الحكومة تهاجم ضمنيا إعلام الدوحة..

تحليل: هل ينوي هادي الابتعاد عن الشحن الإخواني؟

الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي يسلم على قائد عسكري إماراتي خلال زيارة قيادة العمليات المشتركة

القسم السياسي

زار الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي مركز قيادة العمليات المشركة في العاصمة السعودية الرياض، حيث التقى بكبار ضباط مركز عمليات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، حيث كان في استقباله الفريق الركن الامير فهد بن تركي بن عبد العزيز ال سعود قائد القوات المشتركة، الذي أطلعه على طبيعة المهام وسير العمليات القتالية في مختلف الجبهات.

واشاد هادي بمستوى الكفاءة والتطور التقني والنوعي الذي وصلت اليه قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.

واطّلع الرئيس اليمني على ايجاز الموقف الراهن لقوات التحالف.. مشيدا بمستوى الدقة والسرعة والتركيز التي تمثل عناصر أساسية للنجاح في مسرح العمليات.

وعبر هادي خلال لقائه بقائد القوات المشتركة عن سروره بالزيارة ، مثمنا الجهود التي تبذل والتي يؤدونها في إطار دعم اليمن وقيادته الشرعية لتحقيق اهداف التحالف العربي في دحر وهزيمة قوى التمرد والانقلاب من المليشيات الحوثية الايرانية ، وعودة اليمن الى حاضنته القومية والعربية ،ووضع حد للأطماع والتدخلات في المنطقة العربية .

واشاد الرئيس هادي في هذا الصدد بالدور الميداني والعملياتي الكبير الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، وولي عهده صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع ، والى جانبها دولة الامارات العربية المتحدة في تقديم العون واجتراح المآثر لمصلحة أمن واستقرار اليمن ..مؤكدا على وحدة الهوية والهدف والمصير المشترك.

 زيارة الرئيس هادي جاءت في اعقاب تقديم الدبلوماسية اليمنية رسالة هي الثانية لمجلس الأمن تطالب بإلغاء مشاركة القوات الإماراتية في الحرب في اليمن، الأمر الذي اعتبرت وسائل إعلام عربية تلك الرسالة بأنها تأكيد على الاختراق القطري للدبلوماسية اليمنية، من خلال سفير اليمني في واشنطن أحمد عوض بن مبارك الذي يصنف بأنه رجل الدوحة الأول في الدبلوماسية اليمنية.

وكانت الرسالة السابقة التي تقدم بها المندوب الدائم لدى اليمن لدى الأمم المتحدة خالد اليماني والسفير  أحمد عوض بن مبارك، تضمن مطالب حكومية بتصنيف قوات الحزام الأمني المتخصصة في مكافحة الإرهاب بأنها مليشيات غير رسمية، الأمر الذي تسبب بحالة من الارباك للرئيس هادي الذي تم توقيع الرسالة دون علمه، حيث تشير بعض المصادر الى ان مدير مكتب الرئيس الإخواني عبدالله العليمي تشاور مع نجل الرئيس (جلال) الذي اذن له بتوقيع الرسالة التي كتبها وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، وقدمت عن طريق أحمد عوض بن مبارك.

أوجد الإخوان في اليمن ومن خلفهم قطر مزاعم "احتلال التحالف" لجزيرة سقطرى وجبة دسمة للنيل من التحالف العربي، غير ان الرئيس هادي ووزراء في الحكومة رفضوا التعليق على تلك المزاعم، وحتى حكومة بن دغر التي عمدت الى اثارة الموضوع في محاولة لابتزاز الإمارات، كما تفصح مصادر في الحكومة، سرعان ما تراجعت عن تلك المواقف العدائية للتحالف العربي.

وظهر بن دغر -الذي تقول مصادر (اليوم الثامن) انه من حاول ابتزاز أبوظبي- " وهو يفتتح مشاريع عدة في الجزيرة بدعم تمويل من دولة الإمارات.

وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري الذي تصدر مشهد الاعلام القطري خلال الاسابيع الماضية، بعد ان اتهم الإمارات بمنع هادي من العودة إلى عدن، غير ان الوزير الذي عرف بمواقفه المتناقضة فضل الصمت، بشأن موضوع جزيرة سقطرى المفتعل، لكن لم يصمت من الحديث لوسائل الإعلام، واتهام بعض القوى اليمنية النافذة في الشرعية بالوقوف وراء ادخال الحوثيين إلى صنعاء وتبرأت الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، من مسألة التحالف مع المليشيات الإيرانية التي قتلته أواخر العام المنصرم.

الميسري اتهم أيضا الإخوان بشحن الرئيس هادي ضد الكثير من الاطراف اليمنية، ورحب باحتضان العميد أحمد علي عبدالله صالح.

