سقوط مستمر لخبراء إيرانيين وعناصر حزب الله أسرى

اليمن: طهران تسعى للانتقام من الشعب

محاربون موالون للحكومة الشرعية

حسن أنور (أبوظبي)

تواصل إيران وحلفاؤها في المنطقة تأجيج الصراع في اليمن، من خلال تقديم الدعم العسكري واللوجستي للانقلابيين، بغض النظر عما يطالب به الشعب اليمني الذي بات يعاني معاناة شديدة جراء الحرب المفروضة عليه من قبل الانقلابيين. وفي هذا الإطار تم الكشف عن سقوط أعداد كبيرة من الخبراء الإيرانيين وعناصر من حزب الله اللبناني أسرى في أيدي الجيش اليمني، وذلك خلال المعارك التي تشهدها العديد من المناطق، خاصة في محافظة الجوف.

ووفقاً للتحقيقات التي جرت مع الأسرى فإن الخبراء الإيرانيين والتابعين لحزب الله مهمتهم الرئيسة هي تزويد الانقلابيين بالمعلومات والدعم، من أجل إطالة أمد الحرب المدمرة التي يعيشها اليمن حالياً.




وفي الإطار نفسه، فإن الميليشيا المتمردة ورغبة منها في تدمير اليمن تقوم بزرع كميات هائلة من الألغام التي في معظمها قادمة من إيران حول الطرقات والمزارع والأحياء السكنية، انتقاماً من أبناء الشعب اليمني الرافض لهيمنة الحوثيين والتدخل الإيراني في بلادهم.
ولا تعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها أسر عدد من الإيرانيين في اليمن، ففي عام 2015 تم أسر عدد كبير من قوات الحرس الثوري ومقاتلي جماعة حزب الله في عدن، خلال عمليات استعادتها من الانقلابيين، كما تم أسر عدد من الإيرانيين من المتخصصين في حرب العصابات من قبل المقاومة الشعبية والجيش الوطني في جبهات القتال في تعز.

ولا يتوقف الدعم الإيراني للحوثيين وصالح على إرسال الخبراء فقط، بل إن إيران اعترفت أيضاً بتزويد الحوثيين بالصواريخ البالستية التي تطلقها العصابات المتمردة على المناطق اليمنية التي تقع تحت سيطرة الشرعية، فضلاً عن إطلاقها على الأراضي السعودية. فضلاً عن ذلك فإن إيران تقوم بتزويد الحوثيين بشحنات أسلحة ثقيلة وخفيفة ومتفجرات وقذائف وأنواع أخرى من الأسلحة، وهو ما نجحت قوات الشرعية والتحالف، وأيضاً القوات الدولية، في ضبط العديد منها، خاصة قبالة السواحل اليمنية. وتأتي عمليات نقل الأسلحة لليمن في انتهاك واضح من جانب إيران للقرارات الدولية بشأن حظر بيعها للأسلحة، حيث صدر قرار عن الأمم المتحدة في 2007 يحظر إيران من بيع الأسلحة، ويلزم جميع البلدان بمنع جميع شحنات الأسلحة الإيرانية. وتم تشكيل لجنة للعقوبات يشرف عليها خبراء، لمتابعة تنفيذ هذا الحظر. وأكد القرار 2231، الصادر عن مجلس الأمن حول الاتفاق النووي المشترك بين طهران ودول 5+1، على استمرار الحظر على الصواريخ الإيرانية، لكن إيران انتهكت القرار مرات عدة، من خلال تصدير الصواريخ إلى اليمن وسوريا وحزب الله اللبناني، وكذلك بإجراء اختبارات بالستية.

