عودة الأوضاع إلى سابق عهدها..

السعودية تحسم أزمة سقطرى وتطلق برنامجاً لتنمية الأرخبيل

إطلاق المملكة برنامجاً واسعاً لتنمية الأرخبيل وجسراً جوياً لإغاثة سكانه

وكالات (لندن)

نجحت المساعي السعودية في احتواء الخلاف الطارئ في وجهات النظر بين الحكومة اليمنية الشرعية والجانب الإماراتي بشأن الأوضاع في جزر أرخبيل سقطرى، بالتزامن مع إطلاق المملكة برنامجاً واسعاً لتنمية الأرخبيل وجسراً جوياً لإغاثة سكانه.

وأكد رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، أمس، انتهاء الأزمة والاتفاق على إعادة الأوضاع إلى سابق عهدها، مثنياً على الدور السعودي الذي استطاع إيجاد الحلول الكفيلة بالحفاظ على أمن الأرخبيل. وفي الوقت الذي رأس فيه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في مقر إقامته المؤقت بالرياض اجتماعاً مع كبار مستشاريه، وبحضور نائبه الفريق علي محسن الأحمر، أشاد هادي بالدور السعودي في تجاوز تداعيات أزمة سقطرى، وبالجهود الإنسانية التي تقودها المملكة وآخرها إطلاق مركز «إسناد للتنمية في اليمن».

وأفادت مصادر حكومية يمنية بأن رئيس الحكومة بن دغر عاد، أمس، من سقطرى إلى العاصمة المؤقتة عدن بعد 17 يوماً من مكوثه في جزر الأرخبيل اليمني لتطبيع الأوضاع وتفقد الخدمات وتدشين المشاريع المتنوعة. كما أفادت المصادر بأن بن دغر غادر عدن بعد عودته إليها، رفقة عدد من وزرائه، إلى العاصمة السعودية الرياض، لجهة التشاور مع الرئيس هادي بشأن المستجدات المتعلقة بتطبيع الأوضاع في المناطق المحرّرة وسير العمليات العسكرية ضد الميليشيات الحوثية، وآخر التطورات بشأن مساعي الأمم المتحدة من أجل استئناف المفاوضات مع الانقلابيين أملاً في التوصل إلى اتفاق للسلام.

وفي سياق متصل بسقطرى والجهود السعودية في المجال الإنساني والتنموي، وصلت أمس طائرتا إغاثة سعوديتان إلى الجزيرة تحملان نحو 20 طناً من المساعدات الطبية والإغاثية لسكان الأرخبيل اليمني ومركزه جزيرة سقطرى، وذلك في إطار خطة المملكة ضمن برنامج إعادة الإعمار في اليمن والذي يشرف عليه السفير السعودي محمد آل جابر.

وأكد السفير آل جابر، الذي وصل إلى سقطرى، أمس، في تصريحات رسمية، أن فريقاً هندسياً من البرنامج وفريقاً من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، يرافقهم وزير الأشغال العامة ونائب رئيس لجنة المتابعة والتنسيق اليمني، نفّذوا مهمة سير العمل على إيصال هذا الجسر الإغاثي، لتلبية الاحتياجات التنموية والإغاثية في الأرخبيل.

وكانت مصادر مطلعة في الرياض قد أكدت، أول من أمس، وصول قوة سعودية إلى جزيرة سقطرى هدفها مساعدة القوات اليمنية وتدريبها، وذلك بالتزامن مع نجاح المساعي التي قادتها الرياض لإنهاء الخلاف الطارئ بين الحكومة اليمنية والجانب الإماراتي المشارك ضمن قوات تحالف دعم الشرعية.

وقالت وكالة «سبأ» الرسمية إن الرئيس هادي ترأس، أمس، اجتماعاً لهيئة مستشاريه بحضور نائبه الفريق الركن علي محسن صالح، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الملك المخلافي، للوقوف على مجمل القضايا والموضوعات المتصلة بواقع البلد ومستجداتها الميدانية على مختلف الصعد. وحسبما أورته الوكالة، أشار الرئيس اليمني إلى «الانتصارات التي تحققها قوات الشرعية بدعم وإسناد من التحالف الداعم لها والذي تقوده السعودية والإمارات ضد قوى التمرد والانقلاب من الميليشيات الحوثية الإيرانية».

وأثنى هادي، طبقاً للمصادر الرسمية اليمنية، على «دور المملكة العربية السعودية وجهودها الحميدة في تجاوز تداعيات أحداث محافظة أرخبيل جزيرة سقطرى لما من شأنه تعزيز اللحمة الواحدة، وتعضيد أهداف التحالف العربي في اليمن، والانتصار لأهداف عاصفة الحزم وإعادة الأمل في القضاء على فلول التمرد والانقلاب من الميليشيات الحوثية الإيرانية، وعودة الشرعية، وتحقيق تطلعات الشعب اليمني في الأمن والاستقرار والسلام».

وثمّن الاجتماع الرئاسي اليمني «المواقف الأصيلة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع، لدعمهما الدائم لليمن وقيادته الشرعية في مختلف المواقف والظروف والتي كان آخرها إطلاق مشروع عمليات مركز (إسناد للتنمية في اليمن) في محافظة أرخبيل سقطرى بصورة خاصة وباقي المحافظات اليمنية».

وفي تصريحات دوّنها على صفحته في «فيسبوك»، أمس، وأعادت بثها وكالة «سبأ»، أكد بن دغر انتهاء أزمة محافظة أرخبيل سقطرى وانتصار ما وصفه بـ«وحدة التحالف العربي الداعم للشرعية».

وامتدح رئيس الحكومة اليمنية، قادة التحالف الداعم للشرعية في بلاده، وقال: «لقد تغلّبنا على خلافنا في إدارة هذا الجزء الغالي من وطننا، لأن لدينا قادة كباراً بحجم القضية، وتحديات المرحلة، لدينا الرئيس عبد ربه منصور هادي، والملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان، ولدينا ولي العهد الشيخ محمد بن زايد رجل القرار. لدينا أمة لا تسمح بالخلاف بين أفرعها، فقالت كلمتها، وليس بعد قولها قول».

وأضاف: «لم ينتصر أحد ولم ينهزم آخر في هذه المواجهة الأخوية، بل انتصرنا جميعاً اتفاقنا يقضي بعودة الجزيرة إلى وضعها الذي كانت عليه يوم الاثنين قبل الماضي الموافق الثلاثين من أبريل (نيسان)».

وفي حين قال إن «الإمارات منا ونحن منها»، أشار إلى أن «هناك عدواً واحداً للجميع هو الحوثي، وإلى أن هناك خطراً داهماً هو إيران، ولتحقيق النصر عليهم، يجب التسامح والمضيّ نحو هدف العاصفة التي يقودها التحالف نحو استعادة الدولة في بلاده وهزيمة الحوثيين».

وثمّن رئيس الوزراء اليمني «جهود المملكة العربية السعودية التي قادت وساطة سريعة وناجحة وسهّلت حلولاً تحافظ على الجزيرة في أمنها وأمانها»، كما ثمّن «استجابة دولة الإمارات لداعي الأخوة والسلام»، على حد تعبيره.