وزير  الداخلية اليمني كان قد عقد اجتماعا لما وصفه بحزب المؤتمر الجنوبي، قوبل هذا الاجتماع برفض مؤتمر، قبل ان يلمح إلى  انه قد تخلى عن فكرة مؤتمر شعبي جنوبي وان عليه احتضان نجل الرئيس الراحل.

وعلى وقع الهجوم الإعلامي القطري على التحالف العربي، عزاء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، شهداء حملة أمنية نفذتها قوات الحزام الأمني في أبين، هي المرة الأولى التي يبدي فيها هادي اهتماما بالقوات التي حاولت ادارة هادي تصنيفها على انها مليشيات غير رسمية.

وسبق اهتمام هادي بهذه القوات تصريحات أدلى بها وزير الداخلية احمد الميسري الذي اعتبر هذه القوات بأنها قوات رسمية اسستها قوات التحالف العربي لمحاربة التنظيمات الإرهابية.

وعقب ذلك، قام هادي بزيارة القيادة المشتركة للتحالف العربي في الرياض، واشاد بالدور العسكري للقوات المسلحة الإماراتية التي تشرف على عمليات الساحل الغربي لليمن.

من ناحية أخرى، أفتتح بن دغر مشاريع عدة في سقطرى مولتها دولة  الإمارات العربية المتحدة الشريك الفاعل في التحالف العربي.

ولم يكتف بن دغر بذلك، بل وجه تحذيرا مبطنا للإعلام الدوحة وحذرها من مغبة مواصلة نشر اخبار ونسبها إلى مصادر حكومية، غير ان مصادر يمنية رفيعة أبلغت  (اليوم الثامن) "إن السعودية ضغطت على حكومة هادي وطالبته بوقف الحملات المغرضة ضد دولة الإمارات والتي يقوم بها مسؤولون حكوميون إخوان".

وعبر مكتب رئيس الحكومة اليمنية الشرعية، عن استغرابه لسيل التصريحات المنسوبة لمصادر حكومية مجهولة في وسائل اعلامية مختلفة، وتوظيفها سياسيا، بتصويرها على انها مواقف للحكومة الشرعية، في محاولة مستميتة للتشكيك بعلاقاتها مع دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، والقائمة على أسس متينة وغايات وأهداف مشتركة ليست محل خلاف أو تأويل.

وجدد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، التأكيد على ان الحكومة الشرعية لا يعبر عن موقفها سوى ما يصدر رسميا من رئيسها ومتحدثها الرسمي وبيانات مجلس الوزراء، كما هو متعارف عليه في كل أدبيات العمل الاعلامي، لافتا إلى إن من يتخفى تحت أسماء مجهولة سواء كانت صحيحة أو مختلقة لا يعبر بأي حال من الأحوال عن الحكومة اليمنية وموقفها الرسمي.

وأشار إلى إن بيان الحكومة من التطورات الأخيرة صدر فيه بيان رسمي معروف، وقنوات التواصل لم تنقطع سواء بشكل مباشر أو عبر قيادة قوات التحالف العربي للوصول إلى تفاهمات مشتركة والتركيز على الهدف والغاية المشتركة بوأد المشروع الإيراني في اليمن واستكمال إنهاء الانقلاب وتحقيق تطلعات اليمنيين في الدولة الاتحادية الآمنة والمستقرة الذي اتفق عليها في مخرجات الحوار الوطني وتحت قيادة السلطة الشرعية ممثلة في فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية.

وحث وسائل الاعلام على التحري والمصداقية، ومراعاة المهنية في عملها، والتأكد من أي معلومات من مصادرها الرسمية.

هادي لا يريد ان يخسر دولة الإمارات العربية المتحدة الشريك الفاعل في التحالف العربي، ناهيك ان الرياض لا يمكن لها ان تسمح بالمزيد من الحملات القطرية المغرضة ضد أبوظبي السند الخليجي والعربي.

وتوحي تحركات هادي أنه في طريقه إلى الابتعاد عن الإخوان الذين قال وزير داخليته انهم شحنوا هادي ضد العديد من الاطراف، وفي حالة وابتعد هادي عن الإخوان واقال مدير مكتبه الإخواني عبدالله العليمي فأنه بذلك قد يرفع الغطاء عن التنظيم الموالي للدوحة والذي تزايدت الشكاوى منه بالعمل على عرقلة الحسم العسكري ومساندة الانقلابيين، وهو ما قد يؤدي الى وضع الإخوان كمتمردين وضربهم أسوة بمليشيات الحوثي المتطرفة.

الإخوان الذين استغلوا الشرعية في النيل من دول التحالف الغربي، قد ربما يمضي هادي في رفع الغطاء عنهم، خاصة وان الأزمة مع قطر لم تحل بعد وهادي لا يرغب في اطالة امد الصراع الذي قد يكلفه ثمن التخلي عن الرئاسة في حال تأخر الحسم العسكري.