حين قاد قوات صالح لاحتلال الجنوب.

واجتمع المال السياسي مع النفوذ العسكري، الامر الذي يؤشر إلى أن عدن مقبلة على (كواتيش) جديدة قد تمطر المدينة المنهكة جراء الحروب المتواصلة والمتجددة..