خبراء عسكريون:

تحرير ميناء الحديدة نهاية الانقلاب الوشيكة

عسكري يشير بيده إلى موقع تتواجد فيه خلايا حوثية في المخأ

وكالات (عدن)

تستعد الحكومة اليمنية ودول التحالف العربي، لإطلاق عملية عسكرية لتحرير الحديدة، العاصمة الإقليمية لتهامة غرب اليمن، ضمن عملية الرمح الذهبي التي انطلقت في السابع من يناير (تشرين الثاني) المنصرم، والتي أعلنت اليوم السبت، عن تأمين كامل مدينة المخأ، عقب تحريرها.


وقالت مصادر عسكرية لـ24: "إن البوارج الحربية وطيران التحالف استهدفت خلال الأيام الماضية قوارب تهريب للانقلابيين في جزيرة طرفة، وأحبطت عملية تهريب أسلحة للانقلابيين، كما استهدفت أيضاً مواقع الانقلابيين في الخوخة وميناء ومطار الحديدة ومعسكر القوات الخاصة في كيلو 16، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من الانقلابيين".

ويؤكد خبراء عسكريون أن استعادة ميناء الحديدة مهمة استراتيجية لدول التحالف العربي والحكومة الشرعية، خاصة في أعقاب تعرض فرقاطة سعودية لهجوم إرهابي شنه الحوثيون عليها قبالة سواحل الحديدة.

"مسألة وقت"
وقال القيادي في المقاومة التهامية أيمن جرمش "إن استعادة الحديدة من قبضة الانقلابيين، مسألة وقت وإن القوات الوطنية مسنودة بقوات إماراتية سوف تتولى العملية الخاطفة لتحرير الحديدة وقطع إمدادات التهريب عن الانقلابيين".

وأكد جرمش في حديث لـ24: عبر الهاتف، "أن الهجوم الإرهابي الذي طال الفرقاطة السعودية وقبلها الهجوم على سفينة الإغاثة الإماراتية، يؤكد ضرورة استعادة الشريط الساحلي وميناء الحديدة، وتأمين المياه الدولية من خطر التهديد الإيراني".

نهاية الانقلاب الوشيكة
من جهته، يؤكد الصحافي محمد مساعد صالح، أن "معركة الحديدة لا تقل أهمية عن معارك باب المندب والمخأ، فهي تعد ضمن الشريط الساحلي الهام، وكلما خسر الانقلابيون هذه المواقع زاد اقتراب انهيارهم الكلي واستسلامهم"، لافتاً إلى أن معركة الحديدة وتحرير الميناء الهام سترسم نهاية الانقلاب الوشيكة".

وقال مساعد لـ24: "يعد ميناء الحديدة من ناحية استراتيجية موقعاً هاماً، فمن خلاله يسيطر الانقلابيون على سفن الإغاثة ويستقبلون النفط وغيره، لذا فحسم الشرعية لهذا الميناء كان يجب أن يكون منذ زمن".

وأضاف "أن ميناء الحديدة يعد الشريان الرئوي للانقلابيين، وتحريره يعني كتابة وفاة الانقلابيين ووضعهم في أضيق وضع، ولن يكون أمامهم سوى الاستسلام إذا لم ينتحروا طمعاً في البقاء فيه".

محاولة إرباك
وربط القيادي في المقاومة كمال زغينة، بين التقدم في الساحل الغربي لليمن ونشاط القاعدة، مؤكداً أن تحرك القاعدة في أبين الهدف منه إرباك عملية تحرير الساحل الغربي لليمن".

سيناريو العملية
وقال الخبير الاستراتيجي العسكري العميد ثابت حسين صالح "إنه على ما يبدو، أن التحالف سيحول المخأ إلى قاعدة لعمليات عسكرية أخرى تستهدف قطع الإمدادات بشكل كامل عن الحوثيين في جنوب وغرب تعز عن طريق السيطرة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى محافظة الحديدة".

وأضاف العميد ثابت في حديث خاص لـ24 "أن القوات الموالية للحكومة اليمنية وبإسناد من قوات التحالف البحرية والجوية ستهاجم ميناء الحديدة الذي يعد ثاني أكبر موانئ البلاد بعد ميناء عدن، وهو أهم ميناء للمحافظات الخاضعة لسيطرة المقاتلين الحوثيين، وعبره تصل 70‎%‎ من واردات الغذاء".

وتابع "طبعاً المسافة التي تفصل بين المخأ والحديدة تقدر بحوالي 250كم، لكنها طريق ساحلي يمر عبر زبيد واللحية، والطريق الساحلي الرابط بين ميناء المخأ ومحافظة الحديدة سيكون منطقة عسكرية".

أولوية مهمة
وقال: "قبل كل شيء لابد أن تسيطر هذه القوات على معسكر (خالد بن الوليد) أكبر وأهم المعسكرات في شرق المخأ، والتقدم إلى منطقة البرح لإغلاق الطريق الرئيسي الآخر الذي يربط محافظة تعز بمحافظة الحديدة، والذي يمر من خلاله أغلب تعزيزات الحوثيين العسكرية والبشرية والإمدادات اللوجستية"

أهمية الحديدة
الخبير العسكري والاستراتيجي العميد فيصل حلبوب، قال إن "الحديدة بسكانها المليون نسمة وطبيعتها الساحلية، هي كبرى مدن الساحل التهامي على البحر الأحمر، يوجد فيها ميناء هام يعتبر نافذة رئيسية لتموين ما كان يسمى بالجمهورية العربية اليمنية سابقاُ، واليوم المحافظات التي لا تزال يسيطر عليها الحوثي والمخلوع".