ومن الواضح أن إيران تواصل تحديها للمجتمع الدولي كله بممارساتها في اليمن والانتقام من اليمنيين، على أمل تحقيق هدفها الرئيس، وهو إخضاع أكبر عدد من دول المنطقة تحت هيمنتها من خلال نشر الفوضى الطائفية، مستخدمة في ذلك أذرع موالية لها، مثل الحوثيين، غير أن اليمنيين يؤكدون رفضهم لذلك، بمواصلة تحقيق الانتصارات في العديد من جبهات القتال باليمن، حيث نجحت قوات الشرعية خلال الأيام الأخيرة في تحقيق التقدم بالعديد من الجبهات. فقد أحرزت قوات الشرعية تقدماً، وسط غارات مكثفة شنتها مقاتلات التحالف العربي على مواقع الميليشيات الانقلابية، وتمكنت قوات الجيش من التقدم باتجاه منطقة المجاوحة في مديرية نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، وسط غطاء جوي للتحالف العربي الذي شن عدداً من الغارات على المنطقة، في حين شنت غارات أخرى على مواقع تتمركز فيها الميليشيات في منطقة القتب بضواحي نهم.

وفرضت قوات الجيش والمقاومة الشعبية سيطرتها على منطقتي الرغن والربيعة في محيط منطقة صرواح في محافظة مأرب، فيما حققت تقدماً صوب منطقة «حريب نهم» الواقعة في ضواحي العاصمة صنعاء، مع سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات خلال المواجهات المستمرة.



وحررت القوات الشرعية، أيضاً، سلسلة جبلية استراتيجية جنوب محافظة تعز، وسط اليمن، وسط استمرار العمليات القتالية بعدد من الجبهات في مدن يمنية رئيسة عدة، حيث استعادت قوات الشرعية السيطرة على «جبل عنعن»، و«عقبة هيجة العبد» الاستراتيجية، وعدد من الجبال المطلة على سوق الربوع جنوب تعز. وتكمن أهمية تحرير تلك المواقع في تأمين الطريق الدولي «عدن ـ لحج ـ تعز»، وفتح طريق رئيسة لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية لأهالي تعز الذين عانوا من حصار خانق منذ أكثر من سنة.
وتمكنت قوات الشرعية من التقدم باتجاه منطقة الربيعي إلى الغرب من تعز، والواقعة على الخط الدولي الرابط مع محافظة الحديدة.

مجاعة وتهجير

حذر برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، من اتساع رقعة المحافظات المهددة بالمجاعة جراء سياسة الحصار التي تنتهجها المليشيات الحوثية وحليفهم صالح، في ظل استحواذها على ميناء الحديدة، أهم الموانئ المعنية باستقبال المواد الغذائية التي تغطي معظم المحافظات.

ويهدد شبح المجاعة نحو 13 مليون نسمة بحاجة إلى معونات عاجلة. وتسيطر المليشيات على ميناءي الحديدة والصليف منذ قرابة عامين، ما سمح لها بالتحكم بأكثر من 6 ملايين طن من المواد الغذائية، وأكثر من 387 طناً من المواد الطبية المخصصة للمواطنين وسد حاجياتهم. لكن تم تسخير تلك الواردات لتنفيذ سياسية تدميرية، أدت إلى بروز مجاعة في عدد من المحافظات، على رأسها الحديدة.

وتحتجز مليشيات الحوثي أكثر من 64 سفينة إغاثة في ميناء الحديدة، محملة بأكثر من 496 ألف طن من المواد الإغاثية، بينها القمح والذرة والفول، والتي حرم منها أبناء الشعب بصورة مباشرة من دون أي تدخل من المجتمع الدولي لإطلاق سراح هذه المساعدات منذ أشهر. وتنتهج المليشيات سياسة التجويع والترهيب من أجل فرض سلطتها، ما ساهم في تفاقم الأوضاع الإنسانية، وتحديداً في الحديدة التي برزت فيها مجاعة حقيقة، يجب تداركها سريعاً.

على صعيد آخر، وفي إطار الانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها العصابات الإجرامية، قامت ميليشيا جماعة الحوثي والمخلوع صالح، بتهجير قسري لأهالي قرية الدار (غربي مدينة تعز).

وتقع قرية الدار بمنطقة حذران، شمال غرب جبل هان الذي تسيطر عليه القوات الشرعية، فيما تسعى قوات الحوثي وصالح إلى استعادة السيطرة عليه منذ أسابيع عدة.