موقع الحديدة
وأضاف العميد حلبوب في حديث خاص لـ24: "يربط الحديدة شريان مواصلات حيوي منها إلى صنعاء وآخر منها إلى تعز وطريق ثالث إلى ذمار وسط اليمن، وأيضاً الطريق الدولي من عدن إلى الحديدة ثم جيزان في المملكة العربية السعودية، ويوجد فيها مخزون الغذاء ومطاحن الغلال التي تمون معظم محافظات اليمن بالدقيق، وفيها كثير من الصناعات الغذائية مثل المعلبات والألبان وغيرها".

الحرس الثوري الإيراني
وتابع العميد حلبوب حديثه بالقول: "بعد قرابة عامين من الحرب قررت قوات التحالف اقتحام هذه المدينة لمنع الحوثي وصالح من الاستفادة من مينائها، وإيقاف عمليات تهريب الأسلحة والوقود عبر هذا المينا الحيوي، وبرغم تأخر الخطوة هذه إلا أنها ستؤثر كثيراً على معنويات الحوثي وأنصاره وصالح، وستجعل الشعب يعيد حساباته مع الحوثي وصالح، لأن سقوط مدينة الحديدة يعني سقوط وسيطرة قوات التحالف والشرعية على كامل الساحل الغربي لليمن، وقطع كل منافذ المدد والتهريب، وقطع طرق تسلل عناصر من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، هذه العناصر التي تأتي باستمرار لتقديم يد العون والخبرات العسكرية والتكتيكية والفنية للحوثي ومليشياته".

وقال "إن الأهمية التي تكتسبها الحديدة، باعتبارها أكبر مدن الساحل التهامي، كان يفترض أن يركز التحالف جهده لإسقاطها مبكراً لكي يفرض حصاراً قوياً ومطبقاً على مليشيات الحوثي وصالح، ويجعلها خانعة تقبل بالعودة إلى طاولة الحوار مرغمة، لكن أن يأتي الشيء متأخراً أفضل من أن لا يأتي، ولكن ربما سيكون الآن الوقت أيضاً أنسب، فيما إذا تم محاصرة الحديدة وإسقاطها بيد الشرعية وقوات التحالف هنا، سيكون تم توفير كثير من الجهد والوقت لإركاع الحوثيون وصالح وجعلهم أمام الأمر الواقع، إما العودة لطاولة الحوار والقبول بشروط من يسيطر على كامل الساحل أو الاستسلام دون شروط ولا حوار".

وضع خطط تكتيكية
وطالب العميد حلبوب "قوات المقاومة والجيش الوطني بمساندة التحالف بوضع خطط تكتيكية تناسب حجم مدينة الحديدة التي لن يتخلى عنها الحوثي وصالح بسهولة، لما لها من أهمية بالنسبة لهم ولسكان محافظات وسط وشمال الشمال"، موضحاً "رغم أن الحديدة ساحلية إلا أن فيها الكثير من المعوقات والإنشاءات التي قد تأخذ وقتاً وجهداً من قوات الشرعية والتحالف، وما على الآخرين إلا دراسة الموقف دراسة دقيقة ومتفحصة وتقدير الخارطة الميدانية لتنفيذ المهام بشكل سلس، ومراعات عدم التردد أثناء سير العمليات وعدم التساهل بالعدو، لأن أي أخطاء أو قصور في وضع خرائط الميدان سيعرض المقاتلين في الميدان إلى أخطار وانتكاسات قد تؤثر على سير المعركة".

وحذر من أنه "لو حدث لا سمح الله شيء من هذا القبيل في أي جانب أو جبهة من جبهات المعركة، على التحالف معالجة القصور بأسرع ما يمكن، فإن أي هزيمة أو تراجع سيكون ثمنها غالي، لأن مليشيا الحوثي ستستخدم كل الوسائل المتاحة لمحاولة الدفاع عن المدينة وعدم انهزامهم فيها، لأنهم يدركون أن سقوط مدينة الحديدة هو نصف الطريق لإسقاط صنعاء".

وقال "الحديدة أرض رملية وليست صخرية، فسيقوم الحوثيون بزراعة آلاف الألغام والمتفجرات في كل اتجاه بما في ذلك الميناء ليعيق قوات الشرعية والمقاومة من إسقاط المدينة".

وقال: "سكان مدينة الحديدة معظمهم يعملون في التجارة والصناعة، ولديهم أملاك ﻻ يمكن أن يتركوها ويغادروا المدينة، لذلك سيبقى الكثير منهم في المدينة، الأمر الذي يتوقع معه أن يستخدم الحوثيون المدنيين كدروع بشرية، وسينتشر الحوثيين في الشوارع والأحياء السكنية، وهنا ستكون معضلة أمام قوات الشرعية وطيران التحالف، وعليهم التعاطي مع هذا الموقف بحذر واستخدام الأسلحة التي تسمح لهم بتقليل الخسائر البشرية بين المدنيين".